بمقام النبوة لان من المعروف ان النبي سيوحى اليه فقد يخبر بخبر القوم وخبر الاخوة الذين يعني ان فعلوا هذا الامر فيها تعديات كبيرة جدا على كثير من المعاني العظمى في الشريعة وفي الانسانية بشكل عام بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله الجريمة التي ارتكبها اخوة يوسف عليه السلام بالقائه في البئر جريمة كبيرة فيها من عقوق الوالد فيها من عدم الشفقة بالطفل الصغير فيها من استهتار هذا دفع بعض الناس الى محاولة ايجاد المبرر لاخوة يوسف ان يفعلوا هذا الامر فقالوا اخطأ يعقوب عليه السلام بتفضيل يوسف عليه السلام على اخوته وبالتالي اللي دفعهم الى مسل هزه الجريمة. قد لا يكون التبرير كبير في انهم يفعلوا هذه الجريمة. لكن على الاقل وضعهم في الحالة النفسية التي يمكن ان تؤدي الى هذه النتيجة فاحنا بنرد هل يا ترى صح هذا الكلام؟ هل هذه الحجة مقبولة؟ او غير مقبولة اولا اول شيء نحلله ونقوله انه لا يصح ابدا ان تقول ان النبي فلان ايا كان النبي اخطأ في كذا او كذا لكن نحن نستخدم لفظ اخر عندما نرى امرا من الامور كان لا ينبغي ان يتم وهو امر خلاف الاولى. نقول ان النبي قام بخلاف الاولى لم لا نقول ان النبي اخطأ ليس من باب الادب مع الانبياء ولا بحفظ مكانة الانبياء ان نقول ان النبي فلان اخطأ ايا كان اسم هذا النبي من اول ادم عليه السلام الى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. انما نقول فعل خلاف الاولى. يعني ايه خلاف الاولى؟ خلاف الاولى لان الفعل الذي فعله النبي صلى الله عليه وسلم ايا كان النبي زي ما قلنا هذا الفعل الجائز في شريعته لكن هناك ما هو افضل منه في الشريعة كان ينبغي عليه ان يفعل هذا الامر. ولذلك يلام او يعاتب من رب العالمين على امر من الامور. وان كان الامر الذي يلام عليه ليس في قدح اذا فعله اي انسان من الامة. لكن هو بالذات لا ينبغي له ان يفعل هذا الامر. خلاف الاولى اديكم مسل احنا ممكن في حياتنا العادية بنستعمله عشان اقرب الصورة وبعدين اضرب امثلة من حياة النبي صلى الله عليه وسلم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وبعد كده افسر في قصة يوسف ويعقوب في قضية اخوة يوسف مع آآ موضوع القاء يوسف في البئر. لو انا في المثل ده آآ عملت مسألة حسابية معقدة نسبيا اعطيتها لطفل في الصف الاول الابتدائي. الطفل قعد يعني يفكر فيها ربع ساعة او تلت ساعة او نص ساعة وفي الاخر حلها صح انا بقول عليه هزا امر عزيم وهزا انجاز كبير لان هو طفل صغير في الصف الاول الابتدائي وحل مسألة نسبية معقدة. فحتى لو خد فيها وقت عشان باقي ربع ساعة نص ساعة ما فيش مشكلة ما شاء الله عليه ان هو انجز هزا الانجاز. لكن لو اعطيت نفس المسألة هذه للاستاز في الرياضيات تخصصه هذه المسألة اللي هي الطفل بتاع اولى ابتدائي حلها وخد فيها ربع ساعة وتلت ساعة وبعدين حلها صح الومه الوم انه خد فيها ربع ساعة تلت ساعة من محلات صح. مع انه اجاب اجابة صائبة. لكن لا ينبغي له لعلو مقامه. علو مكانته لتخصصه ما ينفعش ان هو ياخد هذا الوقت في حل هذه المسألة حتى لو حلها صح هكذا الانبياء. يعني الرسول صلى الله عليه وسلم مسلا لامه ربه سبحانه وتعالى في صورة عبس وتولى انه لم يتحدث مع الاعمى وذهب الى الاغنياء او الكبراء في مكة المكرمة عبس وتولى ان جاءه الاعمى وما يدريك لعله يزكي لاخر الايات. كلنا عارفين هذا هو فعل خلاف الاولى. الاولى انه كان يقف مع هذا الفقير او عبدالله ابن ام مكتوم او هذا الاعمى. ويتحدث معه في امر الدعوة ازا كان بيسأله عن امر من ام الدعوة للرسول صلى الله عليه وسلم كان مشغول ساعتها بالكبراء الاغنياء لانهم لو دعاهم وامنوا لانتشر الاسلام في مكة المكرمة. هدف الرسول صلى الله عليه وسلم ليست دنيويا انما هدف هدف دعوي وهدف لنشر الاسلام لكن بالنسبة له كان ينبغي له ان يتحدث مع الفقير ويعلم ان الخيط لعله يزكى وان هؤلاء يعني ازا اراد الله عز وجل ان ينشر الاسلام في مكة فسينشره حتى لو لم يؤمن هؤلاء القوم الكبراء لكن لو فعل ذلك احد من رجال الامة الاخرين والله اقول عليه هذا فعل مقبول بل قد يكون محمودا اذا كان هدفه الدعوة فبقول والله هو عنده اولويات بيرتب ترتيبة سياسية معينة ترتيبة مادية معينة لنشر الاسلام. ما هواش عمل منكر في الشريعة. هو عمل جيد في شريعة عمل فاضل في الشريعة لكن هناك ما هو افضل منه. ده وده طبعا آآ قس الكلام ده على كل المواطن التي لام فيها ربنا سبحانه وتعالى رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم في القرآن الكريم. يعني مسلا عفا الله عنك لما اذنت لهم في قضية الايذان للمنافقين بعدم الخروج الى تبوك او قضية مسلا عدم ابداء او ابداء الخشية من اظهار تزويج الله عز وجل له لزينب بنت جحش. وتبدي في نفسك ما الله مخفيه وتخشى الناس والله احق ان تخشاه هذه آآ مواطن لا ما فيها ربنا سبحانه وتعالى نبيه صلى الله عليه وسلم لانه فعل خلاف الاولى ليس لانه اخطأ لكنه فعل خلاف الاول. هذا من باب الادب مع الانبياء يبقى انا اقول لو كان اصلا الموضوع فيه شبهة اقول يا ترى هل يعقوب عليه السلام فعل خلاف الاولى في قضية يوسف عليه السلام ولا ما فعلش خلاف الاولى هو ده الموضوع. الموضوع التاني اللي هنتكلم عليه في نفس المسألة نشوف الاية التي ذكرت هذا الامر. يقول ربنا سبحانه وتعالى اذ قالوا اخوة يوسف يعني ليوسف واخوه احب الى ابينا منا ونحن عصبة. ان ابانا لفي ضلال مبين اولا للرد على هذا الموضوع يا ترى فعلا يعقوب عليه السلام ابرز حبا كبيرا ليوسف عليه السلام دفع الاخوة الى هذا الامر ولا لأ اولا قد يكون الامر مظنونا وليس حقيقيا. يعني هم قالوا هذا الكلام على سبيل الظن منهم وهو ظن خاطئ. يعني سيدنا يعقوب لم يفضل يوسف على اخوته لكنهم ظنوا ذلك وهذا خطأهم وليس خطأ يعقوب عليه السلام وليس حتى فعل خلاف لا من يعقوب عليه السلام ده احتمال. برضه كلمة ونحن عصبة ونحن عصبة بتعطي الانطباع الى ان هم آآ مجموعة متماسكة قوية لها اثر. البيئة اللي كانوا بيعيشوا فيها البيئة البدوية البيئة الصحراوية بتعتمد على العادات بتعتمد على القوة فبيقولوا احنا الذين نحقق النفع ليعقوب عليه السلام وليس يوسف اخوه الصغير بنيامين. الاتنين دولت صغار جدا في السن وما بيقدروش يحققوا النفع الذي نحققه نحن ونحن عصبة لابينا. فالمفروض لو كان يميل قلبه الى احد فيميل قلبه الى الذين حققوا له النفع في هذه البيئة. احنا عشرة وشباب كبير نقدر نقدر نحقق له منافع. يعني هم يرون ان الميل لابد ان يكون الى طرفهم وليس الى طرف يوسف عليه السلام. برضو الابن يوسف عليه السلام كان في اعلى درجات البر. ده يربى ليكون نبيا. فما شاء الله الطاعة او الادب والاخلاق وارتفاع يعني المستوى في كل المثل العليا اللي تتخيلها. وهو طفل صغير فبيربي على هذه الصورة. تخيل انت اب او ام بيأمر ابنه بكل شيء يأمره فيه تلاقي الابن ما شاء الله فيه يعني نوع من الاستجابة نوع من اه من الادب من الاخلاق من البر الشديد. فعلى طول يقابل هذا برد فعل من الاب نوع من الحب ونوع من القبول ونوع من الرضا. فهو يرضى عن كل اعمال يوسف عليه السلام ويبدي هذا الرضا. لكن الاخوة الاخرين اخوة عاديين ما هماش هيكونوا انبياء بعد كده يفعلون مسل ما يفعله الناس. بيغلط مرة ويصيب مرة بيعمل مرة الصح ومرة الخطأ. مرة الحلال ومرة مرة الحرام وينهى ويربى. فمرة بيعمل خير ويتقبل الاب هذا بالرضاء ومرة بيعمل شر ويرفض الاب هذا الموضوع فعند يوسف الرضا التام الدائم وعند الاخوة الرضا احيانا والرفض احيانا حسب الحالة التي يكونون عليها. هذا رد الفعل المتوالي من الرضا من يعقوب ليوسف عليه السلام هو الذي اثار غيرة الابناء. لكن هو رد فعل طبيعي لان هو ما بيعملش غلط وما بيغلطش معه ابدا عشان يواجهه مرة بما واجه به الاخوة من غضب في موقف من مواقف الخطأ التي ارتكبوها في الحياة بشكل عام هم بشر ان هم يغلطوا كتير. فده برضو ممكن يفسر الموضوع. هم ممكن ما يقبلوش هزا الموضوع بقى ما يبقاش عندهم هذا الانطباع وخاصة كمان ان يوسف عليه السلام كان صغيرا وكان بنيامين صغير. وعادة انت بتكون متلطف مع الصغير وبتقبل منه بعض الاخطاء لو حدث تهدي الاخطاء لان هو صغير وما بتقبلهاش مع الكبير والكبير لما بيكبر بينسى ان هو كان بيتعامل بهزه الصورة وهو صغير. فما بيبقاش عنده في الزاكرة انه لما كان عنده سنتين تلاتة او خمس ست سنين او حتى عشر سنين قبل ما بيبلغ ان الاب كان بيفوت له كتير جدا اخطاء بيعملها لان هو صغير. فخلاص لما كبر وبقى عنده خمستاشر سنة او عشرين سنة ما عدش فاكر هذه الايام وبالتالي ما عادش قابل ان الاب يعني يسمح لي يوسف ببعض الاعمال التي لا يسمح بها لهم فوق ده كله في حاجة اسمها الحب الفطري. الحب الفطري يعني القلب يميل الى انسان. سواء بدوافع او بدون دوافع. يعني ساعات الارواح جنود مجندة يعني ساعات انت من غير اسباب منطقية لكن حتى الاسباب المنطقية زي ما قلنا موجودة لان يوسف اخلاقياته عالية جدا وتربيته راقية جدا فهو ما عندوش اي نوع من انواع الخطأ في حق ابيه ولا حق المجتمع اللي عايش فيه. وبالتالي ما عندوش يعني نوع من اللوم عليه في فعل من افعال لكن حتى الحب الفطري اللي انا بيميل قلبي الى فلان اكثر من فلان هذا الميل الفطري ما علكشي في يد. ما تقدرش ان انت تتغلب عليه لان انت حاجة لا تملكها انما يملكها رب العالمين سبحانه وتعالى القلب قلب الانسان عشان اسبت لكم هذا الكلام اقول لكم حديث في آآ آآ سنن ابي داوود وابن ماجة والنسائي واحمد وغيرهم وكذلك موجود اه عند الحاكم وهذا اللفظ اللي هقوله هو لفظ الحاكم. والحاكم صححه وقال الذهبي على شرط مسلم. انا بقول الكلام ده كله ليه؟ لان ممكن تستغرب المعنى. الحديس عن عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم فيعدل فيقسم فيعدل فيقول بعد اما عدل في القسمة قال اللهم هذا قسمي فيما املك فلا تلمني في ما تملك ولا املك. اللي هو القلب. ان قلبه يميل الى عائشة رضي الله عنها وارضاها اكثر من غيرها. لكنه لما قسم قسم الايام بشكل سليم عادل مزبوط قسم الاموال بنفس الطريقة قسم السفريات الى الغزوات بنفس الطريقة. قسم كل شيء معهم بالعدل تماما يقسم فيعدل ما يجور في قسمته ابدا. لا في الحياة ولا في الميراس بعد موته. يعني كل الامور طبعا انا ما بتكلمش عن النبي صلى الله عليه وسلم بشكل تحديدا انا بتكلم بشكل عام الانسان لو عدل في القسمة بين اولاده او عدل ما بين زوجاته او عدم القسمة بين الناس بشكل عام. هو يعدل لكن قلبه يميل الى احد الناس وهذا الميل لا يدفعه الى فعل مخالف فهذا ليس فيه شيء كما قال النبي صلى الله عليه وسلم. الامر التالت نختم به الحلقة هل يا ترى بقى فعلا بعد ما خدنا هزه هل يعقوب عليه السلام افعل خلاف الاولى؟ يعني مال قلبه الى آآ آآ الى يوسف عليه السلام ففعل امرا من الامور ما كان ينبغي له في مقامه العالي كنبي ان يفعله ولو فعله غيره ما يعني آآ تم لومه على هذا الامر ولا ما فعلش حتى يعني خلاف الاولى وفعل الصحيح. انا ارى انه فعل الصحيح ولم يقم بفعل خلاف الاولى. ليه بقول الكلام ده لان الله عز وجل لم يلمه على هذا الامر ذكرت هذه الاية انهم قالوا ليوسف واخوه احب والى ابينا منا ونحن عصبة ان ابانا لفي ضلال مبين لم يعلق رب العالمين سبحانه وتعالى على هذا الحدث بان يوجه لوما معينا الى يعقوب عليه السلام لانه فعل ذلك فقاد الاخوة الى هذا الفعل. ما فيش هذا اللوم. القرآن الكريم راجعوا السورة. وراجعوا القرآن كله مش هتلاقوا فيه لون موجه الى يعقوب عليه السلام على هذه المسألة. مع ان ربنا سبحانه وتعالى لام الكثير من الانبياء. زي ما قلنا المواقف اللي ذكرناها في حق نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. ذكرنا طرف فمنها في مواقف اخرى وزي مسلا ما حصل في قصة داوود عليه السلام وظن داوود انما فتناه فاستغفر ربه وقرر كان وانام في قصة الحكم بين الخصمين ورجعوا لها في فيديو عاملين عن قصة يعقوب قصة داود عليه السلام مع الخصمين على القناة ارجعوا لها. وايضا قال يا نوح انه ليس من اهلك انه عمل غير صالح فلا تسألني ما ليس لك به علم. ان يعظك ان تكون من الجاهلين. لما سأل رب العالمين سبحانه وتعالى عن ابنه وان ربنا سبحانه وتعالى يعني وعده بنجاة اهلي فقال انه ليس من اهله فلامه على ذلك فالتقمه الحوت وهو مليم قصة يونس عليه السلام وهو يعني هو ملام من رب العالمين سبحانه وتعالى فلولا انه كان من المسبحين للبث في بطنه الى يوم يبعثون. لم نجد هذا اللون في قصة يعقوب عليه السلام دلالة على انه فعل الصحيح. فعل الصحيح ولم يقم بخلاف الاولى فضلا عن ان يكون الاخطاء كما قال البعض وهذا لا يجوز في حق الانبياء فموقفه السليم لكن الاخوة هم الذين تمكن منهم الشر نتيجة الغيرة من آآ تفوق يوسف عليه السلام في الاخلاقيات وفي المواقف وهذا الذي ادى بهم الى هذا الموقف هو موقف منكر. واعتبره الله عز وجل ذنبا كبيرا. ولولا ان يعقوب عليه السلام ويوسف عليه السلام استغفر لهما ما غفر لهما مثل هذا الذنب الكبير. نسأل الله عز وجل ان يتقبل منا ومنكم. جزاكم الله خيرا. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته