الله والله اعلم الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله. يقدم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. يقول هل صح هذا الحديث مروا بالمعروف وان لم تفعلوه وانهوا عن المنكر وان لم تجتنبوه كله الحمد لله رب العالمين. هذا الحديث ذكره بعض اهل العلم رحمهم الله تعالى في كتبهم الحديثية. فقد رواه الامام في المعجم الاوسط والصغير. ورواه كذلك الامام المناوي في فيض القدير. ولكن هذا الحديث بهذا اللفظ باعتبار مبناه وسنده. فان فيه رجلا يقال له عبد القدوس بن حبيب وقد اجمعوا على ضعفه فكل حديث بهذا اللفظ يعتبر ضعيفا في مبناه. واما باعتبار المعنى فلا جرم ان الانسان ينبغي له ان يفرق بين امرين بين قيامه بالواجب وامره غيره بهذا الواجب وبين تركه للمنكر وبين نهي غيره عن هذا المنكر. فهما امران لا بد من التفريق بينهما فالانسان مطالب بفعل الواجبين جميعا. فيجب على الانسان ان يأتمر بالمعروف وان يأمر بالمعروف. ويجب على الانسان ان ينتهي يعني المنكر وان ينهى غيره عن المنكر. لكن لو ان بعض الناس لم يفعل هذا الواجب فقد خالف في الامر الاول فمخالفة لهذا الواجب لا تسوغ له ان يترك امر الناس بفعله. مع انه مع انه بهذا يكون مذموما في الشرع لكن ذنبه يعظم. ذمه يعظم اذا ترك الواجبين جميعا. ذمه يعظمه اذا فترك الواجبين جميعا. فاذا كان الانسان مثلا لا يقوم الليل فلا يسوغ له هذا الا يأمر غيره بقيام الليل اذا كان الانسان لا يربي لحيته فلا يسوغ له هذا الا يأمر غيره بتربية اللحية. فاذا اهملت في الواجب الاول فاسأل الله ان ابيك لكن لا تجعل اهمالك في الواجب الاول مسوغا لك ان تهمل في الواجب الثاني. فان قلت اوليس الله عز وجل يقول يأمرون الناس بالبر وتنسون انفسكم فنقول ان الله ذمهم على نسيان انفسهم لا على امرهم الناس بالبر. فان امرهم الناس بالبر هذا عبادة وطاعة لله عز وجل. والطاعة والعبادة لا يذم الله عز وجل عليها. لكنه ذمهم لانهم نسوا انفسهم من هذا بر الذي يأمرون به فهم معاقبون على ترك البر لا على الامر بالبر. فلابد من التفريق بين هذا وهذا وكذلك اذا ترك اذا كان الانسان مواقعا لشيء من المنكرات فان مواقعته لهذا المنكر لا تسوغ له ان نهي الناس عن هذا المنكر. فيجب على من يشرب الخمر ان ينهى الناس عن شرب الخمر. ويجب على من يسبل ثيابه ان ينهى الناس عن اسبال الثياب. ويجب على من يحلق لحيته ان ينهى الناس عن حلق اللحى. ويجب على من يعق والديه ان ينهى عن عن عقوق الوالدين لان عندك واجبين فيجب عليك ان تترك المنكر ويجب عليك ان تنهى عن هذا المنكر فاذا ا خالفت في الواجب الاول فلا يكون ذلك مسوغا لك ان تخالف في الواجب في الواجب الثاني. فان قلت وكيف نقول في حديث البراء يرفعه للنبي صلى الله عليه وسلم في من يلقى في النار فتندلق اقطاب بطنه فيدور في النار كما يدور الحمار في الرحى فيجتمع عليه اهل النار فيقولون الست كنت تأمرنا بالمعروف وتنهانا عن المنكر؟ قال بلى كنت امركم بالمعروف ولا اتيه وكنت انهاكم عن المنكر واتيه. فالعقوبة هنا ليست بالامر على الامر بالمعروف والنهي عن المنكر. وانما العقوبة على قوله ولا اتيه فكان يأمر الناس بالمعروف وهذا يثاب عليه. لكن المشكلة انه لا يأتيه فعقوبته على انه لا يأتيه ليس على انه الناس وكان ينهى الناس عن المنكر وهذا يثاب عليه. لكن المشكلة انه لا يترك المنكر فعقوبته على عدم ترك المنكر لا على النهي عن المنكر وعقوبته على ترك فعل المعروف لا على ترك الامر بالمعروف فانتبهوا لهذا