الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. يقول احسن الله اليك سمعت من احد الاطباء وهو يتحدث عن الاعجاز العلمي في القرآن والسنة ويقول لماذا لا نجرب هذه الوصفة الالهية التي وصفها ربنا لزكريا بان لا يتحدث مع الناس لمدة ثلاثة ايام ويستغلها بالذكر الذي يشحن الجسم بالطاقة حيث الكلام يبدد هذه الطاقة. يقول نحن نسافر ونجرب جميع الوصفات. دعونا نجرب هذه الوصفة فلن نخسر شيئا الحمد لله رب العالمين وبعد المتقرر عند العلماء ان كل ما ليس على وفق الشرع فانه لاغ والمتقرر عند العلماء رحمهم الله تعالى ان خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وان شر الامور محدثاتها وان كل بدعة في الدين ضلالة والمتقرر عند العلماء وجوب سد الذرائع التي تفضي الى ما لا تحمد عقباه من من المحدثات والبدع المستنكرة ولنا في هذه ولي في هذا السؤال عدة وقفات الوقفة الاولى ان زكأنما ان ما فعله زكريا عليه الصلاة والسلام من سؤال ربه ان يجعل له اية هذا من الامور التي لا يقتدى بها لا يقتدى به فيها لانها من جملة ايات الانبياء فهي جائزة في شريعة زكريا عليه الصلاة والسلام فلما بشره بشرته الملائكة بيحيى قال رب اجعل لي اية فاخبره الله عز وجل ان ايته الا يكلم الناس ثلاث ليال سويا فلم يك زكريا بعد ذلك بقادر على ان يتكلم حتى انه كان ايوحي اليهم بما يريده وحيا بالاشارة. وكان مشتغلا في هذه الايام بكثرة التسبيح والتكبير فهذا من جملة ايات الانبياء التي اجراها الله عز وجل على يد نبي من انبيائه والمتقرر عند اهل السنة والجماعة انما كان يجري معجزات الانبياء واياتهم وبراهين نبوتهم فانه لا يقتدى بهم فيها فانه لا يقتدى بهم فيها واضرب مثالا حتى يتضح مرادي من هذا الكلام. وهي ان نبي الله عيسى اجرى على اجرى الله عز وجل على يديه لانه يمسح الاكمه والابرص فيبرأن باذن الله. فهل نقتدي به في هذا الامر ونمسح على الاكمه والابرص؟ الجواب لا لان هذا كان على سبيل الاعجاز. فهي اية نبي وايات الانبياء لا يقتدى بهم فيها وكذلك موسى عليه الصلاة والسلام امره الله عز وجل بان يلقي عصاه لتتحول ثعبانا. فهل نقتدي بموسى في قضية القاء العصا حتى وان لم تتحول؟ الجواب لا. وكذلك عيسى كان يضرب القبر وينادي صاحبه ثم يقوم المقبور من قبره. فهل يقتدى به فيها؟ الجواب لا. والنبي صلى الله عليه وسلم ايضا اجرى الله على يديه كثيرا من من المعجزات والايات والبراهين. والتي اتفق الصحابة على عدم الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم به فيها فقد كان يضع يديه في الماء القليل فيكثر فهل فعل ذلك ابو بكر؟ هل فعله عمر؟ هل فعله عثمان وعلي؟ الجواب لا لا نعلم عن ابي بكر انه دعا بماء قليل فوضع يديه فيه اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم فاذا هذه الايام الثلاثة التي لم يتكلم فيها زكريا انما هي تجري مجرى ايات الانبياء. وايات الانبياء ليست من من باب الاقتداء لانها من جملة خصوصياتهم والمتقرر عند العلماء ان ما كان من باب الخصوصية فلا يقتدى بالنبي فيه باء ما قاله هذا السائل من اننا نقتدي بزكريا في السكوت ثلاثة ايام مع الاشتغال بالذكر هذا دعوة منه الى الاقتداء بنبي في شيء اجراء مجرى الايات والبراهين. وهذا ليس مما ينبغي لانه جار على خلاف مذهب اهل السنة والجماعة ما رأيكم لو ان انسانا امسك غلاما صغيرا وقتله بلا ذنب. وقال انا اقتدي بنبي الله لما لقي غلاما فقتله. او يقبل منه هذا؟ الجواب لا لان قتل الخضر للغلام كان عن وحي. فهي معجزة نبي وكذلك لو ان انسانا خرق سفينة وقال انا اقتدي بالخضر. هل يقبل منه هذا الكلام؟ الجواب لا لان خرق الخضر للسفينة كان على سبيل الوحي. وما كان على سبيل الوحي فانه لا يقتدى بالنبي فيه لانه لانه قضية اعجاز. هذا اولا. والملاحظة الثانية ان التعبد مبني على التوقيف. ومن جملة ما نبهنا عليه الشارع الا نتعبد بالصمت لله عز وجل فالصمت في غير الصلاة المفروضة ليس من جملة ما يتعبد به لله تبارك وتعالى. وان كانت شريعة قد رغبت في قلة الكلام وحذرت من سقطات اللسان وهفوات المنطق وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم من صمت نجا الا ان الصمت في هذه في هذه المدة طويلة لا نعلم له اصلا في الشرع وقد مر النبي صلى الله عليه وسلم على رجل قائم في الشمس او امرأة. فقال ما هذا؟ قالوا فلان او فلانة نذرت ان تقوم صائمة في الشمس وان لا تتكلم. فقال مروها فلتستظل تتكلم ولتتم صيامها. فامرها النبي صلى الله عليه وسلم ان تتكلم فدعوة الناس الى الصمت ثلاثة ايام جار على خلاف وفق الشرع. هذا ثانيا الملاحظة الثالثة ان هذا الرجل يدعونا الى ان نصمت ثلاثة ايام من باب الاستطباب. وهذا لا دليل عليه لا من الشرع ولا من التجربة. واما سكوت زكريا عليه الصلاة والسلام عن الكلام هذه الايام الثلاثة فلم يكن على سبيل استطباب والتداوي وانما كان على سبيل الاعجاز والبرهان. على صدق هذه الاية فجعلوا الصمت الطويل بهذه المدة سببا من اسباب التداوي هذا يتضمن اتخاذ سببية لم يدل عليها شرع ولا قدر والمتقرر عند العلماء ان كل من اتخذ سببا لم يدل عليه شرع ولا قدر فشرك اصغر. وان اعتقده الفاعل بذاته فشرك اكبر. وبناء على ذلك فلا ينبغي قبول هذا الكلام. ولا اعتماده ولا العمل به مطلقا. ولكننا ننبه على اهمية كثرة الاشتغال بذكر الله عز وجل من غير تحديد وعلى اهمية حفظ اللسان والمنطق عن الهفوات والسقطات من غير تحديد. لقول النبي صلى الله عليه وسلم من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليقل خيرا او ليصمت. وسئل النبي صلى الله عليه وسلم عن ما يدخل الناس النار فقال الفم والفرج. وقال النبي صلى الله عليه وسلم من يضمن لي ما بين فكيه وما بين فخذيه اضمن له الجنة اذا حفظ المنطق قد وردت به الشريعة. والاكثار من الذكر قد وردت به الشريعة. واما وصفة اخينا هذا فانها محدثة منكرة وبدعة لا اصل لها في الشرع مع مخالفتها للمتقرر في العقائد في العقيدة والشريعة كما بينت سابقا الله اعلم