بل فعله عمدا لان الاصل في افعاله التشريع للنسيان وفي سنن ابي داود باسناد صحيح لغيره. من حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه قال كنت اقود لرسول الله صلى الله احسن الله اليكم عندنا امام يقصر او يقصر في القراءة في صلاة الفجر دائما يقرأ في الاولى بالاعلى وفي الثانية بالضحى. هل الصلاة معه افضل ام اصلي منفردا بقراءة طويلة الحمد لله رب العالمين وبعد خذها مني قاعدة وفقك الله الصلاة في الجماعة افضل وان فات بعض متعلقاتها. على فاتك منفردا فما دام الله عز وجل قد امكنك من المجيء للمسجد لتصلي الجماعة مع اخوانك المسلمين فلا يغرنك او يضرنك فوات بعض متعلقاتك لا فجماعة المسجد مقدمة وان فات بعض متعلقاتها على صلاة المرء منفردا. لعموم قول النبي صلى الله عليه وسلم صلاة الجماعة افضل من صلاة الفجر بخمس بسبع وعشرين درجة. ولقوله صلى الله عليه وسلم صلاة الرجل في الجماعة تضاعف على صلاته في بيته وفي سوقه خمسا وعشرين ضعفا. وهذا لا نعلم فيه نزاعا بين اهل العلم. والمتقرر في القواعد ان فوات بعض تعلقات الجماعة لا يبطل اصل وجوبها. فالجماعة في المسجد افضل من صلاتك منفردا. حتى وان كان الامام يقرأ بقصار السور في صلاة الفجر قراءة دائمة. فان ذلك فان الصلاة معه افضل من صلاتك منفردا ولو وقت القرآن كله. فانتبه لهذا وفقك الله. فمتى ما استطعت ان تصل الى المسجد لتصلي الجماعة مع اخوانك فاياك ان ترجح عليها صلاتك منفردا بسبب فوات شيء من متعلقات الجماعة ولعلك فهمت مرادي. واما قراءة قصار السور في صلاة الفجر فانه ليس من السنة الدائمة ولكنه من السنة العارضة. كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم انه كان يقرأ فيها ببعض قصار السور احيانا ففي سنن الامام النسائي وابي وابي داوود باسناد حسن صحيح من حديث معاذ بن عبدالله الجهني ان رجلا من جهينة قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح. فقرأ اذا زلزلت الارض زلزالا في الركعتين جميعا فلا ندري انسي رسول الله صلى الله عليه وسلم ان فعل ذلك عمدا. وانا اجيب عن سؤال هذا الصحابي عليه وسلم ناقته في السفر فقال يا عقبة الا اعلمك افضل سورتين قرأتا؟ فقلت بلى يا رسول الله. قال فعلمني المعوذتين فلم يرني سررت بهما جدا. فلما نزل بالجيش لصلاة الصبح قرأ بهما في الركعتين قرأ بهما في الركعتين وهذا هو الشاهد. فلما نزل بالجيش لصلاة الفجر قرأ بهما في الركعتين فلما سلم قال كيف رأيت يا عقبة الا ان هديه الغالب في قراءة صلاة الصبح هو ان يقرأ بطوال المفصل. والخلاصة من هذه الفتي ان صلاتك مع اخوانك جماعة في المسجد افضل من صلاتك منفردا وان وصفت صلاتك منفردا بما وصفتها من الفضائل الجماعة في المسجد افضل والله اعلم