الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يقول هل العلم من اجل الشهرة والرفعة عند الناس يعتبر من الرياء؟ الحمد لله الجواب المتقرر عند العلماء ان الله عز وجل لا يقبل من العبادات الا ما كان خالصا صوابا. والخالص ما كان لله والصواب ما كان على وفق سنة رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم فجميع العبادات مناط قبولها هذان الشرطان. فاذا جاء الانسان بعبادة فيها متابعة ولا اخلاص فيها لم تقبل او جاء بعبادة فيها اخلاص ولا متابعة فيها لم تقبل. او جاء بعبادة لا اخلاص ولا متابعة فيها لم تقبل وانما يقبل الله عز وانما يتقبل الله عز وجل من المتقين. الذين اقاموا عبادتهم على ساقي الاخلاص عز وجل والمتابعة لنبيه صلى الله عليه وسلم. قال الله عز وجل وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء وقال الله عز وجل فاعبد الله مخلصا له الدين. الا لله الدين الخالص. وقال الله وقال النبي صلى الله عليه وسلم انما الاعمال بالنيات وانما لكل امرئ ما نوى. اذا علم هذا فليعلم ان طلب العلم من اعظم العبادات التي يتقرب بها الطالب الى رب الارض والسماوات عز وجل فهو عبادة عظيمة لله عز وجل فبما ان العلم عبادة فلا يقبله الله عز وجل اذا كانت نيته مشروكة. فالله عز وجل لا يقبل من العمل الا ما كان خالصا لوجهه الكريم فمن كان طلبه للعلم بنية الرياء او التسميع او لمجاراة العلماء او لمماراة السفهاء او ليتحيز رؤوس المجالس او ليشار له بالبنان ونحو تلك المقاصد الفاسدة. فان علمه عليه لا له ويكون بهذه النية الفاسدة سببا من اسباب عذابه يوم القيامة. يقول النبي صلى الله عليه وسلم اول الناس يقضى عليه رجل استشهد فاتي به فعرفه نعمه فعرفها قال فما عملت فيها؟ قال قاتلت فيك حتى استشهدت فيقول كذبت ولكنك قاتلت ليقال شجاع جريء فقد قيل. ثم امر به فسحب على وجهه حتى القي في النار. ورجل العلم وعلمه وقرأ القرآن. فاوتي به فعرفه نعمه فعرفها. قال فما عملت فيها؟ قال تعلمت العلم وقرأت فيك القرآن فيقول كذبت انما تعلمت لي؟ قال عالم. وقرأت القرآن ليقال قارئ فقد قيل ثم امر به فسحب على وجهي حتى القي في النار رواه مسلم من حديث ابي هريرة رضي الله عنه. والحديث له بقية ولكن هذا هو الشاهد منه. وكذلك في في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم من تعلم العلم مما يبتغى به وجه الله لا يتعلمه الا لينال به عرضا من الدنيا لم يجد عرف الجنة يوم القيامة فالواجب على طالب العلم ان يصفي نيته وان يحاسب ان يحاسب نفسه وان يتفقد قصده فيما بين الفينة والاخرى وان يتقي الله في طلبه للعلم فلا ينوي الا وجه الله عز وجل والدار الاخرة وكشف الجهل عن نفسه ورفع الجهل عن امته فمتى ما خالط قلب الطالب شيء من النوايا الفاسدة فانها تفسد عليه طريق طلبه وتجعله على خطر من العقوبة العظيمة في الدنيا والاخرة. والله اعلم