السؤال الاول يقول صاحبه بارك الله فيه في الحديث الذي يدعو فيه جبريل عليه السلام ان من شهد رمضان ولم يغفر له ان يبعده الله وامن رسول الله صلى الله عليه وسلم على دعائه اليس فيه تثبيط وتقنيط للمقصرين امثالي الذين لا يخرجون من رمضان الا بانهم اسقطوا عنهم فريضة الصيام كما هو معلوم الابعاد الابعاد من رحمة الله اي بمعنى اللعنة كيف نوفق بين هذا بين قول ربنا جل جلاله قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من ان الله يغفر الذنوب جميعا نقول للسائل الكريم لا ينفصل الحديث عن سياقه وبساط حاله هذا الحديث كان في مقام رفع الهمم عند استقبال رمضان يا باغي الخير اقبل ويا باغي الشر اقصر تشجيع للعباد ان يشمروا عن ساعد الجن اذا اقبل شهر رمضان ونتعرض لنفحات ربهم فيه هذا الشهر الا وقد حطت عنهم خطاياهم وكفت عنهم سيئاتهم لكن ابدا ليس في مقام تقنيط المقصرين فيه عند انقضائه من رحمة الله لا يقنط من رحمة الله الا الضالون لا ييأس من روح الله الا القوم الكافرون هذا يا سيدي من ادب الوقت ومن وضع الامور في نصابها ان تسوق الحديث في الوقت المناسب وفي المكان المناسب افرأيت لو ان رجل لو انك رأيت رجلا يخطط يخطط لجريمة قتل ويتهيأ لها ويعد ويعد لها العدة هل يناسب في هذه اللحظة ان تقول له اسمع ان رحمة الله واسعة جدا ولو لم تذنبوا لذهب الله بكم وجاء بقوم يذنبون فيتوبون فيتوب الله عليهم اليس سوق هذا الحديث في هذا المقام اغراء له بالقتل وتحريض له على ارتكاب هذه الجريمة الحديث في ذاته الصحيح وضعه في هذا السياق في هذا المقام تحريف للكلم عن مواضعه ان مثل هذا يخاطب بقول الله تعالى ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه واعد له عذابا عظيما كل ذنب عسى الله ان يغفره الا الرجل يموت كافرا او مؤمنا يقتل مؤمنا متعمدا لا يزال العبد في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما هكذا يخاطب القتلة الذين يتهيأون للقتل ويعدون له لو ان رجلا تورط في هذه الجريمة واحرقه الندم وجايل تمسوا باب الايد التوبة. لا نقلص احدا من رحمة الله الرجل الذي قتل تسعة وتسعين نفسا وذهب الى احد يسأل هل لي من توبة؟ ماذا فعلت في الساعة اتنين وتسعين لا اجد لك توبة ابدا. فاكمل به المئة ثم سأل عن عالم اخر يستفتيه دل على احدهم قال انا قتلت مئة نفس هل لي توبة فقال وما يمنعك من التوبة؟ لكنك بارض سوء. اذهب الى ارض كزا فان بها قوما صالحين يعبدون الله فاعبد الله معهم وخرج فادركته المنية عند خروجه فسبقت له من الله الحسنى. وتقبل الله توبته رغم انه لم يصل الى هذه الارض التي اعتزم فيها ان يبدأ مشروعه الاصلاحي واختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العزاب وارسل الله اليهم يفصل بينهم وقال قيسوا ما بين الارضين كان الى ارض المعصية اقرب اصعدوا بروحه ملائكة العذاب كان الى ارض التوبة اقرب تصعد بروحي ملائكته الرحمة هو كان لسه في اول الطريق فامر الله هذه ان تباعني وهذه ان يعني انت قاري. هيا له الاسباب وصعدت ملائكة الرحمة بروحه فهذا يا ولدي مقام وهذا مقام فهذا من ادب الوقت ومن وضع الامور في نصابه ومن لطيف باهي يروى يعني ادب الوقت انهم قالوا الحديث عن الموت حق والتزكير به حق لكن ليس من ادب الوقت ان تأتي الى العروس في ليلة زفاف تقول له تذكر الموتى وسكرته والقبر والقبر وظلمته والحساب وعثرته والصراط زلته هذا حق في ذاته لكن ليس من ادب الوقت ان تأتيه في هذه اللحظات لكي تذكره بهذه المعاني لقد تمهد يا سيدي في ابجديات العقائد انه تقبل توبة العبد ما لم يغرغر ولا يزال باب التوبة مفتوحا حتى تطلع الشمس من مغربها وان رحمة الله قد سبقت غضبه وانه لا يعظم ذنب على التوبة وقد قال تعالى قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة ان الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم وقال تعالى واذا جاءك الذين يؤمنون باياتنا وقل سلام عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة انه من عمل منكم سوءا بجهالة ثم تاب من بعده واصلح انه غفور رحيم ورحم الله الشافعي اذ يقول ولما قسى قلبي وضاقت مذاهبي جعلت الرجا مني لعفو سلما تعاظمني ذنبي فلما قرنته بعفوك ربي