منع القطر من السماء انما هو بسبب الذنوب كما نعلم. وعندما يكون هناك حوار بيني وبين بعض اقاربي يقولون كيف نقرر هذه المسألة مع ان كثيرا من بلدان العالم الاسلامي بها ذنوب كثيرة بل حتى بلدان الغرب ومع ذلك يأتيهم القطر هل المقصود بالذنوب لمن يختصهم الله عز وجل بهذا من باب التمحيص ام ان هذا الامر من حكمته سبحانه التي لا يعلمها الا هو بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا ونبينا محمد وعلى اله وصحابته ومن سار على نهجهم واتبع سنتهم الى يوم الدين وبعد يقول الله جل وعلا في محكم الكتاب الكريم ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت ايدي الناس ويقول جل من قائل وان لو استقاموا على الطريقة لاسقيناهم ماء غدقا فدل على ان الصلاح والاستقامة وتمسكها بطاعة الله جل وعلا والتواصي بالحق والتواصي بالصبر عليه من اسباب السعادة في الدنيا والاخرة وان كثرة الفساد وانتشار الفواحش وظهور الظلم وفشوه فشوه من اسباب العقوبات والعقوبات تارة تكون ابتلاء وامتحانا وتمحيصا وتارة تكون انذارا والعالم بكل ذلك وبما وراءه علام الغيوب جل وعلا اذا توفى تمادى الاجرام وفسد العامة والخاصة وتركبت السنة وشعر الناس انهم مستغنون اذاقهم الله جل وعلا صنوفا من الموقظات والمنبهات فان استيقظوا وتابوا ورجعوا الى ربهم معتذرين من ذنوبهم عازمين على الصدق في التعامل معه والاخلاص له واتقاء ما حرمه من سيء القول والعمل عفا عنهم وهو العفو الكريم فانه جل وعلا يحب ان يرحم عباده ولكن اذا كان الناس تغشى المحرمات ولا تستنكر او يمهد لها ولا يعتبر من الله اوشك الله جل وعلا ان يذيق العباد امور تنبه اهل العقول اهل العقول وتنذر السفهاء وغيرهم مع انه اذا قضى الله امرا فلا راد لامره جل وعلا وجاء في الحديث ان الناس اذا منعوا الزكاة منعوا القطر والله يقول ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الارض والاخ ينزل بقدر ما يشاء يقولوا بتأكيد لذلك كلا ان الانسان ليطغى ان رآه استغنى هو لم يستغني حقا ولكن جهله بنفسه واغتراره بما عنده وغفلته عما حدث للاولين وما يتوقع حدوثه لمن بعدهم يظن انه استغنى وهو محدود النظر لا يعرف ما وراء الغد بل لا يعرف ما يأتي في يومه وان كان الانسان قد يكون متوقعا ما يحصل في اليوم والذي قبله يعرفه كما يقول جاء الشاعر الجاهلي واعلم ما في اليوم والامس قبله ولكن يعني عم علم ما في غد عمي منكرات كثيرة واعمال تلفت النظر وغفلة عند الكثير من الناس ونسأل الله جل وعلا ان يعاملنا بعفوه ويشملنا بلطفه والا يؤاخذنا لا نقول بما فعل السفهاء منا الا نقول نسأله الا يؤاخذنا بسيء ذنوبنا كثير اساءاتنا وان يهدينا سواء السبيل نحن منتظرون عفو الله متطلعون لغيثه العميم الذي يغيث الله به القلوب والبلاد ونرجوه جل وعلا ان يعاجلنا فانا الانسانة عجول والله المستعان