الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم احسن الله اليكم فضيلة الشيخ هذا السائل يقول هل سورة الملك كل جمعة من البدع. الحمد لله رب العالمين وبعد. المتقرر عند العلماء ان الاصل في العبادات الاطلاق عن الزمان والصفات والمقدار عن الزمان والمكار والصفة والمقدار. فمن قيد عبادة من العبادات بزمان دون زمان او بمكان دون مكان او بمقدار دون مقدار فانه مطالب بالدليل الدال على هذا التقييد. والمتقرر عند العلماء ان ان الاصل في سور القرآن استوائها في الفضل. فمن قيد سورة من السور وجعل لها فضلا زائدا بقراءتها في مكان دون مكان او في زمان دون زمان فهو مخالف لهذا الاصل. والمتقرر عند العلماء ان الدليل يطلب من الناقل عن الاصل لا من عليه وبناء على تقرير ذلك فان تقييد قراءة سورة الملك بيوم دون سائر الايام او بزمان سائر الازمنة او بمكان دون سائر الامكنة. هذا خلاف الاصل فلا بد ان يأتينا من ادعاه بدليل يدل على ثبوته. ولا نعلم دليلا لا من كتاب الله عز وجل. ولا من السنة الصحيحة الثابتة عن النبي صلى الله وعليه وسلم ولا من فعل احد من الصحابة فيما نعلم انهم كانوا يخصصون ليلة الجمعة بقراءة شيء من سور القرآن لا يقرأونها في غيرها من الليالي. وقد نهانا النبي صلى الله عليه وسلم عن تخصيص يوم الجمعة باي عبادة لا دليل عليها ففي الصحيح اعني صحيح مسلم من حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم لا تختصوا ليلة الجمعة بقيام من بين سائر الليالي. ولا تخص يوم الجمعة بصيام من بين سائر الايام الا رجل كان يصوم صوما فليصمه فبما اننا منهيون عن تخصيص يوم ليلة الجمعة بقيام دون سائر الليالي فكذلك نحن منهيون عن باي عبادة من العبادات التي لا دليل على التخصيص بها فيه. لان تعظيم يوم الجمعة توقيفي على النص. فلا يجوز لنا ان نعظم يوم الجمعة الا بما عظمه به النص. فنعظمه بالاغتسال لورود النص به. ونعظمه بعدم الصوم فيه لورود به ونعظمه بالاجتماع فيه والتبكير له ولبس احسن الثياب له فيها ونحو ذلك مما النص به واما ان يخترع الانسان من عند نفسه تعظيما لهذا اليوم او لهذه الليلة لا دليل عليه فانه يكون محدثا في الدين ومبتدعا في شريعة رب العالمين والمتقرر عند العلماء ان كل احداث في الدين فهو رد. لقول النبي صلى الله عليه وسلم من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد ولقوله صلى الله عليه وسلم من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد. ولقوله صلى الله عليه وسلم واياكم ومحدثات الامور فان كل بدعة ضلالة. وللنسائي وكل ضلالة في النار. ومن من المعلوم ان الدليل الصحيح ورد بالترغيب في قراءة سورة الملك في كل ليلة كما في الصحيح وغيره. فاذا قرأت سورة الملك في ليلة الجمعة فقط فانت تكون قد وقعت في امرين في ان في انك احببت في الدين ما ليس منه وتضمن هذا الاحداث ترك الامر المشروع وهو قراءتها في كل في كل ليلة قبل ان تنام. فلا ارى ذلك فعلا مشروعا بل هو من البدع المحدثة المنكرة. ولكن قد يسألني سائل كيف تقول بان قراءة القرآن بدعة اولم يأمرنا الشارع بقراءة القرآن وترتيله؟ والاكثار من تلاوته؟ فالذي يقرأ سورة تبارك في يوم الجمعة انما قرأ القرآن فكيف تقول بان قراءة القرآن بدعة؟ فنقول ان المتقرر عند العلماء ان مشروعية الشيء باصله لا تستلزم مشروعيته بوصفه. فنحن في انكارنا هذا ووصفنا للفعل بانه بدعة. انما ذلك منصب التقييد الزماني لا على اصل القراءة. فان هذا الفعل ننظر له باعتبارين. باعتبار كونه قراءة فهذا مشروع ولكن باعتبار كونه يعتقد فظيلة زائدة للقراءة في هذا الزمان المخصوص هذا ممنوع. فالممنوع هو الوصف والبدعة هي الوصف والاحداث حصل في الوصف لا في اصل لا في اصل القراءة. فاصل القراءة مشروع ولكن هذا التقييد الزماني هو الممنوع فلابد من التفريق بين اصل العبادة ووصفها حتى لا يتطرق الى اذهاننا هذا الاشكال والله اعلم