سؤال وهو المقصود الاصلي في سؤال السائل غفر الله لي وله. هل تقبل توبة من سب النبي صلى الله عليه وسلم؟ الجواب اما في علاقته بربه فنعم ان شاء الله لا يعظم ذنب على التوبة من تاب من ذلك تاب الله عليه ونرجو ان يبدل الله سيئاته حسنات خلافا لمن قال لا تقبل له توبة ويقتل ان قتل على الكفر. هذا القول البعيد ان الله جل وعلا قال والذين لا يدعون مع الله الها اخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله الا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلقى اثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا الا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فاولئك فيبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما وقد قاتل اناس رسول الله صلى الله عليه وسلم. ثم تابوا وافلحوا وقدموا ارواحهم فداء له صلى الله عليه نسلم هذا في احكام الاخر واحكام يوم القيامة اما في احكام الدنيا وسقوط العقوبة عنه فيها اختلف اهل العلم في ساب النبي صلى الله عليه وسلم اذا تاب. هل تسقط عنه العقوبة ام لا؟ هذه من قضايا الاجتهاد عند اهل العلم فمن قال يقتل كفرا اسقط عنه القتل بالتوبة ومن قال يقتل حدا قال ان الحدود لا تسقطها التوبة والاقرب قبول توبته. وارتفاع القتل عنه وحسابه على الله لا سيما مع غربة الدين في هذا الزمان وانعدام الشوكة وغياب السلطان الذي يقوم على حراسة الدين وسياسة الدنيا به اما بالنسبة للحق الخاص بالنبي عليه الصلاة والسلام فظننا بل يقيننا انه لو كان نبينا صلى الله عليه وسلم على قيد الحياة وجاءه من سبه تائبا مستعتبا لقبل منه توبته هو عفا عنه كما باشا ذلك في حياته مرارا صلوات ربي وسلامه عليه. وامته من بعده تنوء عنه في ممارسة حقه في العفو. صلوات ربي وسلامه عليه لكن مسألة مهمة حتى لا يساء فهم هذا القول الحدود منوطة بالسلطان ايا كان القول في سقوط الحد بالتوبة او بعدم سقوطه فان اقامة الحدود منوطة بالسلطان ولا مدخل في ذلك لاحد الناس. لما يؤدي اليه تسليط العامة على اقامة الحدود من الفوضى فتنة يقول الشافعي رحمه الله لا يقيم الحدود على الاحرار الا الامام ومن فوض اليه الامام لانه لم يقم حد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم الا باذنه. ولا في ايام الخلفاء الراشدين الا باذنهم لانه حق الله يفتقر الى الاجتهاد ولا يؤمن في استيفائه الحي فلم يجز بغير اذن الامام قد رأينا قضايا الثأر وما ادت اليه من فتن عظيمة ومفاسد كبرى لا يحصيها العد ولا الحصر فهذه المسألة مسألة سلطانية بحتة يعني فنقول من زلت به القدم في هذا عليه ان يتوب الى الله عز وجل وان يصدق اللجأ اليه وان يستكثر من الحسنات وفي مقدمها الاستكثار من الصلاة سلامي على رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. ونرجو ان يغفر الله تعالى له ولما قسى قلبي وضاقت مذاهب جعلت الرجا مني لعفوك سلما. تعاظمني ذنبي فلما قرنته بعفوك ربي كان عفوك اعظم