الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله. يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يقول احسن الله اليكم ما حكم قول انا اجذب المال؟ انا سوف اتزوج انا سوف انجح بامتياز لبرمجة عقلي الباطن اسعى للتفوق او اسعى لطلب الرزق من باب حسن الظن بالله وهل هذا يعتبر من الشرك الحمد لله رب العالمين وبعد. الجواب المتقرر عند العلماء رحمهم الله تعالى ان الجزم بالامور المستقبلية عن غير تعليق بالمشيئة امر محرم لا يجوز فلا ينبغي للانسان ان يجزم بامر مستقبلي انه سيفعله الا بعد تعليقه بالمشيئة. لقول الله عز وجل ولا تقولن لشيء اني فاعل ذلك غدا الا ان يشاء الله. وهذه عادة انبياء الله عليهم الصلاة والسلام اذى اسماعيل عليه الصلاة والسلام يقول لابيه ابراهيم صلى الله عليه وسلم ستجدني ان شاء الله ستجدني ان شاء الله من الصابرين. قال يا ابتي افعل ما تؤمر ستجدني ان شاء الله من الصابرين. وهذا موسى عليه الصلاة والسلام يقول للخضر ستجدني ان شاء الله صابرا ولا اعصي لك امرا. وقال الله عز وجل لتدخلن المسجد الحرام ان شاء الله امنين. فاذا كان الله عز وجل قد علق دخولهم للمسجد الحرام بالمشيئة وهو الله فكيف بنا فلا ينبغي ان يقول الانسان انا ساتفوق ويطلق هذا الامر المستقبلي عن المشيئة لان تفوقه لا يزال في حيز الغيب فلا ينبغي ان يجزم به. وكم من امور مستقبلية جزمنا بها فسحب بساط التوفيق فيقي من تحت اقدامنا لاننا اعتمدنا فيها او في تحصيلها على حولنا وعلى قوتنا. فاذا هذه الالفاظ وان دخلت تحت البرمجيات العصبية الا انها على وجه يخالف الشرع لان الشريعة تقضي بان الامور المستقبلية لا ينبغي ان يجزم بها الا بعد تعليقها امر يرد فيه العلم الى الله. كقولك ان شاء الله بامر الله باذن الله ونحوها. الامر الثاني قوله انا سانجح فنسب النجاح الى نفسه. وقوله انا ساتفوق فنسب التفوق الى نفسه هذه النسبة لا تخلو من حالتين. انما اما ان تكون نسبة ايجاد او نسبة تسبب. فاذا نسب الفعل الى نفسه نسبة نسبة تحصيل واكتساب واقتراب فلا حرج. فان فان الله عز وجل قد خلق الانسان وجعل له قدرة على تحصيل اموره وفعل الانسان ينسب اليه تحصيلا واكتسابا. واما قوله انا سانجح بمعنى انني سأخلق هذا النجاح وابتدأ بدون قدر الله فلا جرم ان هذا هو مذهب القدرية من المعتزلة الذين يخرجون افعال العباد عن ان تكون مخلوقة لله عز وجل فالذي يقول انا سانجح يعني سابذل الاسباب التي اصل بها الى النجاح فهذا لا لا حرج فيه. لان لان الله خلق الانسان وجعله فاعلا وقادرا ومختارا لفعله. فاذا هذه العبارات يجاب عنها بهذين الجواب الامر الاول انه انها عبارات عن امور مستقبلية والامور المستقبلية لا ينبغي اطلاقها وافرادها عن المسألة المشيئة والامر الثاني ان فيها نسبة الفعل لنفسه. فلا ينبغي ان ينقدح في ذهنها انه سيخلق هذا الامر او انه سيبتدئه او انه داخل تحت حوله وقوته ابتداء بدون توفيق الله عز وجل وانما اذا نسبها الى نفسه فينسبها نسبة تسبب تحصيل واكتساب واقتراف والله اعلم