الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله. يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. يقول مسألة التداوي هل هي خاضعة للتجربة مثلا؟ يقول احد الرقاة انه اذا سقط احد او صار له حادث فيدهن بزيت زيتون مقري فيه مدة عشرة ايام. وهو مجرب هذا من عشرين سنة حتى يمنع تلبس الجن. فهل مثل هذا صحيح الحمد لله رب العالمين. الجواب المتقرر عند العلماء ان الادواء ان الدواء التجريبي خاضع للتجربة اي يغلب فيه جانب التجارب والاجتهاد. واما الدواء الروحي المعنوي فيغلب عليه جانب والمقصود بالدواء التجريبي اي الدواء الذي يستخدمه الانسان مصروفا له من المستشفيات او الصحية فاذا اعتل الانسان بزيادة بارتفاع الحرارة او بداء البطن فهذه امراض حسية قد اخرج الله عز وجل لها ادوية تجريبية. فلا يأتينا انسان يقول ما الدليل على ان علاج البانادول يخفف الحرارة او الصداع؟ اين الدليل شرعي الدال على ذلك فاننا لا نطلب على هذه الادوية دليلا من الشرع اكتفاء بدليل التجربة لانها ادوية لامراض حسية واما القسم الثاني من الادوية فهي الادوية الروحية التي نعالج بها اثارا غيبية عالجوا بها اشياء غيبية وهي امراض السحر وامراض العين وامراض المس بالعشق وغيرها فان هذه امور غائبة عن مدركات حواسنا. فنحن نرى ان الانسان امامنا اعتل بسبب العين ولا ندري عن حقيقة هذه الاصابة لا ندري عن سببها لا ندري عن حقيقتها وكيفيتها لانها امر غائب. فالاصابة بالعين ليس الاصابة بمرض في البطن يكتشف عند الاشعة وعند الاطباء فهذا امر غيبي وكذلك السحر تأثيره في بدن المسحور امر غيبي لا ندري عن الطريقة التي بها يتوصل الجان الى التأثير في بدن الممسوس. فبما انها امور غيبية فيغلب فيها جانب التوقيف حتى اخرج عن وسوسة الشياطين وعن افعال انصاف المثقفين. ممن صاروا يخترعون في الرقية طرقا لا دليل عليها في صدر ولا ورد حتى صارت كثير من افعالهم الى التخبط الصق بها من الهدى والاستقامة فاننا نرى بعض الرقاة بدأ يتصرف في الرقية بتصرفات يوهم من امامه انه ذو خبرة في كيفية التداوي وهو في الحقيقة جاهل. بحقيقة هذه الامراض. فالذي ارى والله هو اعلم ان الدواء اذا كان تجريبيا فالمجال فيه مفتوح. حتى ولو صنع الدواء التجريبي كافر فان المسلم يستفيد منه لا يشترط فيه الاسلام. واما الدواء الروحي عن السحر او المس او غيرها فيشترط في المداوي ان يكون مسلما ويشترط في الرقية شروطا اجمع عليها العلماء وهي ان تكون بكلام الله او او السنة الصحيحة او التعويذات والادعية المباحة وان تكون باللسان العربي وان يعتقد القارئ والمقروء عليه انها مجرد سبب وان الشافي على الحقيقة هو الله عز وجل. انظر كيف ضيق العلماء في الدواء الروحي وما ذلك الا لانهم يرون انه مبني على التوقيف. فاذا يغلب في الدواء التجريبي جانب ويغلب في الدواء الروحي جانب التوقيف. فما ثبت عن السلف جواز جواز التداوي به فنحن نتداوى به فقد وردت الادلة بالتداوي بالسدر وبالعسل. وقد وردت الادلة ايضا بالتداوي اه بالتداوي بزيت الزيتون وقد ثبت عن السلف ايضا التداوي بالماء المقروء فيه. كل ذلك مما ورد عن السلف رحمهم الله تعالى فيقتصر عليه. واما ان يزاد في ذلك بان يرش على الجدران ملح او ان يغتسل الانسان بالملح او ان يؤخذ من الارض التي سقط عليها او ترش الارض التي سقط عليها فلا ينبغي الاحداث في مثل ذلك لانه سيدخلنا في ابواب لا تحمد عقباها من المحدثات والبدع والله اعلم