واما اجر دلالة الناس وتذكيرهم ودعوتهم وحثهم وترغيبهم على صيامه ففيها اجر عظيم. لكنه اجر مطلق غير محدد بعدد معين. يقول النبي صلى الله عليه وسلم من دعا الى هدى كان له من الاجر الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. يقول احسن الله اليكم هناك رسالة متداولة يقول فيها ان صيام يوم عرفة يغفر به ذنوب سنتين ومن صام يوم عرفة كأنه تعبد عامين. ومن اخبر الناس كأنه تعبد ثمانين عاما. ذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين. يقول ما حكم هذا الكلام. الحمد لله رب العالمين وبعد. الجواب المتقرر عند العلماء ان الفضائل مبنية على التوقيف. ولا حق لاحد ان يثبت فضيلة لعمل من الاعمال الا وعلى هذه الفضيلة دليل من الشرع لان كون هذا لان لان هذه الفضيلة من امور الغيب امور الغيب مبنية على التوقيف. فلا يجوز للانسان ان يدخل في هذا الباب متأولا برأيه ولا متخوضا بلا علم ولا برهان وصيام يوم عرفة من جملة العبادات التي لا يجوز لنا ان نثبت لها فضلا الا وعلى هذا الفضل دليل من الشرع ولا اعلم في الشرع فضيلة ثبتت لصيام يوم عرفة الا فيما ثبت في صحيح الامام مسلم من حديث ابي قتادة رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن صيام يوم عرفة فقال يكفر السنة الماضية والباقية. وفي الحديث الاخر احتسب على الله ان يكفر السنة الماضية والباقية. فهو عبارة عن كفارة سنتين واما ان يكتب للانسان في صحيفته بمجرد صيام يوم عرفة انه عمل عمل سنتين فان هذا فان هذه فضيلة تحتاج الى دليل خاص. وكذلك الامر الاخر وهو ان من ذكر الناس بصيامه يكتب له في ميزانه انه تعبد لله عز وجل ثمانين عاما هذه فضيلة لابد في اثباتها من دليل خاص ولا يجوز ان نتخوض في مثلها في هذا الباب بلا علم ولا برهان لانه يعتبر من القول على الله عز وجل بلا علم. وقد نهانا الله عز وجل عن ذلك بقوله ولا تقفوا ما ليس لك به علم ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسئولا. وقال الله عز وجل في سياق المحرمات وان تقولوا على الله ما لا تعلمون. ولا ينبغي ان يحملنا ترغيب الناس في صيام هذا اليوم عظيم على ان نكذب على الله وعلى رسوله وشريعته بوضع فضائل لا خطام لها ولا زمام من الادلة فالذي يثبت في فضيلته يوم عرفة انه كفارة لسنتين. وان العلماء يوصون بصيامه الا في حق من هو حاج بعرفة. فان السنة له ان يفطر فان النبي صلى الله عليه وسلم لم يصم يوم عرفة بعرفة في حجة الوداع فلا يجوز ارسال هذه الرسالة ولا دعوة الناس لها ولا دلالتهم عليها. فان قلت يعني كلامك هذا ان لا ادعو الناس ولا اذكرهم بصيام هذا اليوم. فاقول لا اعني هذا ولا اقصده في صدر ولا ورد وانما اريد نفي ترتيب فضيلة خاصة على تذكير الناس بصيام هذا اليوم. فهذا هو الذي ننفيه في كلامنا مثل اجور من تبعه من غير ان ينقص من اجورهم شيئا. وقال النبي صلى الله عليه وسلم من سن في الاسلام سنة حسنة فله اجر واجر من عمل بها الحديث بتمامه وكلا الحديثين في صحيح الامام مسلم رحمه الله تعالى. فلا ينبغي لنا ان نحدد فضيلة معينة باجر وثواب معين معين على شيء من العبادات الا وعلى هذا التحديد دليل من الشرع والا لكنا ممن تخوض وتخرص بلا علم ولا برهان والله اعلم