الاستنباط فان هذا التعجل قد يرجع عليه بالندم. العظيم اذا عقل وكبرت سنه انه سيندم على التعجل في مثل هذه الفتيا. وربما يكون سببا اقصد ربما يكون تعجله سببا في ضلال امة كاملة يقول احسن الله اليكم اذا كان هناك رجل لديه علم نافع ولكنه تجرأ على الفتية واخطأ في كثير من فتياه فهل يؤخذ من علمه الذي هو تخصصه الحمد لله لا ينبغي للانسان ان يتعجل في امر الفتيا الا بعد ان يصلب عوده في فمه. وان يأخذ كافة ادواته التي تخوله للاستنباط والاجتهاد. فان الفتي قول على الله عز وجل ولا يجوز للانسان ان يقول على الله الا بعد ان يعلم علم يقين او غلبة ظن ان هذا هو المطابق للكتاب والسنة. والا فيكون ممن قال على الله عز وجل بلا علم وهذا من اعظم المحرمات في كافة شرائع الله عز وجل. كما قال الله عز وجل ولا تقف ما ليس لك به علم ان السمع والبصر فؤاد كل اولئك كان عنه مسئولا. وقال الله عز وجل في اعظم درجة من درجات التحريم وان تقولوا على الله ما لا تعلمون ويقول الله عز وجل فيمن يريد اثبات شيء من الاحكام ولا تقولوا لما تصف السنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروه على الله ان الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون. وفي الصحيحين من حديث سعد بن ابي وقاص رضي الله عنه. قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ان اعظم المسلمين في المسلمين جرما من سئل عن شيء لم لم يحرم فحرم من اجل مسألته. فلا يجوز ان يتخوض الانسان في شيء من احكام التشريع الا بعد ان يتعلم. وان يتفقه وان يصلب عوده في الفتيا. وان وان وان ترسخ قدمه في قواعد فلا يجوز للانسان ان يتعجل. هذا في خاصة نفسه. واما بالنسبة لمن حوله فلا ينبغي للانسان ان يسلم دينه لمن لم يصلب عوده في العلم. ولم يصل الى رتبة الاجتهاد فيتلقف منه كل ما يخرج منه من تعليم او تدريس او فتية بل على الانسان ان يحفظ دينه عن كل ما من شأنه ان يجيب له خللا. فلا فلا تلقى في الانسان امور دينه ولا احكام شريعته الا من اهل العلم المتأهلين الراسخين. لان هذا دين وقد اوصانا النبي صلى الله وقد اوصانا الشارع الا نسأل الا اهل الذكر. فقال الله عز وجل فاسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون. واهل الذكر هم العلماء الراسخون الربانيون الذين استقر في الامة امر علميتهم وخبرتهم ورسوخهم في العلم الشرعي فلا ينبغي للانسان ان يسلم قياد دينه وان يتلقف احكام شريعته من مثل هؤلاء الطلاب الصغار الذين لم يصلب عودهم في العلم ولم يكتسبوا بعد قواعد الاستنباط. هذا الذي ندين الله عز وجل به. ونعتمد في مثل ذلك دائما وابدا تلك القاعدة عظيمة التي اخرجها الامام مسلم رحمه الله تعالى في مقدمته عن ابن سيرين انه قال ان هذا العلم دين انظروا عمن تأخذون دينكم والله اعلم