الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله. يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. يقول احسن الله اليكم ان الامة الاسلامية تعيش اليوم في ضعف وهوان. فهل نطبق الاحكام والفقه التي كانت قبل الهجرة ام ان هذا منسوخ والقرآن الكريم اصبح كاملا الان الحمد لله رب العالمين وبعد المتقرر عند العلماء انه لا يجوز النسخ بمجرد الاحتمال قرروا عند العلماء انه اذا امكن الجمع فلا نسخ لان اعمال الدليلين اولى من اهمال احدهما ما امكن. ولان الجمع بين الادلة واجب ما امكن. ولان اعمال الكلام اولى من اهماله ولان ما ثبت بيقين فلا يجوز الحكم بابطاله او ازالته الا بيقين اخر. وبناء على ذلك فالامة اذا ارادت ان تقتدي بنبيها صلى الله عليه وسلم في احكامها وتصرفاتها. فان الله عز وجل قد اجرى كونا على نبيه حالتين الة قوة وحالة ضعف. فقد كان في مكة في حالة ضعف ليست له دولة ولا كثرة اتباع ولا قوة ولا شوكة فكان النبي صلى الله عليه وسلم في العهد المكي يتعامل بالتعامل اللائق مع حالة الضعف فلم يكن يظهر تعبداته ولم يكن يأمر اصحابه اظهار عباداتهم او باعلان اسلامهم وكان يستخفي هو واصحابه في دار الارقم ابن ابي الارقم. ويبلغهم الدعوة سرا لا جهرا. فكان يتحاشى قريش ويتحاشى ويتحاشى تسلطها وكان يحمي اصحابه من اي اذى وكان يأمرهم بالسرية بالدعوة السرية هذا اذا كانت الامة في حالة ضعف. ثم نقل الله عز وجل نبيه الى المدينة. فصارت له دولة وصارت له وصارت له سلطة. وصار له اتباع وصارت له جيوش. فكان النبي صلى الله عليه وسلم يعلن الدعوة ويدعو ملوك الارض ويرسل لهم الرسائل ويكتب لهم الكتب. ويجهزوا الجيوش ويغزو في لله عز وجل. وبناء على ذلك فحالة القوة لم تنسخ حالة الضعف. وحالة الضعف لا تنسخ حالة القوة وانما هذه حالتان متى ما مرت الامة بواحدة منهما فان المشروع في حقها ان تتعامل على وفق وضوء في هذه الحالة فاذا كانت الامة في ضعف وهوان فانها تتعامل بحال النبي صلى الله كما كان النبي وسلم يتعامل في حال الضعف في مكة. واذا قويت الامة وعظم جنابها. فانه فانها تتعامل كما تعامل النبي صلى الله عليه وسلم في حالة القوة. بمعنى ان الامة لا يطلب منها ان تجاهد اذا كانت في حالة ضعف. ولا يطلب من العلماء اظهار الدعوة في بعظ البلاد اذا كانوا في حالة في حالة ضعف. ولهم ان يدار المشركين اذا كانوا في حالة ضعف. اقصد المداراة لا المداهنة. ففي حالة تتعامل الامة بما كان النبي صلى الله عليه وسلم في عليه في العهد المكي وفي حالة القوة تعمل الامة بما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم من الحال في العهد المدني. فاذا العهد المدني لم ينسخ المكي. لان النسخ لا يجوز القول به الا اذا تعذر الجمع. وهنا يتم الجمع باختلاف الحال بين قوة وضعف. والله اعلم