احسن الله اليكم شيخنا سائل يقول ما رأيكم بمن يتأثر عقديا ببعض المذاهب الفقهية الحمد لله رب العالمين وبعد هذا سؤال عظيم القدر جليل المنفعة واستأذن من اخواني ان نبسط في جوابه قليلا مخرجين هذا الجواب على كقاعدة عظيمة من قواعد اهل السنة والجماعة وهي ان التعدد التعددية العقدية مرفوضة والتعددية الفقهية مقبولة فهناك عندنا تعدديتان لابد من التفريق بينهما فاحداهما مقبولة والاخرى فوضى فاما التعددية الفقهية فلا بأس بها ولا حرج ولا يزال علماء الاسلام يقرون هذه التعددية ولا تزال الكتب تؤلف بناء على هذه التعددية. فلا حرج على الانسان مطلقا ان يكون ظاهري المذهب. او حنفي المذهب او مالكي مذهب او حنبلي او شافعي المذهب. لا حكر على الانسان في مذهبه الفقهي مطلقا. ولا ينبغي في حال من الاحوال ان تكون خلافاتنا الفقهية وتعددياتنا المذهبية الثقها بسبب يفسد اخوتنا الدينية الايمانية الشرعية فكلنا نريد ان نعبد الله عز وجل على بصيرة. فمن كان متابعا للمذهب الشافعي فله ان يتعبد الله عز وجل مقتضى هذا المذهب وكذلك من كان مالكيا او حنبليا او حنفيا فلا حكر عليه ان يتعبد الله عز وجل بمقتضاها هذا المذهب فالتعددية الفقهية لا حرج فيها مطلقا وعلى ذلك صار علماء الاسلام وتوارثها الخالف عن السالف فالمالكي اخ للحنفي والحنفي اخ للحنبلي والحنبلي اخ للشافعي وكلهم اخوان في الله عز وجل. فلا ولا ينبغي ان تكون فخلافاتهم الفروعية الفقهية العملية الشرعية بمؤثرة على اخوتهم الدينية فهذه التعددية الفقهية لا حكر على احد فيها ابدا. ولسنا نلزم الناس ابدا ان يكونوا حنابلة. ولا ان مالكي ولا حق للاحناف ان يلزموا الامة كلها ان تكون حنفي. ولا للشوافع ان يجعلوا الامة شافعين ولا يجوز ان نجعل خلافاتنا الفقهية رافعة لراية الولاء والبراء. فلا يجوز ان نجعل خلاف الفقهي محطا للولاء والبراء او الموالاة والمعاداة او الحب والبغض ابدا. ولذلك قرر الفقهاء رحمهم الله انه يجوز ان يأتم المختلفون في الفروع ببعضهم. ولا يجوز لاحد من اصحاب الفروع ان يتهم اصحاب المذهب الاخر بانهم مبتدعة. او انهم فسقة او ان تعبداتهم باطلة. بسبب انهم خالفوا هذا المذهب هذا امر متفق عليه بين الفقهاء لا نعلم فيه نزاعا ولله الحمد والمنة وما كنا نسمعه من التعصب المذهبي في بعض عصور الدولة الاسلامية هذه صفحة سوداء ونقطة سوداء يجب ان نغلق بابها فالانسان له ان يكون حنفيا لكن لا حق له ان يتعصب للمذهب الحنفي. وله ان يكون مالكيا ولكن لا حق له ان يتعصب للمذهب المالكي وله ان يكون حنبليا او شافعيا ولكن لا حق له ان يتعصب لهذه المذاهب ولا حق ان يبني اخوته ولا حق ان يبني اخوته الدينية الشرعية على هذه المذاهب في موافقته في موافقة او مخالفة. الى هنا مفهوم لكن بقينا في التعددية الاخرى وهي التعددية العقدية هذه مرفوضة باجماع اهل السنة والجماعة فلا نرضى ان يكون الانسان صوفيا ولا رافضية ولا جهميا ولا اشعريا ولا معتزليا ولا ماتريديا ولا مخالفا لمنهج الكتاب والسنة وفهم السلف الصالح. بل يجب على الجميع وجوب عين ان يكونوا كلهم من اهل السنة والجماعة هذه التعددية هي التي رفضها رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي هو صحيح لغيره. في قوله صلى الله عليه وسلم وان بني اسرائيل قد تفرقت على على اثنتين وسبعين فرقة. اي فرق عقدية ترق هذه الامة على ثلاث وسبعين فرقة فقهية او عقدية؟ الجواب عقدية كلها في النار الا واحدة. قالوا من يا رسول الله؟ قال ما انا عليه واصحابي. ثنتان وسبعون في النار وواحد في الجنة؟ قالوا من؟ قال الجماعة فاهل السنة والجماعة هم الفرقة الناجية. فحكم النبي صلى الله عليه وسلم على بقية فرق الامة اعتقادا بانها في النار دليل على رفض الشريعة لهذه التعددية فنحن لا نقول بان التعددية الفقهية موجبة للنار. ولذلك اجزناها ولكن التعددية العقدية هي التي توجب العبد النار اذا كانت عقيدته على غير الكتاب والسنة وعلى غير فهم السلف الصالح. وبناء على ذلك فلا نرضى ابدا لا نرضى ابدا في دين الله بالتعددية العقدية. وكل من يدعو اليها فانه ذو دعوة فاجرة مخالفة للكتاب والسنة فالله عز وجل يقول ان الدين عند الله الاسلام. ويقول الله عز وجل ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه. والحق باجماع العلماء عند الله واحد لا يتعدد والحق في مسائل الاعتقاد منحصر في مذهب اهل السنة والجماعة وما وافقهم ومن وافقهم في في قولهم من اهل البدع نعم فالاشاعرة عندهم حق وباطل والمعتزلة عندهم حق وباطل. فكل ذي حق كل ذي حق انما حقه بموافقة الكتاب والسنة وفهم السلف الصالح فلا يجوز ان نقبل اي دعوة تسوغ وجود اي مذهب غير مذهب اهل السنة والجماعة. نعم نحن لا نلزم الناس الزاما بان يدخلوا في مذهب اهل السنة ولكننا في قلوبنا لا نقر بقاءهم على بدعتهم وعلى مخالفتهم. وما انا تجاههم الا هداية الدلالة والارشاد والبيان والتوضيح. واما هداية التوفيق والالهام فانها لله تبارك وتعالى. فاذا صارت عندنا كم من تعددية؟ تعدديتان تعددية فقهية وقلنا بانها جائزة وتعددية عقدية وقلنا بانها محرمة. الخلل بعد هذا التأصيل الخلل الان ما هو؟ هو ان هناك من اهل البدع من ينتسب لمذهب من المذاهب الاربعة هناك من اهل البدع من ينتسب الى مذهب من المذاهب الاربعة. ثم ينتشر هذا المذهب بناء على انتساب هذا الشخص له فيظن الاتباع ان ما يعتقده هذا الشخص ان ما يعتقده هذا الشخص داخل في جملة هذا المذهب داخل في جملة هذا المذهب فمثلا يعتقد بعض الناس انه اذا كان شافعيا فلا بد ان يكون اشعري المذهب. لان ابا الحسن الاشعري واتباعه ينتسبون للامام الشافعي فاذا جاء الانسان يريد ان يتمذهب بمذهب الشافعي فلا بد ولزاما ان يتأثر بشيء من الاشعرية لان اساطيل هذا المذهب ولذلك لا بد من التحذير اذا كان هذا المذهب علماؤه او اكثر علمائه ينتسبون لمذهب عقدي ان تقبل فقهياتهم ولا تتأثر بعقدياتهم المخالفة للكتاب والسنة نعم حقهم ان يحترموا وان يقدروا باعتبار فقهياتهم. لكن رضانا بفقهياتهم وقبولنا لاطروحاتهم واجتهاداتهم الفقهية لا يسوغ لنا ان نتجاوز لقبول عقديتهم الفاسدة. فعقدياتهم لا شأن لها بمذاهبهم الفقهية عقدياتهم لا شأن لها بمذاهبهم الفقهية. فالشافعي رحمه الله ها؟ عظيم من عظماء اهل السنة والجماعة وكذلك مذهب الحنفية فان اكثر الحنفية ينتسبون الى مذهب ابي منصور الماتوريدي. لان ابا منصور الماترينيدي رحمه الله حنفي المذهب فصار من ينتسب لمذهب الحنفية يتأثر مذهب الماتوليدية فنقول هذا خطأ عظيم جدا. ولذلك فنحن نحذر الحنفية اتباعا وائمة. بان ابا منصور ما تريدي؟ يقبل في فقهياته. لكن عقدياته المخالفة للكتاب والسنة تنسب له. والى ما تريديته لا اله حنفيته. فابو حنيفة امام من ائمة اهل السنة والجماعة رحمه الله تعالى وكذلك ايضا قله في المال قله في المالكية وقله كذلك في الائمة الحنابلة رحمهم الله فاذا لابد ان نميز بين مذهب الرجل الفقهي والى مذهبه العقدي. فاذا انتسبنا الى مذهبه الفقهي. فحذاري ثم حذاري ثم حذاري. ان نتأثر باعتقادات وما يدين الله عز وجل به في مسائل الاسماء وفي مسائل الصفات. وفي مسائل القرآن وغيرها من المسائل العقدية. ونعلم جزما بان مخالفاته العقدية لم يأخذها من امام مذهبه وانما هو هو تأثر اعتقادا ببعض هؤلاء او بعض الاطروحات المنطقية التي افسدت عقيدته فاذا لا علاقة بين الماتوريدية وبين الحنفية اذ الماتريدية مذهب عقدي والحنفية مذهب فقهي فاذا برز احد تحية من الماتوريدية وقبلنا اطروحاته واجتهاداته فلا يسوغ لنا ذلك ان نقبل عقدياته. فعقدياته نردها انها خطأ واجتهاداته المصيبة نقبلها لانها حق فهل عندنا فرقان؟ فهل عندنا مثل هذا الفرقان؟ الجواب كثير من الناس يخطئ فيه. فيظن بعض الناس ان هناك تلازما بين الشافعية وفي الحقيقة لا تلازم بينهما. وكم نعرف من علماء الشافعية من ليس اشعريا؟ بل نحن نعاشر طلابا شوافع كثر وهم على جادة الحق في مذهب اهل السنة والجماعة وكثير من الحنفية يظنون تلازما بين مذهب الحنفية وبين مذهب ابي منصور لما تريدي وفي الحقيقة الا تلازم بينهما وكم من الحنفية ائمة وطلابا سابقين ومعاصرين على جادة مذهب اهل السنة والجماعة فاذا اردت ان تتابع مذهبا من المذاهب الاربعة. وكان بعض المسئولين في هذا المذهب ينتهج منهجا مخالفا لمنهج اهل السنة والجماعة. وعنده فقهية واجتهادات مقبولة فاقبل منه فقهياته. لموافقة هذا الحق ورد اعتقاداته الفاسدة لمخالفتها لمخالفتها بالحق فلابد من هذا الفصام لابد من هذا الانفصال بين عقديات الشخص المخالفة للكتاب والسنة الى عظمة عقليته الفقهية. ولذلك نحن نعظم الامام ابن حجر رحمه الله تعظيما لا مزيد عليه. باعتبار كونه محدثا مصححا مضعفا فقيها. لكن اعتقاداته التي خالف فيها الكتاب والسنة. لا نقبلها من الامام ونعتبر له ولا نزال نحترمه ونطلب المعابر لاخطائه العقدية وكذلك الامام ابن الجوزي رحمه الله وهو من ائمة الحنابلة. لا تزال اطروحاته الفقهية ومؤلفاته الحديثية تسير بها الركبان. ولا قالوا نذكر اسمه عند الخلافات الفقهية التي التي هي داخل المذهب لكن تأويلاته لا نقبلها وكذلك القاضي ابو يعلى رحمه الله وهو من ائمة الحنابلة نحن نقبل فقهياته وتقريراته واصولياته لكن عقدياته التي ثبتت مخالفتها للكتاب والسنة وفهم السلف الصالح نردها. هل اذا رددناها لمخالفتها للحق نكون قد اسأنا الى مقام الرجل؟ الجواب لا. بل نعتذر له ولا نزال نحبه ونواليه. ولا نعاديه الا الا في حدود ما خالف فيه الحق فقط وكذلك من بعدهم كالامام النبوي مثلا رحمه الله. فاننا نعظم هذا الرجل وهو عظيم في عيوننا ونجله بقلوب وله منزلة عظيمة في قلوبنا حديثيا وفقهيا وادبيا وسلوكيا عالم من علماء الامة لكن تأويلاته التي ثبتت عنه لا نقبل لماذا؟ لاننا نفرق بين الفقهيات وبين العقديات فالعقائد لا نتابع فيها الا اهل السنة والجماعة. لا نبني عقدياتنا ابدا الا على الكتاب والسنة وفهم السلف الصالح ونحن معاشر الحنابلة وجد عندنا من الائمة من عرف عنه التأويل لكننا لم نتأثر بتأويلاته ولله الحمد. لاننا نفرق من عقدياته المخالفة وبين فقهياته المقبولة وهذه وصيتي للحنابل ووصيتي للائمة الحنفية ايضا للاحباب. واتباع الامام ابي حنيفة ان يفرقوا بين عقديات ماتريدية وبين الفقهيات الحنفية. وكذلك وصيتي للشافعية رحمهم الله ان يفرقوا بين الاشعريات العقدية الاحكام الفقهية الشافعية. فهذا شيء وهذا شيء اخر. فلا بأس ان تقبل فقهيات رجل عنده مخالفة في العقائد لكن لا يسوي هناك قبول فقهياته ان تقبل عقدياته المخالفة. اتضحت الصورة لماذا؟ لاننا نقبل التعددية الفقهية ولكن لا نقبل التعدد العقدية والله اعلم