يا شيخنا بالنسبة لحكم تمني الموت ذكرتم ان ان هذا الامر منهي عنه وان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يتمنين احدكم الموتى بضر نزل به لكن هل هذا النهي على اطلاقه ام توجد حالات يتمنى الانسان فيها الموت ويستحسن له ذلك؟ الاصل الاصل ان الانسان يتمنى البقاء في هذه الحياة الدنيا لاجل طاعة الله ورضوانه فلذلك هو رغبته في طول العمر انما هي لحسن العمل لذلك قال اهل العلم ان عمر الانسان اوقاته وساعاته هي كرأس مال التاجر فمتى يتمنى التاجر ان يزيد عنده رأس المال اذا كان رابحا في تجارته يتمنى ان يزداد من رأس المال ليربح في تجارتي واما اذا كان خاسرا في تجارته فانه يتمنى ان لو كان ماله قليلا لان لا تزيد خسارته وقت الانسان وعمره هو كرأس مال التاجر فكلما ازداد ربح الانسان فيه وعمله تمنى ان يزداد من رأس كلما ازداد ربح الانسان اي عمله الصالح تمنى ان يزداد عنده رأس المال وهو الوقت ولكن اذا خشي الانسان على نفسه الفتنة في دينه فانه يشرع له حينئذ تمني الموت لم؟ لانه يخشى ان يغير عليه وان يختلف عليه دينه. اذا حياة الانسان انما شرع له تمني البقاء لحسن العمل المقرب له الى الله سبحانه وتعالى فلو كان يخاف من سوء العمل وهو حال الفتنة والعياذ بالله فانه يشرع له حينئذ تمنى الموت. لذلك النبي الكريم صلى الله عليه وسلم كان من دعائه واذا اردت بعبادك فتنة فاقبضني اليك غير مفتون والانسان يتمنى الموت قبل الفتن هذا مشروع من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم. وفعله عمر الفاروق رضي الله تعالى عنه فانه بعد اخر حجة حجها رضي الله تعالى عنه وارضاه في اخر عمره قال اللهم انه قد ضعفت قوتي وانتشرت رعيتي واقبضني اليك غير مغير ولا مبدل خشي ان يضيع امة محمد صلى الله عليه وسلم بعد ان انتشرت رعيته وضعفت قوته فتمنى رضي الله تعالى عنه وارضاه تمنى الموت حتى يموت على هذا العمل الصالح ويقبض عليه دون ان يفسده بتغير الحال او غير ذلك. فلذلك الانسان يتمنى الموت في هذه الحال والحالة الثانية التي يتمنى الانسان فيها الموت ان يتمنى الشهادة في سبيل الله فانه مقام تمناه النبي الكريم صلى الله عليه وسلم. وددت مم. ان اقتل في سبيل الله ثم احيا ثم اقتل في سبيل الله ثم احيا ثم اقتل في سبيل الله