الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تقول السائلة هل هناك نصوص تأمر الزوج بان يفصل بين زوجتيه في كل شيء؟ الحمد لله على الزوج ان يعدل فان النصوص قد امرته بالعدل فلا يجوز له ان يميل الى احداهن ميلا يوجب له تعليقا اخرى. والعدل الواجب على الزوج هو العدل في الامور الظاهرة وذلك في لحظه وفي لفظه وابتسامته ومؤانسته وكذلك العدل في النفقة والكسوة والمبيت فلا يجوز له ان يظلم احدى زوجاته في الامور الظاهرة. واما العدل في الميل القلبي والمحبة الباطنية فليس بواجب كما قرر وعلم ذلك من الادلة. فقول الله عز وجل فان خفتم الا تعدلوا فواحدة هو العدل في الظاهر. وقول الله عز وجل ولن تستطيعوا ان تعدلوا بين النساء ولو حرصتم هو العدل في الباطن. وكان النبي صلى الله عليه وسلم كما في حديث عائشة عند ابي داود وغيره يقسم بين نسائه ثم يقول اللهم هذا قسمي فيما املك فلا تلمني فيما تملك ولا املك فالواجب على الزوج بين زوجاته انما هو العدل في الظاهر ولا يجب عليه بعد ذلك ان يفصل بينهن في ذهابهن وايابهن وحاجاتهن ونحو ذلك. الا اذا اراد ذلك ورأى ان المصلحة في فصل هذه عن هذه في كل ما يتعلق بها فلكل منهما ليلتها ولكل منهما نفقتها ولكل منهما حقه ولكن ليس من حقهن ان يذهب بهذه في مشوارها ذهابا خاصا ثم يرجع ليذهب بالاخرى ذهابا خاصا ولا ان يخرج بهذه ذهابا خروجا خاصا ثم يرجع ليخرج بالاخرى خروجا خاصا. فلا اعلم دليلا يدل على هذا الامر وعلى الزوجات ان يتقين الله في انفسهن وزوجهن فلا يكلفنه من امور العدل ما لا يجب عليه شرعا ولا يطيقه حسا وواقعا وعلى الزوج ان يتقي الله في زوجتيه فلا يميل الى احداهن ميلا في الظاهر يوجب اسقاط حقوق الاخرى او الظلم والقهر عليها فعلى كل من الزوج وزوجاته ان يقدموا تقوى الله عز وجل والتسامح والصفح والعفو. والا يطالب كل واحد منهم الاخر بكامل حقوقه فان الحياة الاسرية انما تبنى على التراحم والتوادد والعفو والصفح ومحبة الخير للغير والرضا بالقضاء والله اعلم