فالحمد لله رب العالمين. انت سألت سؤالين وفقك الله. اما جواب السؤال الاول هل يأثم من نسي القرآن؟ فهذا يختلف باختلاف اسباب بنسيانه. فان كان حفظه واجتهد في حفظه ولكن صرفته الدنيا. والشهوات والملذات والثقل عن مراجعته الكسل وخبر الهمة عن عن مذاكرته فلا جرم انه اثم ومذموم عند الله عز وجل. لانه ممن اشغلته الدنيا وشهواتها قاوم لذاتها عن كلام ربه مراجعة. ولذلك في الصحيحين من حديث ابي موسى الاشعري رضي الله عنه. قال قال النبي صلى الله عليه تعاهدوا القرآن فوالذي نفسي بيده لهو اشد تفصيا من صدور الرجال من الابل في عقلها. وكذلك في الصحيحين من حديث ابي مسعود الانصاري عفوا من حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم بئس ما لاحدهم ان ان يقول نسيت اية كذا وكذا بل نسي واستذكر القرآن فهو اشد تفصيا من صدور الرجال من الابل او قال من النعم. ولمسلم من النعم في عقولها. وفي الصحيحين من حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال قال النبي صلى الله عليه وسلم مثل صاحب القرآن كمثل صاحب الابل المعقلة. ان عاهدها امسكها وان اطلقها ذهبت فينبغي للانسان ان يحافظ على موروث القرآن في صدره والا تشغلنه الدنيا ولا الذهاب والاياب ولا النزهات والسفريات ولا ولا ملذة من ملذات الدنيا ولا يشغلنه فتور او عجز او كسل او خبر همة عن مراجعة كتاب الله عز وجل. فاذا كان سبب النسيان هو التفريط فلا جرم ان مذموم بل اثم لانه مخالف للامر في قوله واستذكروا وفي قوله وتعاهدوا والامر يقتضي الوجوب. واما اذا كان نسيانه كان عن او حاجة بمعنى ان الانسان ضعفت حافظته او اصابته امراض اشغلته عن المراجعة وابعدته عن المذاكرة او اصابه شيء من حوادث الدهر الهى قلبه الهاء اضطراريا عن المراجعة فحين اذ اذا كان نسيانه نسيان اكراه فهذا لا مؤاخذة فعليه. واما اذا كان نسيانه نسيان اختيار فانه مؤاخذ عليه. واما السؤال الثاني وفقك الله من الذين يدخلون في اهل الله الجواب هم الذين تعاملوا مع القرآن بثلاثة امور. الامر الاول تلوه بالسنتهم. فكل من تلا كتاب الله عز وجل بالسنته بلسانه فهو من اهل الله وخاصته. ثم ايدوا تلاوتهم اللسانية بتدبر تدبر قلوبهم لكتاب الله عز وجل. وايدوا تدبرهم بالعمل بما في القرآن. فمن قرأ القرآن بلسانه وتدبره بقلبه عمل به بجوارحه واركانه فلا جرم انه يكون داخلا في قول الله عز وجل الذين يتلون كتاب الله الذين يتلون ان الذين يتلون كتاب الله الله واقاموا الصلاة وفي قول الله عز وجل يتلون يتلونه حق تلاوته وحق التلاوة هي تلاوته باللسان وهي تلاوة القراءة اللفظية وتلاوته بالقلب وهي تلاوة التدبر والتأمل والتفكر وتلاوته بالجوارح وهي تلاوة العمل فهؤلاء اهل الله وخاصته ويتخلف وصف الاهلية وصف الاهلية يتخلف بتخلف شيء من ذلك. فالانسان يكون ادخل في الاغنية كلما كان اكثر تحقيقا لهذه الامور الثلاثة وتتخلف عنه ويتخلف عنه كمال الاهلية كلما تخلف عنه شيء من اجزاء ذلك وكل شيء عند الله بمقدار والله اعلم