الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تقول السائلة ان اخا لها قد فصل من العمل بسبب الظلم الذي وقع عليه. تقول ليست هنا المشكلة. المشكلة انه متزوج وبيته ايجار يسكن باحد مدن المملكة ووجد وظيفة في مدينة اخرى. ولكن والدته ترفض الذهاب. علما ان هذه المدينة هي موطن اهل لزوجته تقول ماذا نفعل؟ هل يبقى بهذه الديون ويبقى في هذه المدينة؟ ام يذهب الى العمل حيث الرزق الحمد لله رب العالمين وبعد. المتقرر عند العلماء ان طاعة الوالدين انما تجب في امر ترجع مصلحته لهما لا ضرر فيه على الولد. فالله عز وجل وان امر بطاعة الوالدين الا ان هذا الامر مشروط بشرطين. الشرط الاول ان يكون في امرهما لولدهما مصلحة ترجع لهما. واما امرهما في امر الله واما امرهما لولدهما في شيء مصلحة ترجع له ما فيه فانه لا يجب على الولد طاعتهما في هذه الحالة والشرط الثاني الا يكون في طاعة الولد لهما ضرر عليه ولا على اهل بيته. فاذا امر الوالدان ولدهما بامر فيه ضرر عليه او على اهل بيته في دينه او دنياه فانه لا يجب عليه حينئذ طاعتهما لان المتقرر عند العلماء ان الطاعة انما تكون في معروف ولا ينبغي للوالدين ان يشق على ولدهما امره بامر يرجع ضرره عليه. وبناء على فاذا كان اخوك مستغنيا عن هذه الوظيفة ابرارا بامه وسيجد باب رزق اخر فالحمد لله واما اذا كان مضطرا اضطرارا عظيما الى هذه الوظيفة والى دخلها ولا يجد ممدوحة عن الالتحاق بها وكان مضطرا لسلوك طريق هذه الوظيفة. فحينئذ لا حرج ولا بأس عليه ان يذهب توظف اذا لم يكن في ذهابه ظرر على امه او على والده واذا كان نهي الام لولدها عن الذهاب الى هذه البلد انما هو محصور على سبب ان في هذا البلد اهل زوجته السابقة التي انفصل عنها فلا ارى ذلك سببا مسوغا لمنع الام لولدها ان يذهب. فهذا ليس بسبب شرعي. ولا بحث للام في نهيها لولدها ان يذهب. مع عظم الظرر الذي يقع على الولد في عدم التحاقه بهذه الوظيفة وذلك لكثرة ديونه ولان بيته ايجار. فلا ينبغي للام ان تتصلب لرأيها وتمنع ولدها من هذا الخير الذي فتحه الله عز وجل له ولا تكون حجر عثرة في طريق رزقه الذي ساقه الله عز وجل اليه. فلا ارى حرج في ذهاب الولد فليذهب وليرضي امه بالكلام الطيب وليعطيها شيئا من المال في اوائل استلامه لراتب هذه الوظيفة فترضى باذن الله عز وجل والله اعلم