سئل فضيلة الشيخ صالح بن محمد الحيدان في جريدة المدينة صفحة المدينة الاسلامية زاوية فتاوى رمضانية صادرة بتاريخ كذا شهر تسعة الف واربعمية وسبعة هل يجوز استعمال الصبغة السوداء للرأس واللحية فاجاب فضيلته بعدم جواز ذلك ودلل على ذلك بحديث مسلم وغيره في قصة اسلام ابي قحافة وزاد انه في حديث اخر ان قوما يأتون اخر الزمان ولحاهم كحواصل الحمام مخضبة بالسواد. لا يروحون رائحة الجنة فهل هذا الحديث صحيح؟ لاننا نرى بعض العلماء الاجلاء والمشايخ المشهودة لهم بالعلم والمعرفة يصبغون رؤوسهم بالاصباغ السوداء من صبغات مركبة وغير مركبة ومن حناء. ارجو حتى يكون السواد الاعظم من المستمعين على بينة من هذا الامر وحتى لا يخالفوا ما امر الله به وما نهى عنه رسوله صلى الله عليه وسلم. ارجو ان يهتم هذا البرنامج وفي حلقة من حلقاته بهذا الموضوع جزاكم الله خير الجزاء مسألة تغيير الشيب بالسواد مما اختلف العلماء فيه قديما وحديثا والخلاف من الصدر الاول لامة الاسلام وقد خضب بعض السلف بالسواد واعتذار المعتذر عنهم ان الحديث لم يبلغهم وربما فهموا انه لم يكن للتحريم المغلظ الى غير ذلك مما يأتي من طرق التأويل ولان المسألة يتنازعها قولان اباحة وتحريم ينظر الى مواضع الاستدلال في اهذا المقام فثبت في عام الفتح ان ابا قحافة والد ابي بكر الصديق رضي الله عنهما جيء به مسلما فقال النبي عليه الصلاة والسلام هلا اقررت الشيخ ونحن نأتيه وهذا من تواضع النبي صلى الله عليه وسلم وحرصه على رد الجميل لابي بكر الصديق واظهار قدر ابي بكر الصديق امام الناس والا فهو يعلم قدره عند رسول الله والله يعلم كل ذلك ثم قال غيروا هذا وكان ابو والد ابي بكر رأسه ولحيته كالثغامة فقال غيروا هذا وجنبوه السواد وهذا الحديث في صحيح مسلم وغيره وجاء في الحديث الاخر وهو حديث صحيح صححه ائمة للجرح والتعديل ان رجالا اخر الزمان لحاحهم كحواصل الحمام يغضبون بالسواد ان لا يريحون ريح رائحة الجنة وحين اقترن ذلك الوصف لهم بالصبغ بالسواد دل على تحريم السواد ونزع في هذا الاستدلال. مم وقيل ان هذه سمة لهم والسمة لا يلزم منها التحريم والتغليظ فيه لجواز ان تكون علامة لقوم ايضا هم على انحراف عن الدين وربما يشاركهم غيرهم فيها كالتحليق الذي ورد انه سمة للذين يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية وخلاصة القول في مثل هذا المقام الذي لا يحتاج الى البسط والتطويل. مم. انني ارى انه لا يحل التغيير بالسواد وقد سئل الامام احمد رحمه الله فقيل له اتكره السواد قال كيف لا اكره السواد وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم وجنبوه السواد او كلمة نحوها والاعتذار عن العلماء الذين يكذبون بالسواد. نعم في الحاضر والسابق. نعم انهم تأولوا الحديثة واقتدوا بمن فخبر بالسواد وكانهم فهموا من فهمه انه فهم ان ما ورد في الحديث ليس دليلا على التحريم. هم وانما هو دليل على الكراهية ففعلوا ما فعلوا وهذا عذر او تأويل سائغ في موارد البحث ولكن الذي ارى ان ذلك غير جائز والله اسأل ان يتجاوز عن سيئاتنا اجمعين. اللهم امين وان يحسن لنا العاقبة سائلة والمسؤول والمستمع وسائر اخواننا المسلمين في كل امورنا. نعم انه جواد كريم والله اعلم جزاكم الله خيرا