الخلط فيه في هذا الزمن من الثناء عليهم او من ذكر المحاسن والمساوئ ونحو ذلك مقام اهل العلم مع اهل البدع على حالين. الحال الاولى ان يكون مقام رد عليهم اهل البدع هم الذين يعملون بالبدع او يدعون اليها والبدعة هي المحدثات في الدين. قد تكون من جهة الاعتقاد. وقد تكون من جهة العمل والمبتدعة حذر منهم النبي صلى الله عليه وسلم في احاديث كثيرة فقال عليه الصلاة والسلام وان كل محدثة بدعة. وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار. وقال عليه الصلاة والسلام اذا ارأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه؟ فاولئك الذين سمى الله فاحذروهم. وفي اية نعم قال جل وعلا ان الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء. قال اهل العلم من الصحابة فمن بعدهم الذين فرقوا دينهم هم اهل البدع. فالذين احدثوا المحدثات الاعتقادات او في الاعمال ولازموها يطلق عليهم اصحاب البدع والواحد منهم مبتدع. وهؤلاء هدي السلف فيهم الا يجالسوا. وان يحذر منهم ومن مقالاتهم. ومن اعمالهم وان لا يثنى اذا كان المقام مقام رد عليهم او اذا كان المقام بين العامة لان الثناء على المبتدع بين العامة اغراء باتباعه. وهو صاحب بدعة فاذا اثنيت عليه دللت الناس على بدعته. والمبتدعة في الجملة الحال معهم من جهة ما يكفر تحذيرا ان يكون مقام رد عليهم ومقام تحذير منهم فهذا لا يناسب الثناء عليهم. والمبتدع لا يستحق الثناء اصلا. فاذا كان المقام مقام ردود ومقام تحذير فلا يجوز الثناء على مبتدع ولا من سلك سبيله واما اذا كان المقام مقام تقييم له. ليس ردا عليه فان اهل العلم كورونا ما له من الخير وما عليه من الشر باجمال دون تقصير. مثل ما ذكر شيخ الاسلام رحمه الله بعض محاسن المعتزلة حيث ردوا على اليهود والنصارى وعلى طائفة الدهرية وعلى كثير من طوائف الضلال من غير هذه الامة. واثنى على الاشاعرة مرة بردهم على المعتزلة لكن اذا رد على المعتزلة سامهم ما يستحقون ولم يثني عليهم البتة. فتجد انه في هذا في الوقت خلط كثير من الناس بين المقامين. مقام الرد والتحذير ومقام الموازنة مقام التقييم هذا يكون على وجه الاجمال وايضا على قلة ومقام الرد هو الذي ينفع العامة فهذا هو الذي لا يجوز ان يثنى على مبتدأ. قد قال رافع ابن الاشرس قال رافع ابن فيما رواه ابن ابي الدنيا والخطيب في الكفاية غيرهما قال من عقوبة مبتدع الا تذكر محاسنه يعني لاجل الا يقتضي الناس به. اذا تقرر هذا فتبقى قاعدة المسألة. وهي انه لا يحكم على معين بالبدعة الا اهل العلم الراسخين. الا اهل العلم الراسخون ليس الحكم بالبدع لعامة الناس او لعامة طلبة العلم انما هو لاهل العلم الراسخين. فاذا اثبت اهل العلم الراسخون ان فلانا مبتدع فانه ينطبق عليها احكام المبتدعة الذين ذكرنا. والكلام مجمل والكلام المجمل ربما ساعة يعني في غير المعين الكلام على الطوائف والفئات بغير تعيين. اما اذا اتى الكلام بالتعيين صار المقام اصعب لان في ذلك حكما والاحكام مرجعها العلماء. والناس في هذه المسألة بين طرفين وطريقة اهل العلم وسط فيما بين الطرفين والله اعلم