ونحن نسكن بلدة ريفية ارضها زراعية زرقاء طينية تبعد عن الجبل بمسافة كبيرة. مما يشق على اهلها دفن امواتهم في هذا الجبل وقد قامت منذ زمن بعيد ببناء مقابر بجوار البلدة لكي يسهل على اهلها دفن موتاهم والعمل على راحة اهل البلدة وخصوصا الضعفاء المقابر عبارة عن غرف مبنية مرتفعة عن الارض. يوضع بداخلها رملة فوق الارض ثم يوضع الميت ويستمر في هذا السرد فضيلة الشيخ ليخلص الى ان المقابر مرتفعة عن وجه الارض وهو سمع في هذا البرنامج انه لا يجوز ان تكون المقابر بارزة. الا ان الضرورة اضطرتهم الى عمل هذا لكون منطقتهم جبلية كما يقول فبماذا تجيبونه الجواب ان بناء القبور ورفعها رفعا بينا عن مستوى الارض محرم فقد ثبت عن علي رضي الله عنه انه قال لابي الهياج الاسدي الا ابعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم الا تدع صورة الا طمستها ولا قبرا مشرفا الا سويته ومعنى سويته اي سويته بالارض وذكر النبي صلى الله عليه وسلم الذين يبنون على القبور فلعنهم صلوات الله وسلامه عليه ولا شك ان النبي عليه الصلاة والسلام احكم الخلق وابرهم وارأفهم بالامة فهو لا يقصد صلوات الله وسلامه عليه البناء الذي يتعذر دخل الاموات الا بواسطته. هم. وانما يعني البناء الذي يبنيه معظموا القبور والمفتونون بعبادتها والتبرك بها والله جل وعلا لا يكلف العباد الا ما يطيقون وشريعة الاسلام الشريعة الحنيفية السمحة لا اصر فيها ولا اغلال فاذا وجد بلد لا يستطيع اهلها ان يدفنوا موتاهم الا بواسطة البناء لان ارضهم صخرية لا تحتمل الحفر ولا يمكن ان يبنوا ان يدفنوا امواتهم الا بانشاء بناء توارى فيه الاموات فلا حرج في ذلك. الحمد لله. والله يقول فاتقوا الله ما استطعتم. الحمد لله. ويقول لا يكلف الله نفسا الا وسعها فلا حرج في ذلك لكن ينبغي ان يحرص الناس على تجنب للتجميل فان التجسيس تجسيص القبور وتنويرها اي طلاءها باطلاء الابيض او بالطلاء الجميل محرم. لان المقصود ليس الزخرفة وانما المقصود مواراة الاموات فاذا كانوا لا يستطيعون دفن موتاهم الا ببناء على سطح هذه الارض الحجرية فهؤلاء غير داخلين في التحريم واللعن الصادر من رسول الله صلى الله عليه وسلم على الذين يبنون على قبور امواتهم بنايات فلا خرج في ذلك ان شاء الله وانما عليهم ان يتقوا الله سبحانه على حسب طاعتهم واقاط قدرتهم وطاقتهم والله اعلم. جزاكم الله خيرا