الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته تقول احد السائل احسن الله اليكم يقام في منطقتهم يوم كامل للقرآن الكريم يسمى يوم الهمة مثلا او يوم الاتقان او ما اشبه ذلك. من صلاة الفجر الى بجامع كبير يسع عددا كبيرا من الحضور. تقول هل يجوز لمن كان معها العذر الشرعي ان تحظر لمراجعة القرآن؟ علما انها بحاجة للمراجعة في يوم مثل هذا اليوم الذي ترتفع فيه الهمم الحمد لله رب العالمين وبعد المتقرر عند العلماء رحمهم الله تعالى ان سلامة المقاصد لا تسوغ الوقوع في المخالفات فالمقاصد التي تريدينها كلها مقاصد طيبة وشرعية وهي ان تراجعي حفظ القرآن. وان تقوى عزيمتك بمشاركة اخواتك الحافظات في مراجعة كتاب الله عز وجل. فان الانسان يقوى باخوانه ويضعف بنفسه غالبا والانسان عليه ان يتعاهد كتاب الله عز وجل والا يهمله. فقد ورد في الحديث انه لاشد تفصيا من صدور الرجال من الابل في عقلها. فكل هذه المقاصد مقاصد طيبة وتشكرين عليها. لكن لا ينبغي ان تحققي هذه المقاصد بالوقوع في شيء من المخالفات الشرعية. والتي من جملتها دخول الحائض للمسجد فان الحائض ممنوعة من دخول المسجد. لما في صحيح مسلم من حديث عائشة رضي الله عنها قالت النبي صلى الله عليه وسلم يا عائشة ناوليني الخمرة من المسجد. قالت قلت يا رسول الله اني حائض فقال ان حيضتك ليست في يدك. يعني ان دخول اليد وتناول الخمرة لا يعتبر دخولا للحائض في المسجد ووجه الشاهد من هذا ان النبي صلى الله عليه وسلم اقرها لما قالت اني حائض. يعني كانها تقول لا استطيع ان اناولك الخمرة ولا ان ادخل المسجد لانني حائض. فلو كانت الحائض غير ممنوعة من دخول المسجد لبين لها رسول الله صلى الله عليه وسلم الحكم وصحح هذا المفهوم عندها. ولكنه اقر على مفهومها هذا من ان الحائض ممنوعة من دخول المسجد. ولكنه بين لها ان مد يدها داخل الى المسجد وتناول الخمرة مع الخروج السريع لا يعتبر من الدخول المنهي عنه شرعا فلا يجوز للحائض حينئذ ان تدخل المسجد. وقد روى ابو داوود في سننه وصححه ابن خزيمة من حديث عائشة رضي الله عنها قالت قال النبي صلى الله عليه وسلم لا احل المسجد لحائض ولا جنب. وفي هذا الحديث شيء من المقال. وبناء على ذلك فالمقاصد التي ترمين لها مقاصد طيبة. لكن لا يجوز لك ان تجعلي طريقة تحقيقها ان تدخلي المسجد حال كونك حائضا. لان سلامة المقاصد لا تسوغ الوقوع في المخالفات. والله اعلم