الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تقول السائلة انها مطلقة وعندها اطفال معاقين. تقول وهي التي تقوم على اعانتهم في مصروفهم وعلاجهم. تقول لهم من التأهيل الشامل تأشيرة سائق وخادمة. تقول هل يجوز لها بيع تأشيرة السائق والاستفادة من مالها في خدمة عيالها فيما يقوم على ابنائها الحمد لله رب العالمين وبعد. اسأل الله عز وجل ان يجزيك عن هؤلاء الاولاد خير ما جزى اما عن ابنائها. واسأل الله عز وجل ان ما اصابك من الهم والغم في مراعاة هؤلاء الاولاد المعاقين رفعة لدرجاتك ومغفرة لذنوبك. اسأل الله ان يفتح لك ابواب سنته الثمانية وان يرفع نزلك في فردوس الاعلى على صبرك واحتسابك الاجر على تربيتهم. واسأل الله ان يعمر قلبك بالصبر واحتساب الاجر والرضا بالقضاء. فان الرضا بالقضاء من اعظم ما ينبغي ان يتفقده المسلم في قلبه اما بخصوص جوابك فان كنت مستغنية عن هذا البيع فلا تبيعيها. لان المتقرر عند العلماء ان البيع لا يصح الا من ما لك للعين او من يقوم مقامه. ومن المعلوم ان الدولة تصدر هذه التأشيرات لا ليبيعها من اصدرت له لانه لا يملك رقبتها وانما يملك الانتباه بها فالدولة صرفت لك هذه التأشيرة من باب الانتفاع بها لا من باب انك تملكين رقبتها حتى تبيعيها كيفما شئت اذا بعتي هذه التأشيرة فانك بذلك تكونين قد بعتي شيئا لا تملكينه. وانما تملكين الانتفاع به اضرب لك مثالا حتى يتضح لك ما اقصده. لو ان انسانا استأجر بيتا من رجل هل يجوز للمستأجر ان يبيع هذا البيت الجواب لا يجوز له ان يبيعه لان لانه لا يملك ذات البيت. لا يملك رقبة البيت وانما يملك الانتفاع بهذا البيت المستأجر لا يجوز له ان يبيع العين العين المستأجرة لانه لا يملكها وليس مفوضا في بيعها. فاذا الدولة تصدر هذه التأشيرات لينتفع بها من اصدرت له. بمعنى انه متى ما استغنى عنها فيردها الى مصدرها الذي استصدرها منه. واما ان تخضع التأشيرات للبيع والشراء فهذا محرم ولا يجوز. وهناك علة اخرى وهي ان بيع هذه التأشيرات مخالف للنظام ولي الامر ولنظام العمل والعمال ويعاقب عليه النظام فيما لو ثبت على احد ذلك. ومن المعلوم المتقرر في قواعد اهل السنة والجماعة وجوب طاعة الحاكم فيما ليس بمعصية لله عز وجل. يقول الله عز وجل يا ايها الذين امنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم. فاذا لا يجوز لك ايتها الاخت الكريمة الفاضلة بيع هذه التأشيرات التي تصدر لك من الظمان او التأهيل لهاتين العلتين لانك لا تملكين الا منفعتها ولا تملكين رقبتها. ولان بيعها مخالف لنظام ولي الامر فاذا كنت مستغنية الاستغناء الكامل عن بيعها فلا ارجو من الله ثم منك ان تتراجعي عن عزيمتك على بيعها حتى لا يفضي ذلك الى اكلك واولادك مالا باطلا حراما. والله اعلم