الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم الفرع السادس ان قلت وهل يعزى في الميت الكافر هل تشرع التعزية؟ اذا مات احد الكفرة فنقول الجواب اما ان كانوا من الكفار الحربيين اي من بيننا وبينهم حرب. فانهم لا يعزون في موتاهم قولا واحدا فلا يشرع لك ان تعزي احدا مات من الكفار وبيننا وبين بلاده حرب. وهو الكافر الحربي ولا نعلم خلافا بين اهل العلم رحمهم الله تعالى في المنع من تعزية الكفار الحربيين واما اذا كانوا من الكفار غير الحربيين. فقد اختلفت عبارات فقد اختلفت اقوال اهل العلم رحمهم الله تعالى فيها والاقرب عندي والله اعلم انهم يعزون في موتاهم بشروط انهم يعزون في موتاهم بشروط الشرط الاول الا يكونوا من الكفار الحربيين وهذا تقدم الكلام عليه الشرط الثاني الا تتضمن عباراتنا في تعزيتهم شيئا من من الدعاء لمن مات لان الدعاء لمن مات على الكفر لا يجوز اتفاقا. لقول الله عز وجل ما كان للنبي والذين امنوا ان يستغفروا للمشركين ولو كانوا اولي قربى من بعد ما تبين لهم فهم اصحاب الجحيم. وفي الصحيحين ان النبي صلى الله عليه وسلم لما قال بعد وفاة عمه ابي طالب. اما والله لاستغفرن لك ما لم انهى عنك فنزل النهي من الله عز وجل له عن الاستغفار وقد قال الله عز وجل ولا تصلي على احد منهم مات ابدا ولا تقم على قبره اي بالدعاء. وقال الله عز وجل استغفر لهم او لا تستغفر لهم ان تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم. وقد نهى الله عز وجل الامة ان تقتدي بخليله ابراهيم في استغفاره لابيه. فقال الله عز وجل الا قول ابراهيم ابيه لاستغفرن لك وما املك لك من الله من شيء. فامر فنهانا الله عز وجل فامرنا الله عز وجل ان نتخذ ابراهيم قدوة الا في هذا القول وقال الله تبارك وتعالى وما كان استغفار ابراهيم لابيه الا عن موعدة وعدها اياه فلما تبين لو انه عدو لله تبرأ منه. فلا يجوز ان تتضمن عباراتنا في تعزيتهم شيئا من الدعوات لهم الشرط الرابع عفوا الشرط الثالث ان يكون قصد المعزين لهم دعوتهم بهذه التعزية للاسلام وتأليف قلوب فقط لا موالاتهم ولا محبتهم ولا التودد اليهم فاذا اردت ان تعزي احد الكفار فاياك ان يقوم في قلبك محبته او موالاته ومودته وانما تقصد بتعزيته فقط هذا دعوته للاسلام وتأليف قلبه عليه فهذا لا بأس فيه ولا حرج. لقول الله عز وجل لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الاخر في روادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا اباءهم او ابناءهم او اخوانهم او وعشيرتهم وقال الله عز وجل قد كانت لكم اسوة حسنة في ابراهيم والذين معه اذ قالوا لقومهم انا البرءاء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء ابدا حتى تؤمنوا بالله وحده وقال الله عز وجل انما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين واخرجوكم من دياركم ان تولوا وظهروا على اخراجكم ان تولوا. ومن يتولهم فاولئك هم الظالمون وقال الله عز وجل يا ايها الذين امنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى اولياء. بعضهم اولياء بعض. وقال الله تبارك تعالى وفي ايات كثيرة ينهى الله عز وجل المؤمنين عن تولي الكفار الشرط الرابع الا تتضمن تعزيتهم اكراما لهم او اعزازا لهم او رفعة لشأنهم لان حقهم شرعا الاهانة بسبب كفرهم وقد علمت وفقك الله ان الشريعة تنهانا ان نبدأهم بالسلام اليس كذلك وكذلك تأمرنا الشريعة ان نضيق عليهم وان نضطرهم الى اضيق الطريق ولو انك راجعت شروط عمر على اهل الذمة المعروفة لديكم فتبين ان من مقاصد الاسلام اذلال هؤلاء اذلال الكفرة. لا اشخاصهم وانما لكفرهم بالله عز وجل بكفرهم بالله عز وجل ولذلك لا ينبغي لوجهاء القوم الكبار الذين يفتخروا بتعزيتهم ان يعزوا ولا للعلماء الكبار الذين يفتخر الانسان بوجودهم في بيته للتعزية ان يعزي وانما يعزيهم عامة المسلمين ممن تعزيته وعدمها سواء. لا توجب اكرامه ولا رفعة شأنهم ولا اعزازهم فمتى ما توفرت هذه الشروط الاربعة فان تعزيتهم جائزة ولا حرج ولا حرج فيها وهنا فائدة خفيفة وهي ان وهي ان خلاف اهل العلم رحمهم الله تعالى في مسألة تعزية الكافر غير الحربي بناها العلماء على قاعدة عظمى وهي تحقيق المصالح وتثمينها وتعطيل المفاسد وتقليلها وقد فررناها في كتب في مواضع متعددة ولله الحمد. بمعنى انه متى ما كانت تعزيتهم يرجى منها المصلحة الخالصة او الراجحة فعزموا ومتى ما كان تعزيته ومتى ما كانت تعزيتهم لا تتضمن الا المفاسد الخالصة او الراجحة فلا ينبغي لك ان تعزيهم