يقول احسن الله اليكم هل يشرع عند دخول المسجد ان نقول اعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الارض ولا في السماء وهو السميع العليم في هذه الازمنة والاوبئة خشية الاصابة بها الحمد لله رب العالمين وبعد المتقرر في القواعد ان الاصل في اللفظ العام وجوب بقائه على عمومه ولا يجوز تخصيصه الا بدليل يدل على هذا التخصيص. فاذا ورد لنا شيء من الادلة كتابا وسنة يحمل صيغة من صيغ العموم فان الواجب علينا ان نبقيه على عمومه. فمن اراد منا ان يخرج فردا من تحت الدلالة فاننا نرفض هذا الاخراج الا اذا جاءنا بدليل يدل على صحة هذا الاخراج. لان التخصيص خلاف الاصل والمتقرر في القواعد لان الدليل يطالب من الناقل عن الاصل لا من الثابت عليه. والمتقرر في القواعد ان الاصل هو البقاء على الاصل حتى يرد الناقل. وبناء هذا التقرير فاقول وبالله التوفيق روى الامام مسلم في صحيحه من حديث خولة بنت حكيم رضي الله عنها قالت قال النبي صلى الله عليه وسلم من نزل منزلا فقال اعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضره شيء حتى يرحل عن منزله ذلك ووجه الدلالة العامة هي ان قوله من نزل هذا شرط وقوله منزلا هذا نكرة فهو نكرة في سياق الشرط. والمتقرر في القواعد الاصولية ان النكرة في سياق الشرط تعم فيدخل في ذلك كل منزل وموضع او مكان يحل فيه الانسان اذا خاف على نفسه الضرر من شيء معين. فيدخل في ذلك في بيته ونزوله في البرية ونزوله في الحدائق. ويدخل من جملة ما يدخل من افراد العموم نزوله في المسجد. ففي هذه اذا قال اذا نزل الانسان المسجد ثم قال هذا الذكر فانه ان شاء الله لا بأس عليه ولا حرج لان هذا يعتبر من افراد العموم التي قولوا تحت هذا العموم. ومن قال بان المسجد يخص فان تخصيصه هذا لا نقبله الا بدليل يدل على صحته لانه خلاف الاصل والدليل يطلب من الناقل عن الاصل لا من الثابت عليه. والخلاصة من هذه الفتيا انه لا بأس بهذا القول في هذه للازمنة وغيرها لان موضع المسجد يدخل في قوله نزل منزلا والله اعلم