الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله. يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. يقول احسن الله اليكم ما صحة هذه المقولة الذي يهمل اولاده او المرأة التي تهمل اولادها من التربية صالحة لا نصيب لهما في هذه الدعوة. لان القيد معتبر. قال تعالى رب ارحمهما كما ربياني صغيرا الحمد لله ان نفي انتفاع الوالدين بمطلق دعاء ولدهما اذا دعا لهما بالرحمة والمغفرة بسبب انهما اهملا في تربيته. هذا الكلام ليس بصحيح. ولا ينبغي تناقله بهذه الصورة المطلقة لان في هذا تقصيرا في حق الوالدين وتزهيدا للاولاد في الدعاء لوالديهما وينكشف الامر بان نقسم التربية الى قسمين. الى تربية جسدية والى تربية الى تربية روحية ولا نعلم ان الوالدين يهملان في التربية الجسدية لولدهما. اولا يدخل ذلك النوع من التربية في قوله ربياني صغيرا اي ربياني جسديا. فمن الذي كان يسعى الى اطعامه والى الانفاق عليه والى الباسه والى من البرد والى علاجه اذا مرض. ومن الذي كان يسعى الى تعليمه والى الحاقه بالمدارس ومتابعته ومساعدته على حياته حتى صار رجلا من الذي ساعده على هذه التربية الجسدية؟ اوليس والداه؟ اولا تدخل هذا؟ اولا يدخل التربية الجسدية في كما ربياني صغيرا. ولذلك هذه الرسالة رسالة فاسدة لا ينبغي ارسالها ولا اعتقاد صحة مذلولها والتربية الاخرى هي التربية الروحية تربية الدين تربية على الاستقامة وعلى طاعة الله. والاكمل في تربية في الوالدين ان يستجمع في تربية ولدهما للامرين جميعا ولا جرم في ذلك. ولكن لو ان الوالدين اهملا في شيء من التربية روحية او ينكر حقهما ويتنكر بالوفاء في الوفاء لهما بمجرد انهما ربيا ولدهما تربية جسدية لو انهما تركاه لم يطعماه لمات. لو انهما تركاه مريضا لم يعالجاه لتضرر في حياته فان كل ذلك يدخل في قوله عز وجل كما ربياني صغيرا. فالخطأ في منتجي ومخترع ومبتدعي هذه الرسالة هو انه قصر التربية الواردة في الاية على التربية على الامور الدينية فقط اي التربية الروحية ولكنه وغفل او تغافل قصدا عن التربية الاخرى وهي التربية الجسدية. فاحذروا من هذه الرسالة وعلى الوالدين ان يتقيا الله عز وجل في الحرص على التربية الروحية كحرصهما على التربية الجسدية وعلى الولد ان لا ينسى وفاءه وفاءه ان لا ينسى حق والديه وفاء لهما. وان يكثر من الدعاء لهما بمثل هذا الدعاء كما ربياني صغيرا. فللوالدين حظ في هذه الدعوات لانهما اجتهدا في تربيته التربية الجسدية بل وكثير من الاباء ولله الحمد قد اقبل على التربية الروحية فان الحاق الولد بالمدارس هذا من نوع التربية الروحية. لان الوالدين قد يكونا جاهلين او عاميين ليس عندهما من المعرفة بالعلم الشيء الذي يوجب تربية ولدهما على ذلك. فيلحقانه بمن يدرسه ويعلمه في تلك المدارس النظامية. فهذه الرسالة لا ارى ارسالها وليس ما ذكر فيها صحيحا وللوالدين حظ في دعاء ولدهما بالرحمة والمغفرة لانهما ربياه. لكن وان اهملا في بعض جوانب تربيته فليس هذا بدليل على حرمانهما من بركة دعاء ولدهما فانتبهوا لذلك والله اعلم