الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله. يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يقول احسن الله اليكم هل يجوز ان نقول في هذا الدعاء اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوب العالم على دينك الحمد لله رب العالمين وبعد. المتقرر عند العلماء رحمهم الله تعالى ان الاصل في باب الدعاء الحل والاباحة الا بدليل والمتقرر عند العلماء ان كل صورة من صور الاعتداء في الدعاء فانها لا تجوز. فاذا سلم الدعاء من المخالفات الشرعية ولم يكن متضمنا لشيء من التعدي فانه يعتبر من الدعاء الجائز الذي لا بأس به ان شاء الله تعالى ومن ذلك هذا الدعاء فانه لا بأس ان يدعو الانسان لاهل الارض بان يهديهم الله عز وجل وان يثبت قلوبهم وان يردهم الى جادة الحق والصواب. وان يشرح صدورهم للاسلام. فهذا لا بأس به فيجوز الدعاء لغير للمسلمين بان يهديهم الله. بل ويجوز الدعاء لاهل الارض ان يهديهم الله. وان يوفقهم للخير وان ردهم الى جادة الاسلام وان يرزقهم التقوى. هذا من باب الدعاء الطيب الذي لا بأس به ان شاء الله تعالى ولا حرج فيه الا ان الانسان اذا دعا بذلك ينبغي له ان يعلم انه لابد وان تبقى طائفة من المشركين في هذه الارض كما دلت على ذلك الادلة وثبتت به النصوص الشرعية. ولكن ليجعل دعاءه جعل كلية دعائه كلية اغلبية لا كلية. بمعنى انه يستشعر في قلبه ان الدعاء لعموم اهل من باب الاجمال لا من باب التعيين. بمعنى انه لا بد وان يعلم ان هناك من سيبقى كافرا وسيخرج مع الدجال كما اخبرت به الادلة سبعون الفا من يهود اصبهان. وانه لابد وان يبقى في الناس شرار حتى تقوم عليهم الساعة. وانه لابد وان تعبد فئام من هذه الامة الاوثان. وانه لابد وان تتبع ملة من هذه الامة او امة من هذه الامة اليهود والنصارى في عقائدهم وعباداتهم وعاداتهم. ولذلك يقول الله عز وجل ولو شاء ربك لامن من في الارض كلهم جميعا. افانت تكره الناس حتى يكونوا فاذا قال الانسان اللهم اهد اهل الارض فليقم في قلبه اي هداية جملتهم لا كلهم. حتى لا يكون دعاؤه هذا متعارضا مع شيء من النصوص الشرعية التي دلت على انه لابد وان يبقى في الارض مشرك وكافر بالله عز وجل فالكلية في مثل هذه الادعية العامة لابد وان تكون كلية اغلبية لا كلية مطلقة حتى يتوافق الدعاء مع ما ثبتت به النصوص. وعلى كل حال فلا بأس بمثل هذا الدعاء اذا قام في قلب الداعي انه اذا قام في قلب الداعي قصد الاغلب الى الكل. والله اعلم