الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يقول جرت العادة عندهم في مصر ان يقول بعضهم عند مطلع الحديث الهام اتصدق بالله؟ فيرد الاخر ونعم بالله بكسر النون وتسكين العين وفتح اخره. فهل هذا يكون كقوله تعالى نعم المولى ونعم النصير؟ وهل تفترق هذه العبارة عن به ونعم بالله احسن الله اليكم شيخنا وبارك فيكم. الحمد لله رب العالمين هذه الكلمة انما يطلقها اهل العرف. والمتقرر عند العلماء وجوب حمل الفاظ اهل العرف على عرف المتقرب عندهم. لان العلماء قسموا الحقائق الى ثلاث. الى حقيقة لغوية والى حقيقة شرعية والى حقيقة عرفية. وعرفوا الحقيقة العرفية بقولهم هي استعمال اللفظ فيما بوضع له وفائدة هذا التقسيم هو ان نحمل كلام المتكلم على حقيقته التي يفقهها حتى لا نحمل كلامه ما لا يحتمل وحتى نعطي كل متكلم حقه. فاذا كان المتكلم من اهل اللغة فاننا نحمل كلام على الحقيقة اللغوية. واذا كان المتكلم هو الشارع كتابا وسنة فان الواجب علينا ان نحمل كلامه على حقائق المتقررة في عرفه الشرعي. واذا كان المتكلم من اهل العرف فان الواجب علينا ان نحمل كلام هذا على حقيقته العرفية. فنحن نسأل السائل ما الذي تعنيه هذه الكلمة عندكم وماذا يقصد القائل بها؟ والجواب حينئذ يختلف باختلاف معرفتنا للعرف السائد حتى نحمل على حتى نحمل هذه الكلمة على هذا العرف السائد. فان كان قصده بقول اتصدق بالله انه منزل منزلة اليمين كأنه قال احلف بالله انما سأخبرك به حقا فانها تنزل منزلة اليمين ويجري فيها ما يجري في اليمين. فان كان صادقا فقد بر في يمينه وان كان كاذبا فان يمينه يمين غموس لانه سيخبر لانه اذا اخبر بالخبر الكاذب واكد خبره الكاذب بهذه اليمين العرفية فانه يعتبر مرتكبا لكبيرة من كبائر الذنوب والواجب عليه ان يتوب الى الله عز وجل منها ولا كفارة فيها لان اليمين الغموس انما كفارتها التوبة الى الله عز عز وجل. وقد عدها النبي صلى الله عليه وسلم من الكبائر كما في صحيح الامام البخاري من حديث عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما وارضاهما فاذا كان العرف ينص على انها يمين لان حقيقة تأكيد الخبر الذي سيلقى فانها تنزل منزلة اليمين ويجب فيها ما يجب في اليمين. واما اذا كانت تقال على انها تنبيه للسائل لما سيقال من الكلام وانه حق. وانه لا يمكن ان يتطرق له الكذب وانه متأكد التأكد الكامل من احقيته كتأكده من احقية كلام الله عز وجل. فانها لا يمينا ولكنها تعتبر لفظة تشعر السامع بصدق الكلام الذي سيعقبها وعلى كل حال فلا ارى والله اعلم اننا نعطيها حكما معينا الا بعد معرفتنا. لحقيقة المقصود بها عند من يطلقها من اهل العرف حتى نحملها على الحقيقة العرفية. واظن والله اعلم ان لم يخطئني السائل انهم يقصدون بها تأكيد الكلام بذكر اسم الله عز وجل فهي منزلة منزلة اليمين. فان كانت على خبر صدق فقد بر قائلها في يمينه وان كانت على خبر كذب فقد حنث في يمينه وكذب في خبره وارتكب يمينا غموسا يجب عليه ان يتوب منها. وان كان يراد بها غير ذلك فلينبهنا السائل عليها والله واعلم