الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله. يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. يقول احسن الله اليك. توجد بعض العادات والتقاليد في احدى القبائل انه اذا تزوجت البنت لا يحضر حفل الزواج الا لام وهو وليها. اما اخوانها لابيها لا يحضرون. بحجة ان ذلك ليس بضروري. وان حضر يحضر غيروا منهم فقط ما توجيهكم لهذه العادات والتقاليد؟ وهل يوجد نصا شرعي يبين عدم حضور اهل العروس من الرجال للزواج؟ وجزاكم الله خيرا الحمد لله رب العالمين وبعد. المتقرر عند العلماء ان الاصل في العادات الحل والاباحة الا العادة التي ثبتت مخالفتها للشرع. فاي عادة او عرف او تقاليد او سلوم ثبتت مخالفتها لشيء من الادلة الشرعية الصحيحة الصريحة فالواجب على الجميع اقتراحها وعدم الاعتداد بها او اعتبارها شيئا ومن ذلك هذه العادة التي اعتادها بعض الاعراض من ان الزواج اذا كان لامرأة لامرأة من اقاربهم فانهم يحتقرون حضورها ولا يرون حضورها لازما ويرون حضورها من العيب. وانه لا ينبغي ان ترى وجوههم في مثل هذه المناسبة. بخلاف ما لو كان سيتزوج قريبا لهم ذكر. قريبا لهم من الذكور. فانهم يجتمعون ان هذا من العز والرفعة فكل هذا من العادات الجاهلية التي ما انزل الله بها من سلطان. بل هذا مما يؤدي الى فرقة الاقارب وانقطاع الاواصل فيما بين القبيلة الواحدة فالذي ينبغي على الجميع ان يتقوا الله عز وجل وان يزور بعضهم بعضا وان يحضر بعضهم وليمة فان من جملة ما ندبنا اليه النبي صلى الله عليه وسلم حضور الولاء. ففي الصحيحين من حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال قال النبي صلى الله عليه وسلم من دعي الى وليمة فليجب. وفي رواية الامام مسلم اذا دعا احدكم اخاه الى وليمة فليجب عرسا كان او نحوه وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم انه كان يحضر زواج قريباته. من بنات عمه صلى الله عليه وسلم ولا نعلم عن احد من الصحابة انه كان يتخلف عن شيء من ذلك ترفعا. بل ان هذا من العادات التي مقتضاها التفريق بين التعامل مع الذكر والانثى. فان هذا العرف جرى على عرف جاهلي من احتقار الانثى وعدم رؤيتها شيئا او من الاستحياء والخجل في ان يحضروا زواج امرأة سوف تجامع في اخر الليل فيرون ان هذا ازراء بمكانتهم ونزولا بهيمنتهم فلا يحضرون. فكل ذلك من الاعتقادات الجاهلية التي ما انزل الله بها سلطان فوصيتي للجميع ان يتقوا الله وان يتركوا وان يتركوا هذا الامر وان لا يعتمدوه والا يعتبروه شيئا وان يحضروا قريبتهم ويشاركوا في فرحها وفرح اهلها. وان يعينوهم ويساعدوهم في هذه الليلة. وان يباركوا وان يبرأ وان يدعوا لهم بالبركة. وان يشاركوهم في افراحهم كما يفعلون في زواج قريبهم اذا كان ذكرا. واما هذا التفريق فليس له اصل وقد كان الجاهلية قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم يفرقون بين الذكر والانثى فيئدون البنت. لانهم يخافون العار. ولا يزال هذا الاعتقاد الجاهلي موروثا في كثير من القبائل او بعض الاعراف من اهل البادية. ولكنه تختلف صوره ومن صوره المعاصرة عدم حضور زواج المرأة من اقاربهم لانهم يرونها يرونه عارا. وشنارا ويرونه ازراء بحقهم اقلالا بشأنهم وهذا كله من موروثات الجاهلية التي يجب ان نصفي قلوبنا منها والله اعلم