يقول احسن الله اليكم هل يعذر من خشي على نفسه انتشار المرض كورونا المنتشر حاليا؟ وانه لا يزال موجودا فيقول ولا اريد ان احضر المسجد لصلاة الجمعة والجماعة فهل يكون بذلك معذورا في تخلفه؟ الحمد لله رب العالمين. المتقرر في القواعد انه يعذر في ترك الجمعة والجماعة صاحب العذر الذي يكون في عدم مراعاته الوقوع في مفسدة خالصة او راجحة او فوات مصلحة خالصة او راجحة ويفرع على ذلك عذر الخوف من المرض او العدوى. فاذا كان الانسان يخاف عن علم او عن غلبة ظن انه اذا شهد المسجد انه ربما يصاب بشيء من ذلك فانه لا بأس بان يتخلف عن صلاة الجمعة والجماعة. فان الخائف معذور لا سيما وان هذا المرض يتفشى بسرعة وطريق العدوى به مغلوب على الظن فيها اذا اختلط الانسان من هو مصاب به. فاذا كان هذا هو الدافع وفقك الله. في تخلف عن شهود الجمعة والجماعة وهو خوف العدوى او الوقوع في شيء من هذا المرض فانه لا بأس عليك ان تتخلف حتى يرفع الله عز وجل هذه الغمة والبلاء عن المسلمين. وان توكلت على الله عز وجل واعتصمت به فهو خير وافضل لك. عند الله عز وجل لانك تأخذ حينئذ بالعزيمة متوكلا على الله عز وجل. وقائلا الاذكار ومعتصما بالله تبارك وتعالى موافقا بان الله تبارك وتعالى لن يخذلك فهذا لا شك انه افضل. لان المسلمين في مساجدهم الان يتخذون كافة الاحترازات من الوقوع في شيء من هذه العدوى فالجماعة صارت متفرقة وبين كل واحد وواحد مسافة امنة. مع غطاء الفم والانف بهذه الكمامة وغير ذلك من الاحتياطات التي فرضتها الدولة على وزارة الشؤون لتفرضها على المساجد في الدولة فاذا كان الخوف لا يزال مخالطا قلبك الى الان فحينئذ لا بأس عليك ان شاء الله ان تصلي الجمعة ان تصلي الجماعة في بيتك مع اهلك لكنني اخشى من شيء اخر وهي ان يكون هذا التخلف انما هو لثقل الجماعة في قلبك وليس من باب الخوف وهذا امر فيما بينك وبين الله فاذا كنت تعلم انك تريد فقط ان تتخلف عن الجماعة وتجعل عذر الخوف من العدوى او الاصابة بشيء من هذا الوباء طريقا ممهدا للتخلف. فحينئذ لا يجوز لك باطنا ان تتخلف لانك لم تخف حقيقة وان انما جعلت الخوف وسيلة للتخلف فقط. ولذلك هذا امر بينك وبين الله ولكني ان شاء الله يعني اربأ بك عن ذلك. وعلى كل حال فيجوز لمن خاف من الاصابة من الاصابة بالعدوان اذا شهد المسجد ان يصلي في بيته حتى يرفع الله عز وجل هذا الوباء عن المسلمين. والله اعلم