الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يقول هل اثم في تقصيرنا اتجاه اخواننا الفقراء والمستضعفين مع قصر ذات اليد بارك الله فيكم. الحمد لله رب العالمين يقول الله تبارك وتعالى فاتقوا الله ما استطعتم. ويقول النبي صلى الله عليه وسلم واذا امرتكم بامر فاتوا منه ما استطعتم والمتقرر باجماع العلماء انه لا واجب مع العجز والمتقرر ايضا عند العلماء ان التكاليف الشرعية منوطة بالقدرة على العلم والعمل فلا جرم ان الانسان اذا وسع الله عليه في المال فانه ينبغي له ان يغيث اخوانه الفقراء سواء اكان اغاثته لهم بزكاته الواجبة او بصدقاته المندوبة المستحبة. وقد امر الله عز وجل في كتابه ونبيه صلى الله عليه وسلم في صحيح سنته بالانفاق من المال. قال الله عز وجل في ايات كثيرة ومما رزقناهم ينفقون. ويقول النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل اللهم يا ابن ادم انفقه وانفق عليك. ودعا النبي صلى الله عليه وسلم ينفقين بالخلف وللممسكين بالتلف. ففي الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من يوم ينشق فجره الا وملكان ينزلان احدهما اللهم اعط منفقا خلفا ويقول الاخر اللهم اعط ممسكا تلفا ولكن الاحاديث والنصوص الامرة بالنفقة انما يخاطب بها من كان قادرا على هذه النفقة. واما من كان قليل ذات اليد لا يملك شيئا من المال الا ما يكفي ضرورته وحاجته وحاجة اهله وضرورته فقط. فانه غير داخل في هذه النصوص فانفاقه على نفسه وانفاقه على اهله هذا من اعظم ما يكون اجرا. فلا ينبغي للانسان ان نفسه بالتقصير في جنب الله واخوانه الفقراء اذا كان عاجزا وقليل ذات اليد. وولذلك يقول الله عز ولذلك يقول الله تبارك وتعالى في ايات كثيرة ليس على الضعفاء ولا على المرضى ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون حرج. ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون حرج اذا نصحوا لله ورسوله ما على المحسنين من سبيل. فلا يكلف الله عز وجل الانسان المعدم بان ينفق على الفقراء والمساكين لانه غير واجد وغير قادر على هذه النفقة. واما من كان واجدا وغنيا هذا هو الذي يؤاخذ. ولذلك يقول الله تبارك وتعالى انما السبيل على الذين يستأذنونك وهم وهم اغنياء فهؤلاء هم الذين عاتبهم الله عز وجل وذمهم. فاذا كان الانسان قد وسع الله عليه من المال فينبغي له الا ينسى نفسه الا اخوانه من الفقراء والمساكين. واما من كان قليل ذات اليد ليس عنده من المال الا ما يكفي ضروراته وحاجاته وحاجات اهله فلا يكلف الله عز وجل نفسا الا وسعها. ولكن ينبغي لنا ان ننبه بهذه المناسبة ان الاحسان الى الفقراء والمساكين ليس مقصورا المال على دفع المال لهم فقط. فالتبسم في وجوههم ومشاركتهم في افراحهم واتراحهم. واحسان لهم وايصال حوائجهم للاغنياء القادرين الباذلين على الباذلين للخير. كل ذلك من الامور التي تعتبر نفعا للفقراء والمساكين. فلا ينبغي للانسان اذا كان قليل ذات اليد ان يعطل نفع الفقراء من اخرى هو يستطيع ولوجها. فاذا كنت غير قادر على اعطائهم المال بنفسك. فلا اقل من ان توصل حاجتهم الى من هو قادر على ان يوصل المال لهم والله اعلم