اما الدليل الثاني وهو الدليل العقلي ان الامة اجمعت من جميع الفرق والمذاهب ان الاعجاز ينسب ويضاف الى القرآن فلا يضاف الى الله جل وعلا. فلا يقال اعجاز الله بالقرآن. وانما يقال باتفاق الجميع وبلا خلاف هو اعجاز القرآن. فاظافة الاعجاب الى القرآن تدل على ان القرآن معجز في نفسه وليس الاعجاز من الله بصفة القدرة. لاننا لو قلنا الاعجاز اعجاز الله بقدرته الناس عن الاتيان بمثل هذا القرآن فيكون الاعجاز بامر خارج عن القرآن. فلما اجمعت الامة من جميع الفئات والمذاهب على ان ان الاعجاز وصف للقرآن علمنا بطلان ان يكون الاعجاز صفة لقدرة الله جل وعلا لان من قال طرفة بان الله سلبهم القدرة هذا راجع الاعجاز يعني تعجيز اولئك راجع الى صفة القدرة وهذه صفة ربوبية فاذا لا يكون القرآن معجزا في نفسه وانما تكون المعجزة في قدرة الله جل وعلا على ذلك وهذا لا شك انه قوي في ابطال قول هؤلاء