السلام عليكم كانت بين المؤرخ الفقيه الاديب عمارة الحكمي المتوفى سنة تسع وستين وخمسمائة من الهجرة وبين الكامل ابن شاور السعدي صحبة اكيدة. ثم تغيرت الاحوال واصبح شاور السعدي والد الكامل وزيرا للفاطميين واميرا لحروبهم وعظم جاهه وعلت منزلته. فتغير ابنه الكامل على صاحبه في عمارة وقطعه وتنكر له حتى استحال عليه لقاؤه فكتب اليه عمارة بهذه القصيدة الفريدة شاكيا ومعاتبا يقول اذا لم يسالم كالزمان فحاربي وباعد اذا لم تنتفع بالاقارب اذا كان اصلي من تراب فكلها بلادي وكل العالمين اقاربي ولا تحتقر كيدا ضعيفا فربما تموت الافاعي من سموم العقارب فقد هد قدما عرش بلقيس هدهد واخرب فأر قبل ذا سد مأرب اذا كان رأس المال عمرك فاحترز عليه من الانفاق في غير واجبي. فبين اختلاف الليل والصبح مع ركن يكر علينا جيشه بالعجائب وما راعني غدر الشباب لانني انست بهذا الخلق من كل صاحبي وغدر الفتى في عهده ووفائه وغدر المواظي في نبو المظارب اذا كان هذا الدر معدنه فصونوه عن تقبيل راحة واهبي. رأيت رجالا اصبحوا في مآدب. لديكم وحالي نوادبي تأخرت لما قدمتهم علاكم علي وتأبى الاسد سبق الثعالب ترى اين كانوا في مواطني التي غدوت لكم فيهن اكرم خاطبي. ليالي اتلوا ذكركم في مجالس حديث الورى فيها بغمز الحواجب