الجواب لا جاء في ذهنك سيارة؟ الجواب لا. جاء في ذهنك حبلا؟ الجواب لا. جاء في ذهنك يعني ارضا فقط بلا جدران؟ الجواب لا. لانك عربي تعرف معنى دلالة لفظة الدار. فانت تعرف الدار يقول احسن الله اليكم كيف نجمع بين قول اهل السنة والجماعة في صفات الله تبارك وتعالى نعلم المعنى ونجهل الكيف الحمد لله رب العالمين وبعد المتقرر في القواعد عند اهل السنة والجماعة ان السلف الصالح يعلمون معاني صفات الله عز وجل يفوضون كيفياتها بمعنى انهم يكلون علم الكيفية لله تبارك وتعالى وان من اعظم الخلط هو ان يخلط الانسان بين الكلام في المعنى والكلام في الكيفية. كما فيه المفوضة لمعاني صفات الله عز وجل والممثلة. فان المفوضة يقولون نحن نجهل المعاني ومن باب اولى اننا نجهل الكيفيات. بينما قابلهم الممثلة فقالوا باننا نعلم المعاني وكذلك نعلم الكيفيات. فلا هؤلاء اصابوا ولا هؤلاء اصابوا. وتوسط اهل السنة جماعة كعادتهم رحمهم الله تعالى في مسائل الاعتقاد فقالوا اما المعنى فنحن نعلمه على ما يقتضيه دلالة اللغة العربية التي نزل بها القرآن. واما الكيفية فاننا علمها الى الله تبارك وتعالى. فهذه القاعدة التي ذكرتها في اول الفتيا فيها امران لابد من التفريق بينهما فان اهل السنة والجماعة ينظرون الى صفات الله عز وجل باعتبارين. باعتبار معانيها على بدلالات اللغة العربية وباعتبار كيفياتها على ما هي عليه في الواقع. وحتى افرق لك وفقك الله عز بين المعنى وبين الكيف. فتعال معي قليلا وندع الكلام في صفات الله عز وجل ونتكلم عن الاشياء المحسوسة التي نراها باعيننا ونعقلها بقلوبنا. فلو قلت لك مثلا وفقك الله اشتريت اشتريت سيارة فانت تعلم معنى السيارة. فلا تظنن ابدا انني اشتريت حبلا او اشتريت بهيمة او اشتريت قطارا او اشتريت دارا وانما لا يأتي في ذهنك الا انني اشتريت سيارة. فانت عربي اللسان تعرف شوفوا معنى السيارة فمعنى السيارة لا احتاج فيه الى بيانه لك لغة واصطلاحا. لانك عربي تعرف دلالة معنى سيارة وهي هذه التي يركبها الناس ويذهبون ويأتون بواسطةها. ولكن هل انت تعرف كيفية هذه السيارة التي اشتريتها؟ بالطبع لا تعرفها. فانت تعلم السيارة من جهة وتجهلها من جهة فاما السيارة باعتبار معناها فلا تحتاج فيها الى توضيح لانك عربي تعرف معنى دلالة لفظة السيارة ولكن كيفية السيارة التي اشتريتها انت لا تعرفها. لانك لم ترها ولم ترى شيئا يماثلها ولم اخبرك انا عن شيء منها فالسيارة التي اشتريتها نظرنا لها باعتبارين باعتبار معناها على حسب دلالة اللغة فهذا يوم لك واما باعتبار كيفيتها فانك لا تعلمها. فعرفت السيارة من جهة وجهلتها من جهة اخرى. فهذا هو الذي نقصده بقولنا نعلم المعاني ونجهل الكيفيات. ولا نزال في ضرب الامثلة الحسية بعيدا عن صفات الله عز وجل. وان ضرب الامثلة باب من ابواب التوظيح كما قال الله عز وجل ان الله لا يستحيي ان يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها فكل مثال اذا ضرب تبين بضربه الحق فالله عز وجل لا يستحيي ان يضربه للناس. ولذلك ضرب مثلا بالبعوضة روضة يوم الذبابة وبالنحلة وغير ذلك. كما قال الله عز وجل وتلك الامثال نضربها للناس وما يعقلها الا العالمون فضربي للمثال بالسيارة اريد به ان اصل بك الى نقطة مهمة هي فيصل الكلام بين بين المفوضة وبين الممثلة وبين اهل السنة والجماعة مثال اخر لو قلت لك اشتريت دارا. فهل انت تحتاج الى معرفة معنى الدار؟ هل اذا قلت لك اشتريت دارا جاء في ذهنك باعتبار معناها على حسب دلالات اللغة العربية التي انت من اهلها. لكن هل انت مع العلم بالمعنى تعرف كيفية الدار التي اشتريتها اتحداك ان تعرفها لانك لم ترها. ولم ترى شيئا يماثلها ولم اخبرك انا عن كيفيتها. فكيف تعرف كيفية شيء ان انت لم تراه ولم يخبرك الصادق عن شيء من صفاته ولم ترى نظيرا له. فان طرق العلم بالكيفية ثلاثة اذا توفر واحد منها تعرفت على كيفية الدار. واذا انعدمت ثلاثتها فانك لا يمكن ابدا ان تتعرف على كيفية الدار. فالدار باعتبار المعنى معلومة. ولكن الدار التي اشتريتها باعتبار كيفيتها وعدد ادوارها وكيفية تنسيقها وترتيبها ومداخلها ومخارجها وما فيها والوان جدرانها. كل ذلك انت لا تعرفه لان هذا ليس داخلا في المعنى وانما داخل في الكيفية. فاعظم الخلق هو هو ان يقول الانسان اذا علمت المعنى فانا ساعلم الكيفية. واعظم خلطي ايضا ان ياتيك انسان عربي يعرف دلالات اللغة ثم يخاطب بلفظة عربية لها مدلولها اللساني عند العرب ثم يقول انا لا اعلم معناها. فكلا الطائفتين فيها عناد. الذي يقول لا اعلم المعنى وهو عربي. هذا معارض لكنه في قرارة نفسه يعرف المعنى. والذي يقول انا انا اعرف الكيفية بناء على معرفة المعنى فهذا يكذب. لان انا ضربنا لك مثالين بالسيارة والدار عرفت منهما المعنى ولم تعرف منهما الكيفية. فاذا ليس كل معنى يعلم كيفيته ليس كل شيء يعلم معناه لابد وان تعلم كيفيته. فنحن علمنا المعنى لاننا عرب طريق معرفة المعنى هو دلالة لغة العرب. ولكن الكيفية لا شأن لها بلغة العرب. وانما لها شأنها في الواقع والحقيقي اذا فهمت هذين المثالين وفقك الله فاضرب لك مثالا ثالثا من باب التوضيح. لو قلت لك اشتريت بالامس كتابا فهل تظنن انني اشتريت حبلا؟ هل ينقدح في ذهنك انني اشتريت طعاما وشرابا؟ الجواب لا. وانما يأتي في ذهنك كتاب لانك عربي تعرف معنى مادة الكاف والتاء والباء. فلا احتاج الى تعريف الكتاب لغة لانك عربي تعرف دلالته لكن كيفية هذا الكتاب الذي اشتريته وفي اي فن يبحث وعدد صفحاته والوان واوراقه والوان اه جلدته ومن هو مؤلفه وفي اي فن يتكلم؟ هل انت تعرف ذلك بمجرد انك عرفت المعنى؟ الجواب لا وانما ذلك شيء اخر يقال له الكيفية. فليس كل شيء يعلم معناه على حسب دلالة اللغة العربية لابد وان تعلم كيفيته. فلا يأتينك احد يقول بما اننا نعلم معنى الشيء فاننا لابد وان نعلم كيفيته. فالمعنى شيء والكيفية شيء. اذا عرفت هذه الامثلة الثلاثة فدعها ثم ننتقل الى الكلام على اهل السنة والجماعة رحمهم الله تعالى في قضية صفات الله عز وجل وانهم بالاجماع ينظرون لها باعتبار باعتبار معانيها وباعتبار كيفياتها. فاما باعتبار المعنى فهو معلوم لديهم. ولذلك يتكلمون في معاني صفات الله عز وجل. ولا يزال الائمة رحمهم الله تعالى يتكلمون في المعاني ويدونون في عقائدهم اننا نعلم المعنى. وذلك لان الله عز وجل انزل كتابه باللسان العربي المبين فقال بلسان عربي مبين. وقال قرآنا عربيا غير بيع وجه فكل عربي اذا خطب بقول الله عز وجل ويبقى وجه ربك. فهو يعلم معنى الوجه على حسب دلالات اللغة العربية ولكن كيفية وجه الله الذي هو عليه في الواقع هذا لا يعلمه لا ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا ولي صالح لان الكلام في المعنى شيء والكلام في كيفية شيء اخر واذا سمعت قول الله عز وجل ان الله سميع بصير فكل عربي يعرف معنى السمع ويعرف معنى البصر فالبصر هو رؤية الاشياء والسمع هو ادراك الاصوات. اوليس كذلك؟ هكذا قيدها العرب. الى هنا نقف. واما كيفية سمع الله على ما هو عليه فهذا لا يعلمه احد الا الله تبارك وتعالى. واما كيفية البصر الذي هو عليه هذا لا يعلمه احد الا الله تبارك وتعالى فلا يجوز لنا ان نبعد الناس عن الكلام في الكيفية بدعوى اننا لا نعلم معانيه اصلا فان من الناس من لا يريد الناس يتكلمون في الكيفيات فيقول لابد ان امنعهم من اول الطريق فاقول ما معنى لها؟ لا اعلم معناها. فهذا خطأ بل لابد ان يعود الناس على ان هذه الايات التي يتكلم الله فيها عن شيء من صفاته نتعاطاها باعتبارين. باعتبار المعنى وهو معلوم لاننا عرب. ونفهم دلالات اللسان العربي. واما باعتبار كيفياتها على ما هو عليه في الواقع فهذا لا يعلمه الا الله عز وجل. اذا قال الله تبارك وتعالى الرحمن على العرش استوى. فالاستواء لنا فيه نظران نظر باعتبار معناه في اللغة العربية فقط فقط الكلام في المعاني فقط. وله اعتبار اخر في الكيفية فالاستواء المقيد بعلى عند العرب فهو العلو والاستقرار. هذا هو هذا هو عند العرب. الرحمن على عرش استوى فهنا استواء مقيد بعلى. فلا تفهموا العرب منه الا هذا المعنى. العلو والقعود والاستقرار وغير ذلك لكن كيفية الاستواء على ما هو عليه هذه لا يعلمها احد. الا الله تبارك وتعالى. فان قلت بما انك تكلمت انت في المعنى فلما لا تتجرأ وتتكلم في الكيفية؟ اقول اذا لم تفهم كلامي السابق. ليس كل شيء علم باعتبار معناه لا بد وان يعلم باعتبار كيفيته للامثلة التي ضربتها لك سابقا ووافقتني عليها فيما اظن. فالكلام في المعنى شيء والكلام في الكيفية شيء اخر. فان قلت ولم لا تعلم كيفيات صفات الله عز وجل؟ فاقول الانقطاع طرق العلم بها لان الله عز وجل لا لم يرى في هذه الدنيا. كما في الحديث وتعلموا ان احدا منكم لن يرى ربه حتى يموت فالله عز وجل لم يراه احد في هذه الدنيا اجماعا بعيني رأسه يقظة. واختلفوا في النبي صلى الله عليه وسلم والاصح الذي عليه جمهور اهل السنة انه لم يره ايضا. لحديث نور انا اراه فالطريق الاول في العلم بالكيفية انقطع وهو الرؤية. نذهب الى الطريق الثاني وهي رؤية شيء يماثل كيفيات صفات الله اذا رأينا النظير استدللنا بكيفية صفاته على كيفية شيء من صفات الله. هل هذا متوفر؟ الجواب لا. هذا قطعه الله عز وجل بقوله ليس كمثله شيء ليس كمثله شيء لا في ذاته ولا في صفاته ولا في افعاله عز وجل وقطعه الله عز وجل بقوله بقوله ولم يكن له كفوا احد اي لا في ذاته ولا في صفاته ولا في افعاله. وقطعه الله بقوله فلا تضربوا لله الامثال. اي لا مثيل له. وبقوله هل اعلم له سم يا فالطريق الثاني قد انقطع. فاذا لم نرى صفاته حتى حتى نتعرف على كيفيتها ولم نر شيئا يماثله اي لا مثيل له. بقي طريق ثالث. وهو ان يخبرنا الصادق والمقصود بالصادق هناك في هذا الباب الغيبي النبي صلى الله عليه وسلم ان يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم عن كيفية شيء من صفات ربنا. هل هذا الطريق متوفر الجواب لا؟ اخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ان لربنا وجها ولكن لم يخبرنا عن كيفية هذا الوجه اخبرنا ان لربنا يدا ولم يخبرنا عن كيفية هذه اليد. واخبرنا ان لربنا استواء على عرشه ولم تخبرنا عن كيفية هذا الاستواء. واخبرنا ان لربنا نزولا في ثلث الليل الاخر. ولم يخبرنا عن هذا النزول. واخبرنا ان لربنا سمعا وبصرا وعلوا واصابع وقدما وكل ذلك قد اخبرنا الله قد اخبرنا به النبي صلى الله عليه وسلم ولكن لم يخبرنا عن كيفية شيء من هذه الصفات بالله عليك كيف تعرف وجه الله عز كيفية وجه الله وانت لم تراه ولا مثيل له ولم يخبرك صلى الله عليه وسلم عن كيفيته كيف تطمح ان تتعرف على كيفية يد الله وانت لم ترها ولا مثيل لها ولم يخبرك الصادق صلى الله عليه وسلم عن شيء ذلك وقل ذلك في سائر الصفات. فالكلام عند اهل السنة في المعنى شيء. والكلام عندهم في الكيفية شيء. فاعظم الخلط في هذا الباب هو ان يخلط الانسان في الكلام بين المعنى والكيفية. فقال الممثلة بما اننا نعلم معناها وبينها وبين صفاتنا اشتراك في الاسم فاننا اذا نعلم كيفياتها. فقالوا وجه الله وجوهنا عين الله كاعيننا الذي جرأهم على الكلام في الكيفية هو علمهم بالمعنى. فظنوا انهم لما علموا معانيها صارت عندهم القدرة على الكلام في كيفيتها. وهذا كفر فان من شبه الله عز وجل بخلقه فقد كفر لانه منكر للمعلوم من الدين بالضرورة ومكذب لمتواتر النصوص في قوله ليس كمثله شيء لم يكن له كفوا احد. هل تعلم له سم يا فلا تضربوا لله الامثال لا تجعلوا لله اندادا وغير ذلك من النصوص. ومخالف للاجماع القطعي عند اهل السنة والجماعة بان الله ليس كمثله شيء في ذاته وليس كمثله شيء في صفاته عز وجل بينما خاف طائفة خاف طائفة من الكلام في الكيفيات فقالوا لابد وان نقطع الطريق من اوله فندعي اننا الا نعلم معانيها اصلا؟ فاذا قيل لهم ويبقى وجه ربك بدأ يثغر فاه ويقول انا لا اعلم معنى الوجه. فتقول له انت عربي فلما لا تعلم معنى فيقول لا لا دعني لا اعلم معنى الوجه. لم؟ لانه يظن ان من علم المعنى فقد وقع في التكييف. وكلا الطائفتين وكلا طرفي قصد الامور ذميم وخير الامور اوسطها كما قال الله عز وجل وكذلك جعلناكم امة وسطا بالوسطية العامة وهي وسطية المسلمين بين المغضوب عليهم والضالين ووسطية خاصة وهي وسطية اهل السنة والجماعة بين فرق الامة فاهل السنة والجماعة وسط بين فرق الامة كوسطية الامة بين الامم. فاذا جاء اهل السنة الى المعاني فانهم يتكلمون فيها. على حسب دلالات اللغة العربية. لجزمهم اليقيني القطعي بانه ليس كل من علم المعنى فانه يكون متخوضا في الكيف. لانهم يفصلون بين هذا وبين هذا فتلخص من ذلك وفقكم الله ان اهل السنة يتكلمون في المعالي. وينزلونها على حسب دلالاتها في اللغة العربية ويفوضون علم الكيفية لله عز وجل. هذا هو الذي ندين الله عز وجل به وعلى ذلك تواترت نصوص اهل السنة والجماعة معه ولولا ظيق مجال الفتيا لذكرت طرفا كبيرا منها ولكن لعلي اذكره في فتاوى اخرى ان شاء الله او في اه او او في مكان اخر. فان قلت وهل اهل السنة مفوضة؟ فاقول اما في المعاني فلا والله ما هم بمفوضة. واما في الكيفيات فنعم هم مفوضة. فالتفويض ينقسم الى قسمين عند للسنة والجماعة. تفويض مذموم. وهو زعم عدم المعاني. في صفات الله عز وجل وانها تجرى هكذا من غير كلام في معانيها. فهذا وان كان تفويضا الا انه من التفويض المذموم عند اهل السنة سوى الجماعة واما التفويض الثاني فهو التفويض الواجب. وهو عدم الكلام في كيفية شيء من صفات الله عز وجل فالمفوضة زعموا الجهل بالمعنى والكيف. والممثلة زعموا العلم بالمعنى والكيف فتوسط اهل السنة فقالوا نعلم المعاني ونجهل الكيفيات. واختم هذه الفتية المختصرة بكلية هي استقرائية لكافة المنقول عن اهل السنة والجماعة في هذا وهي ان كل نفي للتفسير جرى على لسان احد من السلف. كل نفي لتفسير الصفات كل اسمعوها جيدا كل نفي لتفسير شيء من الصفات جرى على لسان احد من اهل السنة فلا يقصدون به عدم تفسير المعنى لا وانما يقصدون به التوقف وكف اللسان عن تفسير الكيفيات لعل هذا واضح ان شاء الله لمن اراد ان يكون واضحا والله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد