من المهمات ايضا ان تلحظ ان زمن الحج قصير لا يمكن ان تشرح فيه كل مسائل التوحيد وكل مسائل العقيدة. فاذا تلطفت مع جار لك في الحج واخذت معه صداقة من رجل من احد هذه الامصار المتفرقة فحبذا لو اخذت عنوانه وكنت قمت بجهد شخصي مع شخص واحد او مع اكثر قواك الله بان تسعى في مراسلتك تأخذ العنوان وتسعى في مراسلته ترسل له كتيبات في العقيدة في التوحيد تبدأ معه بدعوة في مراسلات وقد جرب هذا في بعض الميادين في مراسلات مع اناس مفتوحين غير معروفين جاءت الاجوبة بما ينسج معه ان المراسلات ميدان عظيم من ميادين الدعوة ترك في هذا الزمن ولم الا الاقلون. لما؟ لان الرسالة ليس فيها مخاطبة. ليس فيها حجاز ليس فيها وجه امام وجه. ليس فيها تعبيرات الا تعبيرات القلم على الورق. فهذه تستطيع ان تتصرف فيها وان تدخل فيها الى قلب المتحدث اليه. مثلا من ميادين الدعوة التي اخذ بها الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ميدان المراسلات. فله مع كثير ممن حوله من طلبة العلم والعلماء. ومن والامراء فيما حوله له معهم مراسلات حبب اليهم الخير. وكان من ظمن تلك المراسلات مثلا ان كتب الى احد القظاة في احساء واسمه عبد الله ابن عبد اللطيف. كتب للشيخ ينتقد الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في بعض في بعض اقواله فكتب له الشيخ رسالة لو قرأتموها لك انت نبراسا لنا في كيف يكون التحبيب بالرسائل. لان الرسالة فيها لطف اللفظ وفيها عدم مواجهة الوجه للوجه وفيها وفيها مما يتيسر معه قبول الحق. قال الشيخ رحمه الله في رسالته له وانا منذ رأيتك قد كتبت على اول صحيح البخاري في مسائل الايمان ان هذا هو الحق ما زلت ادعو لك لان ما كتبته مخالف لما عليه اهل بلدك من العقيدة يعني الاشاعرة وما زلت ادعو لك وقد دعوت لك في صلاتي. وكنت اقول لعل الله جل وعلا ان يجعلك فاروقا لدين الله في اخر هذه الامة كما جعل عمر ابن الخطاب فاروقا لها في اولها هذا الاسلوب والرسائل ولين اللفظ لا شك له اثر في النفوس عظيم. لهذا ينبغي لكل واحد منا ان يسعى في اخذ ولو عنوان واحد يتعرف عليه ويراسل وان يكون الغرض من ذلك غرض ديني دعوي صحيح وان يبين له شيئا فشيئا ويدرجه على مدى سنة سنتين ليس هذا بالكثير في سبيل اصلاح النفوس