الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد. واصحابه اجمعين اللهم انفعنا بما علمتنا وعلمنا ما ينفعنا وزدنا علما وارزقنا علما ينفعنا جميعا اللهم اجعل اعمالنا كلها صالحة واجعلها لوجهك خالصة. ولا تجعل لاحد فيها شيئا. اما بعد فحياكم الله يا اخوان جميعا. ونسأل الله ان يكتب لنا ولكم التوفيق. فيما سعيتم اليه وان يرزقنا واياكم العلم النافع والعمل الصالح. والدعوة اليه. فان هذه الامور الثلاثة هي الامور التي تضمنتها رسالة محمد صلى الله عليه وسلم. وقد جمعها الله عز وجل في طليعة بثلاث سور هي اول ما نزل من كتابه ذكر الله تعالى العلم في اول كلمة نزلت من هذا القرآن المبارك في قوله عز وجل بسم الله الرحمن الرحيم اقرأ بسم ربك الذي خلق. خلق الانسان من علق اقرأ وربك ذاكر فامر محمد صلى الله عليه وسلم اول ما امره بالقراءة. ثم قراءة ماذا يا اخوان؟ انا اريد ان يكون هذا درس بيني وبينكم يا اخوان. قراءة ماذا؟ اقرأ يقرأ ماذا يا اخوان؟ يقرأ القرآن يا اخوان ودل على عظم العلم ومكانته وعلو قدره في الدعوة الى الله عز وجل واعظم مصدر له هو كتاب الله عز وجل ثانيا قال تعالى بسم الله الرحمن الرحيم يا ايها المزمل قم الليل الا قليلا نصفه او ينقصه قليلا او زد عليه ورتل القرآن ترتيلا. ثالثا قال تعالى بسم الله الرحمن الرحيم يا ايها المدثر قم فانذر فتضمنت هذه السور الثلاث وهي اول ما نزل من كتاب الله العزيز العلم اولا ثم العمل به ثم الدعوة اليه وهذا هو المنهج الكامل الذي يتأكد على من دعا الى الله عز وجل ان يسير عليه وهذا منهج محمد صلى الله عليه وسلم. اذا فالمؤكد علينا ان نعنى بالعلم يا اخوان ونهتم به هنا عناية فائقة والا يزال الواحد منكم يعتبر نفسه طالب علم سواء حصل من العلم علما غزيرا وخيرا وفيرا. او حصل من العلم ما يحتاج اليه في دعوته لكن لا ينبغي ان نفصل بين العلم والدعوة وهذا امر شائع يا اخوان بين الكثيرين وصار يقال هذا الرجل داعية وهذا الرجل عالم وهذا كذا وكذا وكذا فيتأكد على من سار في هذا الطريق ان يكون سيره على وفق العلم الشرعي لكتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. لانه طريق عظيم واذا لم يسر الانسان فيه على هدي من العلم الشرعي الكتابي والسنة فانه على خطر ان يقع يا اخواني في خطأ لا يخطئ وحده وانما يخطئ غيره ويقع في الخطأ من حيث يريد الصواب فاحرصوا يا اخواني على طلب العلم الشرعي فقد توفرت اسبابه في هذا الزمان ما شاء الله. يعرف هذا من عرف الزمان الذي ليس بالبعيد يا اخوان عندما كنت لا تجد في البلد درسا واحدا واليوم تحصل على الدروس وانت جالس في بيتك وعلى فراشك او في سيارتك توفر العلم يا اخوان وفرة لم يعرف التاريخ لها مثيلا. والله يا اخوان ايام كنا في الطلب يبحث الانسان عن شريط لا يجد والان دروس المشائخ من انتقلوا الى جوار ربهم نسأل الله ان يرحمهم رحمة واسعة. وان يجزيهم عن العلم واهله خيرا او من كانوا موجودين دروس متاحة لكل احد. فلا تحرم نفسك من ان تستفيد علما في كل يوم اعتبر نفسك طالب علم اولا ثم بعد ذلك داعيا الى الله عز وجل لان الله امر محمدا بعلم اولا قبل ان يأمره بالدعوة الى الله عز وجل المسألة الثانية وليس هذا هو موضوعنا يا اخوة المسألة الثانية والتي احب ان اؤكد عليها في هذا المسار هي مسألة طلب التوفيق من الله عز وجل فمن عرف الله عرف نفسه يا اخوان وعرف ضعفه وفقره وفراره الى ربه سبحانه وبحمده ولما لم يعرف نفسه من لم يعرف ربه. ربما تكبر عنده نفسه ولا قوة الا بالله. ويقدم على يقدم على الامور دون تلمس التوفيق من الله عز وجل ولهذا يقول شعيب وهذه الاية انا اقولها للاخوان دائما اقرؤوها وتأملوها وانظروا فيها. وشعيب في القائمة الدعاة الى الله عز وجل. رسول ارسله الله عز وجل يقول ان اريد الا الاصلاح ما استطعت. واية الاصلاح لكن لما ذكر ارادته التفت عنها الى توفيق ربه فقال شو اللي بعدها يا اخوان؟ وما توفيقي الا بالله عليه توكلت واليه انيب. فطلب التوفيق ممن بيده التوفيق سبحانه وبحمده ومن اشد الامور ظررا واعظمها خطرا ان يغفل الانسان عن هذا الجانب. فاذا هو غفل عنه فانه على خطر كبير يا اخوان. الا يوفق في طريقه فقد يسلك الطريق مدة ويتركه وقد يسلكه ويقع فيه في تجاوزات وفي اخطاء وفي امور هو بغنى عنها. لكن اذا تلمست التوفيق من الله عز عز وجل وسأله العون والتسديد فلعل الله ان ييسر له هذا الطريق ويعينه عليه حتى يصل الى غايته ومنتهاه وفي صحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي ابن ابي طالب وهو علي. رضي الله عنه وارضاه مبشر بالجنة رابع الخلفاء ورابع العشرة المبشرين بالجنة رضي الله عنه وارضاه. قال له يا علي قل اللهم اني اسألك الهدى بدأت في رواية قل اللهم اهدني وسددني وتذكر بالهدى هدايتك الطريق بالسداد سدادك القوس ربط له هذا الامر المعنوي بامر حسي فرمت له الهداية الى الطريق المستقيم الموصل الى الله عز وجل والى الدار الاخرة في الطريق الحسي لو كان يسير في البرية وحده وفي طريق مجهول كان يخاف على نفسه ان يهلك وهناك الدنيا هلاك بدن الاخرة هلاك دين وهلاك وقلب ولا قوة الا بالله ثم قال ايضا ربط له السداد بالشخص يريد ان يرمي تجده يحرص على ان يصيب الهدف انت يا عبد الله عندما تسير في هذا العمل الكبير. احرص على الصواب. وتلمس الصواب من اسبابه واعظمها سؤال الله سبحانه وتعالى التوفيق ولهذا ماذا كان المصطفى يقول اول ما يستفتح صلاة الليل يا اخوان ماذا كان يقول؟ ها يا اخوان اللهم رب جبرائيل واسرافيل وميكائيل فطر عالم الغيب والشهادة. انت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه تليفون اهدني لما اختلف فيه من الحق باذنك. فانك تهدي من تشاء الى صراط مستقيم فان الانسان يا اخوان لا يغني عنه رأيه ولا فكره ولا اجتهاده ولا رأي وفكري واعتقادي ولا لا دعاك من هذه المسائل اسأل ربك التوفيق والاعانة والتسديد. ولقد مكناهم في ماء مكناكم فيه وجعلنا لهم سمعا وابصار وافئدة. اكملوا يا اخوان. فما اغنى عنهم سمعهم ولا ابصارهم ولا افئدتهم من شيء. اذ كانوا يجحدون بايات الله وكانوا فما يغني عن الانسان يا اخوان رأيه ولا فكره ولا اذا جانبه التوفيق ولا قوة الا بالله احرصوا يا اخواني وانتم في هذا الطريق على التوفيق. وطلبه من الله عز وجل واحرصوا هذا من الاسباب للتوفيق على سلوك طريقة مألوفة معروفة وهي طريقة السلف الصالح رحمهم الله تعالى. تلمسوها وسنوا عنها واقرأوا عن سيرهم وكيف كانوا يعملون في تعلمهم وتعليمهم ودعوتهم الى الله عز وجل فهم خير قرون بنص كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم ولن يصلح اخر هذه الامة الا ما صلح عليه اولها. لانه تحدث اراء واجتهادات اه يعني في امور من هنا وهناك فيضيع طالب العلم او الشاب الذي يرغب في الدعوة الى الله بين هذه الاراء وهذه الاقوال وحتى يسلم من هذا الطريق الذي يريد منه الخير يسلك الطريق المألوف المعروف وينظر هذا النهج الاول السلفي رحمهم الله تعالى قال تعالى وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوه السبل فتفرق بكم عن سبيله وسبيل الله لا شك ان اولى واعظم من كان عليه هم اهل القرون المفضلة رحمهم الله تعالى ورضي عنه نسأل الله ان يوفقنا واياكم الخير ونسدد خطانا واياكم ويثبتنا واياكم ويعيننا سيدي في هذا الطريق والثبات عليه بالهدى والسداد والتوفيق من الله عز وجل