وفي الطريق تعب الامامان احمد بن حنبل ومحمد بن اصيب بمرض وهما في الطريق. فقال محمد بن نوح للامام احمد والله اني لاخشى ان دخلنا على هذا الرجل ان يفتننا شيء يا بعد الله فوالله ما بيننا وبين الجنة الا الثبات. فقال له الامام احمد انك لن تراه. يقول بعض العلماء ذلك لان الامام احمد كان يدعو في اخر الليل الا يجمع الله بينه وبين المأمون. فكان ينتظر احد امرين اما ان يموت فلا يراه او يموت المأمون فلا يرى. يقول الامام احمد حتى اذا كدنا ان نصل ونحن داخلون الى بلدة قد فتحت ابوابها ورجل خارج فقال اانت احمد بن حنبل قلت نعم فقال ابشر فان المأمون قد مات. قال فحمدت الله فسجدت له شكرا وانا في الاغلال. ودعا له محمد بن نوح لانه بشره بهذه البشارة. فقال محمد بن نوح للامام احمد يا ابا عبدالله الا مقتولا. وانك ان رجعت فاثبت فما على وجه الارض احد ينظر او اليه مثلك. وجاء الكتاب الى ان ارجع احمد ابن حنبل ومحمد ابن نوح الى بغداد. وفي الطريق تأثر محمد ابن ابن نوح رحمه الله بالمرض الذي اصيب به وبالحبس والعجز حتى توفي وهو في الاغلال. فكان الامام احمد رحمه الله اذا ذكره يبكي ويقول قد جاد بنفسه لله تبارك وتعالى ذاك الشاب يقول وثبتني الله بكلماته فصلى عليه الامام احمد في الطريق ودفن رحمه الله تعالى رحمة واسعة