سؤال الاول حول مسألة حدس فيها جدل في اللقاء الماضي حول وضع المصحف على السجاد على الارض بجوار المصلي او القارئ ازا عرضت له السجدة تلاوة ولم يكن بجواره شيء مرتفع فوضع المصحف بجواره على الارض هل هذه الصورة فيها مأخز شرعي هل فيها ما يستوجب النكير تعالوا بنا نتدبر هذه المسألة ونتدارسها جميعا لابد ان نتفق ابتداء على وجوب تعظيم المصحف وتوقيره ويجمل ان يكون على مكان مرتفع اذا تيسر وضعه على مكان مرتفع والا يكون بجوار المصلي على الارض فذلك اولى. لان الصحف مرفوعة مرفوعة حسا ومرفوعة معنى. ففي رفعها على كرسي او على رف او على خشبة مرتفعة لا شك ان هذا جزء من توكيب المصحف وتعظيمه فاتفقت الامة على توقيد المصحف وتعظيمه وعلى حرمة كل عمل يعد اهانة او حطا من منزلة هذا الكتاب العزيز المبارك نبي عليه الصلاة والسلام عندما ذهب الى اليهود في بيت مدراسهم عندما انكروا حد الرجم قال لهم ما تجدون في التوراة في شأن الرجم قالوا نجدهم ويفضحون قال عبد الله ابن سلام كذبت فاتوا بالتوراة فاتلوها ان كنتم صادقين فجيء بالتوراة فوضعت على كرسي على مكان مرتفع تعظيما لهذا الكتاب. وان كان قد شابه شيء من التحريف الا ان فيه بقية من كلام الله عز وجل. فاولى بهذا ثم اولى واولى ثم اولى المصحف الذي صانه الله جل جلاله من التحريف وانزل فيه قوله انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون فالتوراة وضعت على كرسي او على وسادة يعني او نحو ذلك فهذا المعنى في الجملة يتضمن عرفا وشرعا توقيرا لما انزله الله وتعظيما له فهذا ينبغي ان يكون من المحكم الذي لا ينبغي ان يختلف فيه ولا ان يختلف عليه فوضع المصحف على مكان مرتفع لا شك انه اولى كالكرسي او الرف في الجدار ونحوه مما يكون به مرفوعا عن الارض لكن اذا وضع على الارض الطاهرة على السجاد الطاهر للحاجة لا لقصد الامتهان لكونه يصلي مثلا وليس عنده محل مرتفع واراد السجود للتلاوة فلا حرج عليه لذلك ان شاء الله لا نعلم به بأس لكن لا شك ان وضعه على كرسيه كما قلنا او على وسادة او على هذا المسجد الذي اتخذه القراء من الخشب يضعون عليه المصحف وهم جلوس لا شك ان هذا اولى واحوط واليق بكتاب الله عز وجل لكن تحدس مبالغات وهذا هو الذي يحتاج الى تدبر والى توضيح بعض الناس يبالغون في هذا ويصلون بمبالغتهم الى درجة الغلو المذموم اياكم والغلو فانما اهلك من كان قبلكم الغلو في الدين ان بعض الناس يبلغ به الحال يقول ما دخلت بيتا منذ كزا سنة فيه مصحف الا وانا على وضوء ازا عرفت ان غرفة فيها مصحف او ميت في مصحف لا ادخل الا اذا توضأت اولا وكان بعضهم اذا بات في البيت الذي فيه مصحف لم ينم تلك الليلة مخافة ان يخرج منه ريح ببيت فيه مصحف هذا من الغلو المذموم يقينا لان خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه يعيشون في غرف صغيرة ضيقة ولم يكن يمنعهم هذا من ان يناموا فيه منازلهم وان نجامع فيها اهلهم وان يبقوا فيها فترة على غير وضوء مع وجود صحف من المصحف في بيوتهم صحيح القرآن جمع لاحقا لكن اجزاء من المصحف كانت موجودة في بيوتهم وعندما جمع القرآن كان في بيوت كثير منهم ومسجد النبي عليه الصلاة والسلام كان لبساطته وكذب الصحابة لم يكن فيها رفوف توضع عليها اوراق المصحف او اوراق العلم اذا المعيار في هذا هل هذا الفعل يعد عرفا امتهانا للمصحف واخلالا به ام لا. فان كان ليس كذلك فلا حرج فيه ان شاء الله الشيخ ابن باز رحمه الله سئل اذا كنت اقرأ القرآن وصلت الى اية فيها سجدة فهل يجوز لي ان اضع المصحف شرفه الله على الارض حتى افرغ من سجدة التلاوة ام لابد من وضعه على شيء مرتفع؟ فقال لا حرج في وضعه في الارض اذا كان وقت سجود التلاوة واذا تيسر مكان مرتفع شرع وضعه فيه او تسليمه الى اخيك الذي هو بجوارك ان وجد حتى تفرغ من السجود. لان ذلك من تعظيمه والعناية به. ولان لا يظن بعض انك اردت امتهانه او قلة المبالاة به في فتوى اخرى يقول وضعه على محل مرتفع افضل مثل الكرسي او الرف في الجدار ونحو ذلك مما يكون طوعا به عن الارض واذا وضع على الارض للحاجة لا لقصد الامتهان على ارض طاهرة يعني ككونه يصلي وليس عنده محل مرتفع او اراد السدود للتلاوة فلا حرج في ذلك ان شاء الله ولا اعلم به بأسا ثم قصة النبي صلى الله عليه وسلم عندما يعني طلب التوراة لمراجعتها بسبب ان كان اليهودي حدا الري طلب كرسيا وضعت التوراة عليه وامر من يراجع التوراة وهي على على الكرسي حتى وجدوا الاية الدالة على الرجم وعلى كذب اليهود فاذا كانت التوراة يشرع وضعها على كرسي لما فيها من كلام الله. فالقرآن اولى بان يوضع على الكرسي لانه افضل من التوراة. نفس هذا المعنى تجده في فتوى للشيخ ابن عثيمين رحمه الله في شرحه على رياض الصالحين يعني اقصد اصل التعظيم والتوقير ينبغي الا يقتل فيه والا يختلف عليه وتحريم كل ما يعد امتهانا في العرف لا ينبغي ان يختلف في هذا ولا ان يختلف عليه لكن بقي مفردات التعظيم ومفردات آآ الاهانة تختلف من ثقافة الى ثقافة ومن ارض الى ارض ومن زمن الى زمن ومن مكان الى مكان توضع المصحف على الارض ان كان على وجه الاهانة هذا حرام بلا شك بل هو كفر مخرج آآ مخرج من ان كان على غير وجه التحقير والاهانة ان كان لمصلحة لحاجة ككونه يقرأ فوضع المصحف لاجل ان ليسجد او يتحرك فلا شيء فيه. والقارئ المستقر في مكان ينبغي ان يرتب بجواره مكانا دافعا يضع فيه على المصحف عند الحاجة بارك الله فيكم