واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله وبعد فان اصدق الحديث كتاب الله تعالى وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه واله وسلم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ان الحمد لله تعالى نحمده ونستعين به ونستهديه ونستغفره نعوذ بالله تعالى من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهد الله فلا مضل له من يضلل فلا هادي له وشر الامور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ثم اما بعد زلنا مع هدايات سورة الصف وما فيها من فوائد ايمانية وتربوية. ووصلنا الى قول الله عز وجل واذ قال موسى لقومه يا قومي لم تؤذونني وقد تعلمون اني رسول الله اليكم فلما زاغوا ازاغ الله قلوبهم والله لا يهدي القوم الفاسقين الله عز وجل ذكر في القرآن قصص الانبياء السابقين واكثر جدا من ذكر قصة موسى مع بني اسرائيل تسلية لقلب النبي صلى الله عليه وسلم وتثبيتا له وحملا له على صبر كما قال عز وجل وكلا نقص عليك من انباء الرسل هذا في خواتيم سورة هود ما نثبت به فؤادك وجاءك في هذه الحق وموعظة وذكرى للمؤمنين زكر هزه الاية هنا اشكلت على بعض المفسرين قل هزه الاية زكرت في هزا السياق استئنافية يعني لوحدها كبادئة موضوع جديد ما عندهاش ارتباط بالموضوع السابق وكانه وقع ايذاء للنبي صلى الله عليه وسلم من بعض المنافقين فجاءت هزه الاية تحزر هؤلاء المنافقين من مصير من سبقهم ممن اذوا الرسل وتثبت النبي صلى الله عليه وسلم وتصبره على ما يصيبه من اثى وزهب بعض المفسرين وهو الاكسر الى انها لها ارتباط بما قبلها وانها تنبه المؤمنين الى انه لا يصح ان يختلف على نبيهم ولا يقع منهم تخلف عن امر الله عز وجل وما يأمر به نبيهم كما وقع من بني اسرائيل بنو اسرائيل ازوا موسى ايزاء شديدا في نواحي شتى اذوه في شخصه ونسبوه للنقص وقالوا انه ادر وهو عيب يصيب الرجال ولزلك قال عز وجل يا ايها الذين امنوا لا تكونوا كالذين اذوا موسى تبرأه الله مما قالوا وكان عند الله وجيها واذوه بانهم رفضوا القتال. وهنا الاشارة الى ارتباطها بالاية السابقة واذ قال موسى لقومه يا قوم اذكروا نعمة الله عليكم اذ جعل فيكم انبياء وجعلكم ملوكا واتاكم ما لم يؤت احدا من العالمين. يا قوم ادخلوا الارض المقدسة التي كتب الله لكم ولا ترتدوا على ادباركم فتنقلبوا خاسرين. قالوا يا موسى ان فيها قوما جبارين وانا لن ندخلها حتى يخرجوا منها ان يخرجوا منها فان داخلون قال رجلان من الذين يخافون انعم الله عليهما ادخلوا عليهم الباب. فاذا دخلتموه فانكم غالبون. وعلى الله فتوكلوا ان كنتم مؤمنين قالوا يا موسى انا لن ندخلها ابدا ما داموا فيها فازهب انت وربك فقاتلا انا ها هنا قاعدون قال ربياني لا املك الا نفسي واخي فافرق بيننا وبين القوم الفاسقين وهزا هو الزي اختاره الشنقيطي رحمه الله حيس قال ان ازاء موسى هنا وهو يقول له قد تعلمون اني رسول الله اليكم ليس ايزاء شخصيا ليس هو المذكور في سورة الاحزاب بانهم قالوا عنه ادر لأ ده هزا لانهم تولوا عما امرهم به من الجهاد وتولوا عما امرهم به من دخول الارض المقدسة. وفيه اشارة تحزير للمؤمنين ان يتولوا عن الجهاد وعن طاعة نبيهم في الجهاد وقتال اعداء الله كما فعل غيرهم من بني اسرائيل وكزلك وقع ازاء بني اسرائيل لموسى في غير ما ذكره ضيف الموضع كما قال عز وجل واز اخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور خذوا ما اتيناكم بقوة واسمعوا سمعنا وعصينا واشربوا في قلوبهم العجل بكفرهم قل بئس ما يأمركم به ايمانكم ان كنتم مؤمنين الى غير زلك مما ورد زكره موسى عليه السلام يستنكر استفهام استنكاري. يقول قومي لما تؤذونني وقد تعلمون اني رسول الله اليكم. اي انكار اي انكار ان يكون للايزاء سبب والرسول من حقه الاعزام والاكرام والانقياد باوامره وهم رأوا من موسى عليه السلام الايات العظام رأوا الايات الباهرة التي اتى بها الى فرعون وخرجوا معه وقد ابتلت اي ارجلهم بماء البحر ويعلمون كيف فلق الله عز وجل له البحر وكيف نجاه الله عز وجل ومن معه. رأوا الايات يعني هم وقد تعلمون اني رسول الله قد هنا دخولها على على فعل موضوع تفيد التحقيق والفعل مضارع يفيد الاستمرار. يعني انكم تعلمون علما قطعيا مستمرا بمشاهدة ما ظهر بيدي من المعجزات القاهرة والتي معظمها اهلاك عدوكم وان جاؤكم من من ملكته اني رسول الله اليكم فاحق الرسول الاكرام والاعظام والتصديق والانقياد. فلمازا تؤزونني؟ اي وجه لكم؟ لم تؤذونني؟ وقد تعلمون اني رسول الله اليكم وهنا لابد ان ننتبه ان ازاء الانبياء امر جلل ايذاء الانبياء امر جلل والامر ده النبي صلى الله عليه وسلم كان مستحضره. ولزلك النبي صلى الله عليه وسلم آآ لما آآ سمع ما يؤزيه واصابه من الكفار من قومه وغير ما اصابهم قال رحمة الله على موسى لقد اوذي باكثر من هذا فصبر كان دايما مستحضر هزا المعنى لان فيه امر من الله عز وجل قال الله عز وجل فاصبر كما صبر اولو العزم من الرسل ولا تستعجل لهم دي فيها فائدة لنا هل نحن اكرم على الله من الرسل يعني هل نحن اكرم على الله عز وجل من اولي العزم من الرسل فازا سلكنا طريق الدعوة الى الله وطريق الاصلاح فلابد ان نتوقع ان هناك من يؤذينا وان هناك من يتسلط علينا وان يواجهنا بما نكره فلابد ان نوطن انفسنا على ذلك. فلسنا اكرم على الله من رسله كزلك فيه تهييج لنا وتنبيه للصبر ولقد كذبت رسل من قبلك فصبروا على ما كزبوا واوزوا حتى اتاهم نصرنا ولا مبدل لكلمات الله. ولقد جاءك من نبأ المرسلين فلقد كذبت الرسل فصبروا وكزلك نحن يلزمنا ازا اصابنا هزا التكزيب هزا الازاء هزا الضر في طريق الدعوة الى الله عز وجل فلابد ان يلزمه فلا يلزمنا ان نصبر ويلزمنا ان نوطن انفسنا عن هزا الامر. بعض الناس بيدخل طريق الدعوة طريق الاصلاح ومواجهة اعداء الله وهو يظن انه طريق مفروش بالورود هزا تصور خاطئ فازا اصابه من البلاء ما اصابه ان فسخ عزمه وساخت همته ولم يبق له شكيمة ولا قوة يواجه بها الطريق. لا اقرأ السنن واقرأ السير واقرأ القرآن واعلم ما اصاب الانبياء من قبل واذ قال موسى لقومه يا قومي لم تؤذونني وقد تعلمون اني رسول الله اليكم آآ فلما زاغوا ازاغ الله قلوبهم فلما زاغوا ازاغ الله قلوبهم. وقفة مهمة جدا ازاي بمعناه الميل وازاي بيوصف به البصر والقلب؟ قال الله عز وجل واذ زاغت الابصار وبلغت القلوب الحناجر وورد الدعاء في قوله عز وجل ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة والنبي صلى الله عليه وسلم كان يكثر من قوله اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك. فسألته عائشة رضي الله عنها توصل لما تكثر من قول هزا قال ان القلوب بين اصبعين من اصابع الرحمن فمن شاء ان يقيمه اقامه ومن شاء ان يزيغه ازيغه اللهم لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا قضية مهمة جدا لا ينبغي ان نغفل عنها يا اخي النبي صلى الله عليه وسلم اعبد الخلق لله قال اما اني اعلمكم بالله واشدكم لو خشية كان يكسر من دعائي يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك فما بالنا نحن نأمن ونغفل عن هزا الدعاء. ابراهيم عليه السلام كان يقول واجنبني وبني ان نعبد الاصنام ففكرة الانسان يبقى خايف دايما ووجل ومترقب ومنكسر لله ومتوكل على الله ومفتقر اليه في ان يثبته على الطريق ده امر مهم جدا هذا فعل الله فلما زاغوا ازاغ الله قلوبهم. زاغوا يعني ما له؟ ايه المعنى بقى كان زيغهم عدولهم عن اتباع الحق مع علمهم به الله اكبر تنبيه وتحزير مهم اننا من الله عز وجل علينا بان عرفنا طريق الله عز وجل وعلمنا من السنن وعلمنا من دين الله عز وجل ولكن منا من شمروا عن ساعد الجد وانطلق في طريق الله ومنا من تخاذل وخالف بعد علمه وعدل عن اتباع الحق بعد ان استبصر به ازاغ مال بعد ما علم وبعد ما تحقق به فالميل عن الحق وتركه بعد العلم به خطره عظيم. وعقوبته كبيرة لانه يؤدي بعد زلك الى ازاغة القلوب فقال الله عز وجل فلما زاغوا مالوا وخالفوا وخالفوا امر نبيهم بعد علمهم ازاغ الله قلوبهم ودي بقى متكررة في القرآن. قال الله عز وجل ونقلب افئدتهم وابصارهم كما لم يؤمنوا به اول مرة. ونذرهم في طغيانهم يعمهون وقال الله عز وجل واعلموا ان الله يحول بين المرء وقلبه واعلموا ان الله يحول بين المرء وقلبه ده امر مهم جدا يبقى الانسان ازا آآ اختار لنفسه وفعل فعل خالف فيه الحق وقال الله عز وجل فليحذر الذين يخالفون عن امره ان تصيبهم فتنة او يصيبهم عذاب اليم. وقال ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين لهم الهدى. من بعد ما تبين لهم الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين وليه ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا يبقى عقوبة السيئة السيئة بعدها كما ان من ثواب الحسنة الحسنة بعدها والضلال يترتب عليه اضلال من الله عز وجل عدلا منه حكمة وان كان الضلال الاول لم يخرج عن مشيئة الله. ما فيش حاجة بتحصل في الكون غصب عن ربنا. ما وقع الا بمشيئته. ولكن الله عز وجل جعل للناس سمعا وابصارا وافئدة ارسل اليهم رسل وانزل اليهم كتب فقطع عنهم المعزرة زاغوا ماله ما له عن الطريق انحرفوا فكانت العقوبة عقوبة الاطلال والضلال الاول لم يكن معه ختم وطبع على القلوب ومنع من الاهتداء. ولكن لما استمروا عليه وعتوا عوقبوا بذلك ومنعوا من الهدى ونسأل الله العافية. اقرأ فواتح فواتح سورة ياسين قال الله عز وجل وجعلنا من بين ايديهم سدا ومن خلفهم سدا فاغشيناهم فهم لا يبصرون وسواء عليهم اانذرتهم ام لم تنذرهم لا يؤمنون سبحان الله وقال انا جعلنا في اعناقهم اغلالا فهي الى الازقان فهم مقمحون. يعني اوصاف كيف انهم عوقبوا هذه العقوبة بفسقهم وبظلمهم وبزيغهم. فلما زاغوا ازاغ الله القلوب معنى خطير ومهم. وقفة لابد ان نكثر من الدعاء. ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا. لابد ان نتحفظ في لا نترك العمل لا نترك ما علمناه. لا نميل عن امر الله. فليحذر الذين يخالفون عن امره. ان تصيبهم فتنة او يصيبهم عذاب اليم ولزلك قال الله في نهاية الاية والله لا يهدي القوم الفاسقين الله عز وجل لم يزلمهم لم يزلمهم بمنع الهدى ان الله لا يزلم الناس شيئا. ولكن الناس انفسهم يظلمون الناس اختاروا الضلال فاضلهم الله عز وجل. بس فعلوا الضلال بمشيئتهم الذي خلقها الله لهم. وهم لم يخرجوا عن قدره ولم يخرجوا عن مشيئته سبحانه وتعالى. ولكن لهم سمع وابصار وافئدة اتتهم الرسل ونزلت عليهم الكتب فاختاروا الضلال فعاقبهم الله عز وجل بالاضلال. فانتبه يا اخي والله لا يهدي القوم الفاسقين لانهم فاسقون الفسق الخروج عن الطاعة حرموا الهدى امر مهم الدعاء الافتقار الى الله عز وجل الوجل والخوف مطابقة القول للعمل والتحري وعدم التفلت من الشريعة وعدم الزيغ عن اوامر الله لا سيما بعد العلم بها. اسأل الله سبحانه وتعالى ان يجعلني واياكم ممن يستمعون القول اتبعونا احسنه. اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم