ولو اعجبكم اسأل الله عز وجل ان يهدينا ويهديكم واستغفر الله عز وجل لي ولكم. الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده محمد صلى صلى الله عليه وسلم وهذه الاية على الناس. فقال ربنا قل اي يا محمد للناس لا يستوي الخبيث والطيب. ولو اعجبك كثرة الخبيث. هذه سنة من سنن الله عز وجل انه لا يستوي الخبيث والطيب. هذه السنة الاولى والسنة الثانية ولو اعجبك كثر ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له. ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم. بلغ الرسالة وادى الامانة ونصح للامة فما ترك خيرا الا ودلنا عليه. وما ترك شرا الا وحذرنا منه. فصلاة وسلاما دائمين من رب العالمين على اشرف المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم. يا ايها الذين امنوا اتقوا الله اتقوا الله حق تقاته. ولا تموتن الا وانتم مسلمون. اما بعد احبتي في الله من رحمة الله عز وجل بعباده انه لم يتركهم سدى. ولكنه سبحانه وتعالى ارسل اليهم الرسل وانزل اليهم الكتب حتى يكونوا على بينة من امرهم. تولاهم الله عز وجل واخرجهم من الظلمات الى النور. قال ربنا وتعالى الله ولي الذين امنوا يخرجهم من الظلمات الى النور. وقال ايضا قل ان لي الله النبي صلى الله عليه وسلم بيقول كما في سورة الاعراف ان وليي الله الذي نزل الكتاب وهو تولى صالحين اعلى صور الولاية من الله عز وجل للعبد ان ينزل له وحيا ينقذه من الظلمات. هذا الوحي ينقذه من الظلمات يخرجه من الظلمات الى النور. هذا الكتاب هذا النور الذي انزله الله عز وجل الينا لابد ان نتمسك به. فاخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم انه من تمسك به نجا. قال صلى الله عليه وسلم تركت فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا بعدي ابدا كتاب الله. اذا احبتي في الله لابد ان نغير نظرتنا الى القرآن. القرآن كتاب الله عز وجل وحيوا من الله عز وجل رسالة من الله عز وجل الى اهل الارض ليخرجهم من الظلمات الى النور على قدر ابتعادهم من القرآن على قدر الظلمات التي نعيش فيها. لابد من احياء هذه القضية في حياتنا في بيوتنا في مساجدنا مع الناس لابد من الرجوع الى كتاب الله عز وجل. تلاوة وفهما وتدبرا وعملا حتى تنهض الامة مرة اخرى. من اوصاف كتاب الله عز وجل التي ذكرها الله عز وجل في كتابه الفرقان. ان الله عز وجل انزل هذا الكتاب ليكون فرقانا بين اشياء كثيرة ليكون فرقانا بين الحق والباطل بين الايمان والكفر بين المسلمين والمجرمين بين الخبيث والطيب بين كثير من الاشياء. جاء القرآن ليكون يميز ويفصل الاشياء عن بعضها البعض. بل جاء فرقانا بين الخالق والمخلوق. جاء القرآن يوضح لنا صفات صفات الخالق سبحانه وتعالى. وانه لا يشاركه فيها سبحانه وتعالى احد من خلقه. قال ربنا سبحانه تعالت قل فمن يملك من الله شيئا ان اراد ان يهلك المسيح ابن مريم وامه ومن في الارض جميعا. هذه من الايات التي تبين لنا كما قال ربنا سبحانه وتعالى ايضا كانا يأكلان الطعام على عيسى ابن مريم وامه مريم. هذه من الايادي التي جاءت فرقانا بين الخالق والمخلوق. جاء هذا القرآن ليكون فرقانا كما انزل الله عز وجل سورة كاملة بهذا الاسم سورة الفرقان تبارك الذي انزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا. انزل الله عز وجل الفرقان ليكون للعالمين لا لطائفة من الناس في مكان من الارض. ولكن جاء ليكون فرقانا ونذيرا لكل اهل ارض للعالمين نذيرا. هذا من فضل الله عز وجل انه انزل الفرقان على عبده صلى الله عليه وسلم ليكون للعالمين نذيرا ومن صفات القرآن كما قلنا انه فرقان جاء ليميز بين الايمان والكفر. وجاء ليميز ايضا بين الخبيث والطيب قال ربنا سبحانه وتعالى في هذه الاية التي ندور حولها في هذه الخطبة قال ربنا سبحانه وتعالى امرا النبي صلى الله عليه وسلم قل امر النبي صلى الله عليه وسلم ان يخبر الناس ويخص هذه الاية قال ربنا سبحانه وتعالى قل لا يستوي الخبيث والطيب ولو اعجبك كثرة الخبيث. امر ربنا سبحانه وتعالى النبي صلى الله عليه وسلم ان يتلو الخبيث. من رحمة الله عز وجل انه لم يتركنا سدى. انزل لنا القرآن لنميز ما هو النافع والضار ما هو الذي انفع لنا وما هو الذي يضرنا؟ ما الذي ينفعنا في حياتنا وفي مماتنا؟ قال ربنا سبحانه وتعالى ان هذا القرآن الذي بين ايديكم ان هذا القرآن يهدي للتي هي اقوم اي للتي هي اقوم في كل شيء للتي هي افضل في كل شيء الحمد لله الذي انزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا قيما. هذا الكتاب لنا الامور ويقوم لنا الامور. يظهر لنا اعوجاج الاشياء. ويبين لنا الاشياء على حقيقتها. فقال ربنا سبحانه وتعالى في هذه الاية قل لا يستوي الخبيث والطيب. ان الله عز وجل خلق كل شيء. خلق الطيب وخلق الخبيث وابتلانا باشياء سبحانه وتعالى. قال ربنا سبحانه وتعالى انا جعلنا ما على الارض زينة تن لها لماذا جعل الله عز وجل اشياء تأخذ شكلا ليس بشكلها الحقيقي وتتزين للناس انا جعلنا ما على الارض زينة لها. لماذا خلق الله عز وجل هذه الاشياء؟ لماذا خلق الله عز وجل هذه الزينة التي قد تفتن بعض الناس قال ربنا سبحانه وتعالى انا جعلنا ما على الارض زينة لها لنبلوهم ايهم احسن عملا وانا لجاعلون ما عليها صعيدا جرزا. هكذا اهل اليقين واهل الايمان يبصرون الزينة على حقيقتها يبصرون القيمة الحقيقية لها ويبصرون المآل الحقيقي. ان الله عز وجل ينسفها. وان جاعلون ما عليها اي هذه الزينة صعيدا جرزا ينسفها الله عز وجل ولا يبقى الا العمل الصالح للانسان. فقال ربنا وتعالى في الاية التي معنا قل لا يستوي الخبيث والطيب. تخيل هذه المعلومة الفطرية ان الخبيث غير الطيب يحتاج الناس الى التذكير بها الناس طبيعي عارفة ان الطيب غير الخبيث. لكن من كثرة تزيين الخبيث وانه بيتشكل في صور تخدع كثير من الناس احتاج الناس واحتاج المؤمنون الى ان يقول لهم النبي صلى الله وسلم احذروا لا يستوي الخبيث والطيب. لا يستوي الايمان والكفر. الاسلام والفسق لا يستوي هذه الاشياء لا تستوي. اشياء في طبيعتها انها خبيثة. مهما تزينت ومهما ظهر لها فيما يبدو للناس من منافع ومهما سموها باسماء مختلفة ستظل خبيثة. بما ان الله عز وجل بذلك فستظل خبيثة. فالخمر خبيثة. ستظل كذلك كذلك وهي ام الخبائث. مهما الناس ومهما سموها باسماء ومهما قالوا عنها من اقاويل فستظل الخمر ام الخبائث. ستظل هذه الخمر ام ام الخبائث هذا هذه هي القواعد القرآنية والمعايير القرآنية التي لابد ان نعود اليها مرة اخرى ويقول الله عز وجل ايضا لا يستوي الخبيث والطيب ولو اعجبك. يعني ممكن انسان نفسه تعجب بشيء معين. ويكون هذا الشيء خبيث. ممكن يعجب بامرأة. او يعجب بزوج لابنته يريد ان يزوج هذا الرجل لابنته يعجب بوظيفة معينة من المال. يعجب بصديق له يريد ان يصادقه وان يكون صديقا له. يعجب باي شيء بنوع من المال اي شيء ويكون هذا الشيء خبيث كمكسب الربا مثلا هو خبيث مهما كان كثير عند الناس سيظل هذا المكسب خبيثا عند الله عز وجل. فيقول الله عز وجل يحذرنا ان بعض الناس قد تخونه نفسه ويعجب بشيء وهذا الشيء خبيث. ولو اعجبك كثرة الخبيث اكتر شيء يخلي الناس تعجب بالخبيث ان الخبيث بيكون كتير. الكثرة في الخبيث. كثرة المال اللي بيأتي من الخبيث. كسرة اللي تأتي من الطرق الخبيثة. الانسان قد يفتن بالكثرة. لذلك حذرنا الله عز وجل وقال وان تطع اكثر من في الارض يضلوك عن سبيل الله. وقال في كثير من الايات ولكن اكثر الناس لا يعلمون. هذه حقيقة اكثر ناس لا يوقنون لا يؤمنون لا يعلمون لا يفقهون. هذه حقيقة قرآنية قررها القرآن في غير موضع. اذا حينما تقيم شيء لا يقيم بالكثرة. ما تقولش ده المجموعة دي اكتر او العدد ده اكتر او معه فلوس اكتر او المستمعين اكثر او اللي يشاهدون له اكثر هذا المعيار الاكثر ليس معيارا حقيقيا ثابتا. المعيار الاساسي هو القيمة قيل شيء بما امرنا الله عز وجل ان نقيم الاشياء. قال الله عز وجل ايضا في سورة البقرة ولا تنكحوا المشركين حتى يؤمنوا ولا عبد مؤمن خير من مشرك ولو اعجبكم. ايضا نفس التعبير ولو اعجبكم قد يعجب الانسان برجل يريد ان يزوجه لابنته لابنته. وهذا الرجل غني وذو منصب. ولكن هذا الرجل كافر ويوجد رجل اخر هو عبد ولكنه مؤمن. يقول الله عز وجل انه يجب علينا لاحظ معي يجب علينا ان نقدم المعايير الاخروية على المعايير الدنيوية. ان احنا نفكر في اخرتنا اولا. لذلك قال الله في ختام الاية اولئك يدعون الى النار والله يدعو الى الجنة والمغفرة باذنه. اذا لابد انك تقيم الشيء الاول هل هو حرام او حلال القيمة الشرعية لهذا الشيء. ما الذي سينتج عنه هذا الشيء؟ ان الذين يأكلون اموال اليتامى ظلما هو بيكسب فلوس كتير انما ياكلون في بطونهم نارا. القيمة الحقيقية لاموال اليتامى هي النار. هذه هي القيمة ولو اعجبتك هذه الاموال ولو اغنتك هذه الاموال ولو جاءت اليك بطريق سهل فالقيمة الحقيقية ان تتغير هي النار انما يأكلون في بطونهم نارا. فيقول الله عز وجل يحذرنا ان النفس قد تتشوف الى اشياء الانسان مخلوق من طين ونفخة من رح الله عز وجل. هذا الجزء الطيني يشتاق الى الطين يحب الدنيا. قد يعجب على اصل خلقته يعجب باشياء من الدنيا. يحذرنا الله عز وجل حينما تعجب بشيء يخبرنا الله عز وجل. لابد ان تعود الى نفسك. لما بحاجة وتعجب بشيء ايا كان الشيء حتى لو برنامج تلفزيوني ايا كان الشيء لو شيء مادي لو لو فكرة معنوية قل لو اردت ان تتزوج امرأة تفتح مشروع ايا كان الاعجاب بشيء. لابد ان تقيم هذا الشيء اولا بالمقياس الشرعي. ولا لو اعجبك هذا الشيء لابد ان تعود مرة اخرى. يخبرنا الله ان الانسان كانسان قد يعجب. بشيء قد يعجب بشيء وهذا الشيء قد يكون حرام فيعود الى نفسه ويجاهد نفسه مرة اخرى. فيقول الله عز وجل ولو اعجبكم ولو اعجبكم ككثرة الخبيث لابد ان يعود الى نفسه ويجاهد نفسه. طب اذا حصل تساوي يعني ده حلال وده حلال تجارة مسلا. او امرأة امرأة بتقارن بين امرأتين او تختار بين رجلين لابنتك. وده مؤمن وده مؤمن. اذا هنا قد تقدم المعايير الدنيوية. لذلك في اية اخرى في سورة النساء لما كانت لامرأة مؤمنة والامة مؤمنة قال اخبرنا الله عز وجل انك تتزوج المرأة الحرة المؤمنة ولا تتزوج الاب المؤمنة الا في شروط الا في شروط معينة. من لم يستطع منكم الطول ايضا والذي خشي على نفسه العنت. هذان الشرطان لمن اراد ان الامل مؤمنة ولكن لو امة مؤمنة ومقارنة بين امرأة حرة ولكنها كافرة ولا امة مؤمنة خير من مشركة ولو اعجبتكم. حتى لو اعجبتك هذه الكذبة فالامة المؤمنة خير. اذا احبتي في الله الانسان في حياته تعرض عليه اشياء كثيرة. تعرض عليه وظائف. تعرض عليه زوجة. يعرض عليه اصدقاء. يعرض عليه امور مادية يشتريها. لابد الانسان ان يقيم الاشياء بالمقياس الشرعي. لا يغتر بكثرة الاشياء. ويخبرنا الله عز وجل في هذه السنة في هذه الاية ولو اعجبك كثرة الخبيث ان الاصل ان الخبيث يكون كثيرا. غالبا الخبيث بيكثر عند الناس. لماذا لان الخبيس لا يظهر في الصورة الحقيقية له. الخبيث الشيء الخبيث لا يظهر في الصورة الحقيقية ولكن يتزين. كما اقسم ابليس عليه لعنة الله لازينن لهم في الارض ولاغوينهم اجمعين. جاءت الغواية بعد التزيين لم يستطع ابليس ان يغوي الناس وان يضل الناس الا بعد ان زين لهم الامور. افمن زين له عمله فرآه حسنا. يعني الحاجة الوحشة شايفها حلوة. افمن زين له سوء عمله فرآه حسنة فان الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء فلا تذهب نفسك عليهم حسرات. ان الله عليم بما يصنعون. اذا احب احبتي في الله لابد ان الانسان يعود الى المعايير الشرعية لا يتعجل مش معنى ان شيء اعجبه انه يقفز اليه مباشرة ويتحرك اليه مباشرة ويحتج بالكثرة. هذه ليست حجة على صحة الشيء. مش معنى ان في فكرة منتشرة عند الناس. او ان في تقليد من التقاليد منتشر عند الناس انه يكون صحيح. يخبرنا الله عز وجل حتى لو اعجبتك هذه الفكرة. حتى لو اعجبك هذا التقليد. حتى لو اعجبتك هذه حتى لو اعجبك هذا الخلق حتى لو اعجبك هذا الرجل لابد ان نقيم الاشياء بالتقييم الشرعي اولا. حينما نقيم رجل يتصدر الى منصب لابد ان يقيم التقييم الشرعي اولا. لما اتوا بعض الوفود الى النبي صلى الله عليه وسلم وطلبوا معه منه رجل يذهب معهم يعلمهم امور الدين. فاخرج لهم النبي صلى الله عليه وسلم وامرهم ان يذهب معهم ابو عبيدة عامر بن الجراح. وقال انه امين. امين هذه الامة هو ذلك الصحابي الجليل ابو عبيدة. اذا اخرج لهم رجلا وقيمه تقييما شرعيا انه امين على الوحي امين على الدين. لا يحرف لا يبدل لا يغير في هذا الدين. ايضا حينما تختار انسان منصب معين يقيم التقييم الشرعي على حسب الاصلح في هذا المكان. عندما يغيب هذا الاصل تضيع الامانة امانة ان يوصل الامر الى اهله. يعني انسان امين انه يستحق ان يكون في المكان الفلاني. لو ضيعت الامانة يفسد لذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم اذا ضيعت الامانة فانتظر الساعة. لان العالم الساعة بتقوم بعد خراب العالم ولا تقوم الساعة كما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم الا على شرار الخلق. لتقوم الساعة الا على شرار الخلق. فاذا تعامل الناس بالخبيث ورضي الناس بالخبيث واختار الناس الشيء الخبيث على الشيء الطيب وتبدلوا الخبيث بالطيب هنا العالم وتفسد الدنيا لابد ان نعود الى المقياس المقياس الشرعي. يوضح الله عز وجل انه لابد ان يكون هناك تمايز قال الله عز وجل الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات ما معنى هذه الاية قيل في معناها الكلام الخبيث لا يقوله الا الاناس الخبيثون. الخبيثات اي الكلمات الخبيثات. للخبيثون لا قولوها الا الخبيثون. والطيبات للطيبين اي الكلمات الطيبات لا يتكلم بها الا الطيبون. اذا حتى الكلام لابد ان يكون فيه تمييز. لا يختلط الكلام بتاعك. لا تتكلم بكلام خبيث. طالما انت انسان مؤمن والمؤمن طيب عند الله عز وجل ويطيب هذا المؤمن لابد الا يتكلم الا بكلام طيب. قال النبي صلى الله عليه وسلم ان الله يبغض فاحش البذيء الذي يتكلم بالخبيث من الاقوال. اذا حتى في الكلمات ايضا وفي قول اخر الخبيثات للخبيثين اي النساء خبيثات لا يتزوجهن الا الخبيثون. حتى الانسان لما يختار هذه قاعدة عامة. المؤمن يختار المؤمنة الطيبة التقية الخبيث يميل الى الخبيثة. هذا التمايز لابد ان يحدث. لذلك لما كان قوم لما كان عليه السلام في وسط قومه يحافظ على الطيب ويحافظ على ان يكون طيبا والا يختلط بهذه الفواكه الخبيثة ماذا قالوا له؟ قال اخرجوا ال لوط من قريتكم انهم اناس يتطهرون يتنزهون عما افعل لما الطيب بيزهر ويحافز على هذه الاخلاق الطيبة الخبيث بينكشف للناس. لكن دائما اهل الخبيث يحبون ان الامر يكون مختلط ان الخبيث يدخل في الطيب. والقرآن نزل فرقانا ليفصل ليفصل الاعمال الصالحة عن الاعمال الطيبة. اصبح المعايير مختلطة عند الناس. ما فيش اي اي نوع من التقييم الشرعي. سواء اللي عايز وظيفة او اللي عايز يتجوز او اللي بيختار زوج لابنته. لابنته او يفعل اي شيء الاموال اختلط الحلال بالحرام الا من رحم الله عز وجل. الامور اصبحت الاخلاق حتى الاخلاق للمعاملات الناس بقت بتخلط بين الاشياء الطيبة في المعاملات والاشياء الخبيثة. المعاملات الطيبة والمعاملات الخبيثة. حتى في الالفاظ. لابد ان يحدث هذا التمييز لما لما يتمسك الانسان بالاخلاق الطيبة بيظهر اهل الفساد على حقيقتهم. انت لو دخلت الى مكان حكومي مسلا مصلحة حكومية. ورأيت رجل يحافظ على التعامل بالاخلاق الاسلامية الصحيحة. لا يريد غشا لا يريد رشوة لا يريد اي شيء من هذه الاعمال المحرمة يظهر اهل الخبث. يظهرون على حقيقتهم. يظهرون ثبات اهل الدين على اخلاقهم يظهر للناس الاخلاق الفاسدة. لابد من ثبات على الاخلاق الطيبة مهما تغيرت اخلاق الناس. هذا الثبات يظهر للناس الاخلاق الفاسدة من الاخلاق الصالحة. هذا ثبات يجعل هناك التمييز بين الطيب والخبيث. فيقول الله عز وجل قل لا تستوي الخبيث والطيب. ولو اعجبك كثرة الخبيث. اياك ان تقيم الشيء بكثرته. مش الحاجة اللي تجيب فلوس فلوس كتير تبقى هي الشيء الافضل. يبقى هو الشيء الصح. ليس هذا هو التقييم. حينما تستوي تجارتان حلال قيم ذلك بالاكثر لما يبقى فيه تجارتين الاتنين مباحتان هذه التجارة مباحة وهذه التجارة مباحة اختار بينهما اللي يجيب فلوس اكتر. لكن لما تكون تجارة محرمة وتأتي بمال اكثر وتجارة حلال وتأتي بمال اقل هذه التجارة الحلال افضل ولو اعجبتك التجارة الخبيثة ولو كانت سهلة ميسرة بالنسبة اليك. اياك ان تقيم الشيء بكثرته. اياك ان تغتر بكثرة الهالكين السائلين في طريق الضلال لابد ان يعود الانسان الى المقياس الشرعي ولو اعجبك كثرة الخبيث. والعبد المؤمن خير من الاعجاب بالشيء هذا شيء فطرت عليه النفوس قد لا يملك الانسان نفسه ان يعجب بالشيء بادئ الامر. ينظر الى شيء فيعجبه لكن كما نقول هذه الخطوة الاولى لابد ان يعقبها خطوة خطوة اخرى ان يعود الى نفسه ويسأل هذا الشيء الذي انا اعجبت به ما هو حكمه الشرعي؟ ما هو التقييم الشرعي؟ لذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم كما يروى عنه انه اذا رأى شيئا اعجبه. لما يشوف حاجة تعجبه. ماذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم؟ كان يقول اللهم لا عيش الا عيش الاخرة. اللهم عايشة الا عيش الاخرة. انظر الى هذا التوجيه الحكيم من النبي صلى الله عليه وسلم. يذكرك دائما بالاخرة المقياس الاول للشيء هو المقياس الاخروي. كما قال الله عز وجل ولعبد مؤمن خير من مشرك ولو اعجبكم ده غني ده المشرك اللي هيتجوز بنته مسلا غني ذو منصب. والمؤمن فقير. ليه المشرك؟ ليه من المؤمن افضل من المشرك. فيقول الله عز وجل اولئك يدعون الى النار. لان الارتباط بهذا الرجل يؤدي الى الذهاب الى جهنم والعياذ بالله والله عز وجل يحب لنا والله يدعو الى الجنة والمغفرة باذنه سبحانه وتعالى. يبقى اذا لابد ان ان تقيم الشيء بالامر الاخروي بالمآل الاخروي. فكان النبي صلى الله عليه وسلم اذا رأى شيئا يعجبه يقول اللهم لا الا عيش الاخرة. تذكر نفسك دائما بالمصير الاخروي لهذا الشيء. الانسان قد يتمتع بالشيء الذي يعجبه ايام ثم ماذا؟ يقول الله عز وجل افرأيت ان متعناهم سنين عجبته حاجة وقعد يتمتع بها سنين رأيتم ان افرأيت ان متعناهم سنين وبعدين ثم جاءهم ما كانوا يوعدون ما اغنى عنه ما كانوا يمتعون. هيستفيد منه ايه؟ كما يقول النبي صلى الله عليه وسلم يؤتى بانعم اهل الارض وهو من اهل النار ويغمس غمسة واحدة في النار انعم اهل الارض طالما تنعم لم يعجبه شيء الا واختاره واخذه هذا الرجل يغمس غمسة واحدة نعوذ بالله من ذلك. لم يمكث يوم ولا ايام ولا ساعات غمسة واحدة في النار ثم يسأل هل ذقت بعد هذه الغمسة؟ هل ذقت نعيما قط؟ مرت عليك ايام حلوة قبل كده؟ يقول لا والله يا رب اذا الانسان لا يترك نفسه تقوده لابد ان الانسان يضبط نفسه بالمعايير الشرعية. لذلك في سورة الكهف هذه السورة العظيمة التي اخبرنا الله عز وجل بهذا الاختبار انا جعلنا ما على الارض زينة لها. ان غالب الاشياء اللي انت شايفها على الارض دي مش دي هذا ليس هو الشيء الحقيقي يقول الله عز وجل المال والبنون زينة الحياة الدنيا. فهما زينة وليس قيمة. هما زينة وليس قيمة يكتسبان القيمة على حسب استعمالهما في الشرع. لو المال ده بتستعمله في الشرع بيكتسب القيمة لو المال بتنفقه في الحرام لا يكتسب اي قيمة هذا المال لو جاء من حرام ليس له اي قيمة. المال الحرام مهدر فيقول الله عز وجل في هذه السورة التي ذكر لنا في هذا الامتحان انا جعلنا ما على الارض زينة. الزنا هو ليس الشيء الحقيقي. لما تشيل من على شيء تظهر الاشياء على حقيقتها. يظهر خبث الشيء. لذلك هذه السورة العظيمة سورة الكهف تنجي من الدجال الدجال هو الكذاب. الدجال هو الذي يموه الاشياء الذي يأتي بنحاس مثلا ويطليه بماء الذهب فيكون هذا الشيء مموها اي عليه ماء الذهب. الذي ينظر اليه يعتقده ذهب. وهو في الحقيقة ليس بذهب. اذا ازلنا هذه الزينة ماء الذهب ظهر الشيء على حقيقته. كذلك هذه السورة تنزع تنزع الاقنعة التي على الاشياء ترفع الغطاء من على اعين الناس حتى يبصروا الاشياء على حقيقتها. لذلك في ختام هذه السورة يقول الله عز وجل عن الاناس الذين اختاروا الزينة ولم يبصروا الاشياء على حقيقتها ولم يستمعوا الى تقييم القرآن الاشياء يقول الله عز وجل عنهم الذين كانت اعينهم في غطاء عن ذكري. ما كانش شايف كانت عينهم متغطية لم يكن يبصر الاشياء على حقيقتها. الذين كانت اعينهم في غطاء عن ذكري. وتيجي تكلمه تنصحه وكانوا لا يستطيعون دون سمعا خلاص هو معجب بشيء نفسه تقوده الى هذا الشيء. كانوا لا يستطيعون سمعه. مهما تقول له الطريق ده حرام. هذا المال حرام هذه الوظيفة حرام هو يمسك الفلوس وبيعد الفلوس ولا اليك وخلاص عينه في غطاء هو مشغول الذي جمع مالا وعدده ظل يعد المال مرة بعد مرة لا يسمع لك. مهما تصيح وتصرخ. هذا المال نار في بطنك يوم القيامة. تعذب بهذا المال المال الذي لا تخرج زكاته تعذب به يوم القيامة. هو لا يسمع. هو معجب بهذه الكثرة. حتى لو كان هذا الشيء الخبيث نعم هو معجب بهذه الكثرة. ولو اعجبك كثرة الخبيث. فيقول الله عز وجل في سورة الكهف التي تكررت فيها كلمة الزينة ثلاث تمرات تكررت فيها كلمة الزينة ثلاث مرات. كيف يستطيع الانسان ان يقاوم هذه الزينة؟ نفاجئ ان هذه الصورة العظيمة تكررت فيها لفظ الرشد اربع مرات. اذا التعامل مع الزينة يحتاج الى رشد. هذه القاعدة جمعت لنا في اية واحدة في سورة النساء. قال الله عز وجل فان انستم منهم رشدا دعوا اليهم اموالهم. اللي عنده رشد يستطيع انه يتعامل مع المال. وخاصة لو كان هذا الرشد الرشد المادي والرشد ديني صلاح الاموال والدين الذي عنده هذا الرشد لا يفتن بالمال. فاخبرنا الله عز وجل ان اليتيم اللي عندك لما يكبر تمتحنه وابتلوا اليتامى تعمل له امتحان حتى اذا انستم منهم رشدا لما تآنس منه وتلمس منه رشدا ادفعوا اليهم اموالهم. ده يستطيع انه يتعامل مع المال. ايضا هذه الدنيا التي مليئة بالزينة كما اخبرنا الله عز وجل. وان ما على الارض زينة. انت طول ما انت ماشي بتبصر زينة. تبصر العمارات والسيارات والاموال ونساء واشخاص ووظائف ومناصب قد تفتن. قد تعجب باشياء حرام في اصلها. وهناك اشياء مباحة لا حرام عليك فيها ولا شيء عليك فيها. اذا لابد حينما تعجب بشيء انك تفعل شيئين انت خلاص اعجبت بحاجة. اول شيء تتذكر الدار الاخرة وتقول اللهم لا عيش الا عيش الاخرة. سانيا تسأل نفسك بعد ما عملت ضبط للنفسية الهلوعة اللي بتحب الدنيا التي قد تجري الى الدنيا حتى لو كان مباح وتنسى الاخرة ويفتن واخبرنا الله عز وجل ان هذا الشخص لن تستطيع ان تتواصل معه. قال ربنا فاعرض سبه وابعد عنه عمن تولى عن ذكرنا ولم يرد الا الحياة الدنيا. اللي مش عايز غير الدنيا مش هتستطيع انك تكلم معه لن يسمع لك لن يستمع الى مواعظ القرآن ابدا فالشيء الاول حينما تعجب بشيء بامرأة بمنصب بمال بوزيفة بشخص تريد ان تزوجه ابنتك ايا كان الشيء اللي بتعجب به الفكرة بواحد يتقدم الى منصب اول شيء تتذكر الدار الاخرة حتى لا تفتن ولو كان مباحا. ثانيا تسأل نفسك هذا الامر طيب ام خبير يكتسب الشيء طيبته هذا الشيء يكتسب هذه الطيبة من المقياس الشرعي. ويكتسب الشيء الخبث يصبح الشيء خبيثا اذا اخبر الشرع انه خبيث. المقياس الاول هو الشرع لاي شيء حينما تقيم شيء تقيمه بالشرع وتسأل نفسك السؤال الساني هل هذه الوظيفة حرام ام حلال؟ هذا المال حرام ام حلال؟ حينما تصل لهذا المستوى في التعامل هذا هو الرشد في التعامل مع الاشياء. هو الرشد في التعامل مع زينة الدنيا. هذا الرجل وصل الى مرحلة رشد انه لا يفتن بزينة الدنيا. نسأل الله عز وجل ان يلهمنا رشدنا. وان يقينا شر انفسنا. اللهم الهمنا رشدنا وقنا شر انفسنا. اللهم انا نسألك الثبات في الامر والعزيمة على الرشد. اللهم انا نسألك الثبات في الامر والعزيمة على الرشد فاللهم انا نعوذ بك من الفتن ما ظهر منها وما بطن. اللهم جنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن. اللهم استعملنا ولا تستبدلنا اللهم استعملنا ولا تستبدلنا. اللهم انا نسألك حسن الخاتمة. اللهم انا نسألك حسن الخاتمة. اللهم انا نسألك لذة النظر الى وجهك الكريم شوق الى لقائك في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة. اللهم ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار. اقول قولي هذا استغفر الله لي ولكم سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك واقم الصلاة