مخلد الذي يرزقك لابد ان توقن انه لا يفتقر حتى تعتمد على احد تظن انه سوف يرزقك. لابد ان توقن انه لا يموت. حتى تطمئن. لذلك قال ربنا سبحانه وتعالى وتوكل على الحي الذي لا يموت. يطمئننا الله عز وجل انه سبحانه وتعالى حي لا يموت لا تأخذه سنة ولا نوم فيطمئن الانسان انه يركن الى ركن شديد سبحانه وتعالى كيف يناله الهدى بل لج معاند مخاصم مجادل بالباطل مستكبر نافر لا يريد ان يسمع. من هذه مواصفاته؟ كيف اقبل الهدى كيف يتنزل على قلبه الهدى بل لجوا استمروا في عناد الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره. ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير. واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم بلغ الرسالة وادى الامانة ونصح للامة فما ترك خيرا الا ودلنا عليه وما ترك شرا الا وحذرنا منه فصلاة وسلاما دائمين من رب العالمين على اشرف المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم يا ايها الذين امنوا اتقوا الله اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون اما بعد احبتي في الله نكرر دائما وابدا ان الله عز وجل لم يترك الخلق سدى ولم يخلقهم هملا ولكن خلقهم لغاية. وارسل اليهم الرسل وانزل اليهم الكتب لتذكرهم بهذه الغاية ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة. تأتي سور القرآن الكريم لتذكر الناس وتذكر الانسان بحقيقة وجوده بحقيقة حجمه بقدرة الملك سبحانه وتعالى فالذي يعود الى القرآن يكتشف من هو الانسان. وما هو مراد الله عز وجل منه؟ وما الذي سوف يحدث بعد الموت وفي اليوم الاخر من جنة او نار هذه الحقائق لا يجدها الانسان واضحة بينة على يقين الا في كتاب المولى سبحانه وتعالى مع سورة من سور القرآن كنا تحدثنا فيها من قبل في المجمل سورة الملك. هذه السورة التي تكلمنا في خطبة سابقة ان هذه السورة تحدثنا عن ملك الملك سبحانه وتعالى واننا نعيش في مملكته وانه يفعل في هذه المملكة ما يشاء سبحانه وتعالى كنا تحدثنا عن ان هذه السورة تحتوي على اسئلة كثيرة ينبغي على المؤمن ان يعود الى اسئلة هذه السورة ويسأل هذه الاسئلة لنفسه ويقف مع نفسه وقفات لهذه الاسئلة واما اليوم فنحن نختار من هذه الاسئلة ثلاث اسئلة نقف عندها نتدبر ما فيها من تفاصيل. يقول ربنا سبحانه وتعالى قبل الاسئلة التي نريد ان نقف عندها يقول ربنا سبحانه وتعالى او لم يروا الى الطير فوقهم صافات ويقبضن خلقي من مخلوقات الله عز وجل في مملكته سبحانه وتعالى هذا الخلق الله عز وجل هو الذي يرزقه فالله عز وجل هو الذي يحفظه. يقول ربنا سبحانه وتعالى اولم يروا الى الطير مخلوق من المخلوقات الضعيفة او لم يروا الى الطير فوقهم صافات ويقبضن ما يمسكهن الا الرحمن. من الذي حفظ؟ من الذي حفظ الطير في السماء من الذي امسكه في الهواء؟ من الذي علمه كيف يطير؟ من الذي اعطاه الاجنحة هو سبحانه وتعالى اعطى كل شيء خلقه ثم هدى اعطاه الله عز وجل الاجنحة ثم هداه كيف يطير في الهواء وكيف يحافظ على توازنه؟ ما يمسكوهن الا الرحمن وهذا الخلق لا يستطيع ان يطير في الهواء الا برحمته سبحانه وتعالى. لذلك قال ربنا ما يمسكهن الا بصفة الرحمن سبحانه وتعالى انه بكل شيء بصير. ثم قال ربنا سبحانه وتعالى في هذه الاسئلة التي نريد ان نقف عندها فهو يخاطب ربنا سبحانه وتعالى يخاطب المعرضين يخاطب الذين لم تؤثر فيهم السورة الى موطن هذه الايات. يقول ربنا سبحانه وتعالى هم امن هذا الذي ينصركم من دون الرحمن ان الكافرون الا في غرور. امن هذا الذي يرزقكم ان امسك رزقه. بل لجوا في عتو ونفور. افمن يمشي مكبا على وجهه اهدى اما يمشي سويا على صراط مستقيم. هذه الاسئلة الثلاثة التي توجه هذه الاسئلة الثلاث التي توجه للمعرضين وتبين لنا اسباب الاعراض عن طريق ربنا سبحانه وتعالى. تبين لنا هذه الاسئلة ما هي اهم الاسباب التي لتجعل الانسان يظن واهما مغرورا يظن انه ليس بحاجة الى خالقه. ليس بحاجة الى ربه تكلمت هاتان الايتان عن قضيتين مهمتين. قضية الامن وقضية الرزق هذا السؤال يأتي ليفضح الانسان امام نفسه. يسأله امن هذا الذي هو جند لكم. ينصركم من دون الرحمن. السؤال الاول عن قضية الامن. من الذي يحفظ لك امنك من الذي يحفظ لك حياتك ان الكافرون الا في غرور. السؤال الثاني امن هذا الذي يرزقكم ان امسك رزقه. بل لجوا في عتو ونفور. السؤال التاني عن قضية الرزق. قضية الامن والرزق من اخطر القضايا التي تجعل الانسان ينحرف عن طريق ربه. اذا ففسدت عقيدة الانسان في ان الله عز وجل وحده سبحانه وتعالى هو الذي يملك له الامن ويملك له الرزق انما تفسد هذه العقيدة ينحرف الانسان عن طريق ربه بحثا عمن يضمن له الامن وعن من يضمن له الرزق. فيعيش لسانه عبدا ذليلا عند من يظن انه يملك له الامن ومن يملك له الرزق ولكن اذا اعتقد الانسان عقيدة جازمة لا تتزعزع ان الله وحده سبحانه وتعالى يملك له الامن ويملك له الرزق وان النفع والضر بيد الرب سبحانه وتعالى اذا اعتقد الانسان هذه العقيدة بيقين لا ينحرف عن طريق ربه. واذا حدث اثناء سيره الى الله في امنه او في رزقه يفزع الى الله. يلجأ الى ربه سبحانه وتعالى. يعلم ان هذا حدث اما بذنوبه فيستغفر ربه سبحانه وتعالى او ان هذا حدث ابتلاء من ربه سبحانه وتعالى ابتلاء من الله عز وجل له لينظر كيف يفعل فيها هذا البلاء فتأتي هذه الاسئلة لتفضح الانسان. امن هذا الذي ينصركم من دون الرحمن. من الذي سوف ينصركم من دون الرحمن سبحانه وتعالى. امن هذا الذي هو جند لكم ينصركم من دون الرحمن ان الكافرون الا في غرور. يسأل ربنا سبحانه وتعالى هل يستطيع الانسان ان يوفر لنفسه جند يحفظونه من اوامر الله سبحانه وتعالى. امن هذا الذي هو جند لكم يظن الانسان الواهم المغرور انه اذا تقدم دنيويا اذا استطاع ان يكتشف القنابل النووية والذرية او ان يبني القصور او ان يستعبد الناس ليكونوا له جنود اذا يعتقد الانسان الواهم اذا استطاع ان يحصل مثل هذه الاشياء انه يعيش امنا من امر الله سبحانه وتعالى. ولكن يأتيهم الله عز وجل من حيث لم يحتسبوا. يأتيه من قلوبهم يأتيهم في قصورهم. يأتيهم في اجسادهم وهم لا يستطيعون دفع امر الملك سبحانه وتعالى. فيأتي السؤال من الذي يمنعكم من اوامر الله؟ القدرية من الذي يمنعكم ان اراد الله عز وجل ان ينزل بأسه عليكم امن هذا الذي هو جند لكم ينصركم. قد يتخذ الانسان جندا له لكنهم يتخلون عنه عند نزول البلاء القضية ليست في ان تتخذ الجند القضية ان ينصرك هذا الجند حينما ينزل امر الله سبحانه وينزل امر الله سبحانه وتعالى فما اغنت عنهم الهتهم التي يدعون من دون الله من شيء. لما جاء امر ربك وما زادوهم غيرة طبيب غير خسار واهلاك وتدمير. فما اغنت عنهم الهتهم التي يدعون من دون الله من شيء. في اواخر سورة هود بعد ان اخبر الله عز وجل انه حينما ينزل امر الله سبحانه وتعالى يهلك الجميع. لا يستطيع احد ان يدفع امر الله فيسأل ربنا بعد ان اخبرنا بكل هذه القصص في سورة هود في خواتيم هود ما اغنت عنهم الهتهم ماذا فعلت لهم الالهة؟ ويقول ربنا سبحانه وتعالى ايضا في سورة في ختام سورة الاحقاف فلولا نصرهم الذين اتخذوا من دون الله قربانا الهة. يخبرنا الله عز وجل بعد ان اهلك قوم صالح يخبرنا الله عز وجل اين الهتكم التي تدفع عنكم فلولا نصرهم الذين اتخذوا من دون الله قربانا الهة بل ضلوا عنه تركوهم عند نزول العذاب بل ضلوا عنهم. وذلك افكهم وما كانوا يفترون. هي دي اخرتها هذا هو افكهم هذا هو ما كانوا يفترون لم ينصرهم ولم يدفع عنهم عذاب الله عز وجل. فيسأل ربنا سبحانه وتعالى كيف يأمن العاق في مملكته سبحانه وتعالى مهما ادعى من اخذ للاسباب ومن اقتناء للجند وللقصور كيف يأمن عذاب الله امن هذا الذي هو جند لكم ينصركم من دون الرحمن اي ان رحمة الله عز وجل صرفت عنكم كثيرا من العذاب ولكنكم لا تعلمون. ولكنكم لا تشكرون رحمة الله عز وجل صرفت عنكم وانتم على معصيته صرفت عنكم كثيرا من عذابه كثيرا من نقمته. انه الحليم سبحانه وتعالى الذي لا يعاجل بالعقوبة. ولكن اذا اراد الرحمن الذي طالما حلم عليكم قال اذا اراد الرحمن ان ينزل عليكم العذاب لن يقف احد امام البلاء لن يقف احد امام العذاب انه عذاب جارف ليس له من دونه دافع سبحانه وتعالى. لن يستطيع احد ان يدفع نقمة الله اذا نزلت امن هذا الذي هو جند لكم ينصركم من دون الرحمن. لكن القضية ان الكافرون الا في غرور. في حرف عايشين في الوهم. حرف الفي بيأتي لما الانسان بيحاط بشيء يدخل في داخل شيء. هو يعيش في داخل الغرور. يعيش في داخل الوهم يعيش في داخل خيوط العنكبوت يظن انها تدفع عنه من عذاب الله. يعيش واهما مغرورا وسط نوده وقصوره يظن ان عذاب الله لن يصل اليه ان الكافرون الا في غرور. عايشين في وهم. هذا الوهم قد يطول. لكن اذا اتى عذاب الله عز وجل لن معه احد. الواحد بيتعجب ان قطرة دم تصاب بالتجلط تتجلط في رأس احدهم يسقط مشلولا وكيف يقف هذا المخذول يجادل في امر ربه كيف يقف ذلك الضعيف الذي لا يستطيع ان يدفع عن نفسه مخلوقات لا ترى اصلا بالعين المجردة لا يستطيع ان يدفع عن نفسه الجراثيم والميكروبات لا يستطيع ان يدفع عن نفسه ذلك ثم هو يجادل في امر ربه. وهم يجادلون في الله وهو شديد المحال سبحانه وتعالى. فما بالكم لو ارسل عليه صاعقة من السماء او خسف به الارض او ارسل عليه ملك من الملائكة يعذبه ان الكافرون الا في غرور. هو وهم هو غرور يعيش فيه الانسان بسبب طول فترة النعيم يقول ربنا سبحانه وتعالى في سورة الانبياء ام لهم الهة تمنعهم من دوننا هل لكم الهة تمنعكم من دوننا؟ لا يستطيعون نصر انفسهم ولا هم منا يصحبون هذه الالهة او هؤلاء الناس لا يستطيعون ان يدفعوا عن انفسهم العذاب. وليس لهم من الله معية. ليس لهم من الله توفيق لا ينالون شرف المعية ولا هم منا يصحبون. اما المؤمن فيتشرف وهو يقول انت الصاحب في السفر اما هؤلاء يخسرون هذه المعية. فكيف يعيشون في مملكته وهم يخسرون معيته ام لهم الهة تمنعهم من دوننا؟ لا يستطيعون نصر انفسهم ولا هم منا يصحبون؟ ما السبب الذي جعلهم يعيشون في الغرور؟ بل متعنا هؤلاء واباءهم حتى طال عليهم العمر طول التمتع بالدنيا وعدم المعاجلة بنزول العذاب يجعل الانسان يظن واهما انه في امان من الله. طول الفترة اللي بيعيشوها الانسان التي يعيشها الانسان بعيدا عن نزول العذاب وهو في نعيم وهو ذا استدراج من الله عز وجل يظن انه في امن بعيدا عن قدرة الله. بل متعنا هؤلاء وابائهم حتى طال عليهم العمر. افلا يرون انا نأتي الارض ننقصها من اطرافها؟ افهم غالبون هل يقفون امام عذاب الله عز وجل لذلك قال ربنا بعدها بعدها باية ولئن مستهم نفحة من عذاب ربك نفحة واحدة اسم مرة نفحة ونفحة اصلا تأتي للخير فكأن اقل عذاب يمسهم يوم القيامة يعترفون بظلمهم. ولئن مستهم نفحة من عذاب ربك. ليقولن يا ويلنا الا بد ان ينزل عليكم العذاب حتى تعترفوا بقدرته حتى تعترفوا بملكه سبحانه وتعالى. ثم السؤال الثاني هذا سؤال في قضية الامن. وتعجب كيف يأمن العاصي في في مملكتي كيف يأمن الكافر؟ كيف يعيش امنا مستقرا ثم السؤال الثاني. امن هذا الذي يرزقكم ان امسك رزقه. امن هذا الذي يرزقكم ان امسك رزق. الاصل ان الله عز وجل ينزل الرزق لكل الناس. الاصل ان الله عز وجل هو الرزاق لكل المخلوقات سبحانه وتعالى. لكن قد يكون البلاء ان الله عز وجل يمسك الرزق. لذلك قال ربنا سبحانه وتعالى امن هذا الذي سورة الفعل المضارع لان الانسان لا يستغني عن الرزق يحتاج اليه باستمرار. فالذي يرزقك لابد ان توقن انه فيقول ربنا من الذي يستطيع ان يمدكم بالرزق دائما وابدا ولا سيما ان منع الله عنكم الرزق ان امسك رزقه قال ربنا سبحانه وتعالى ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها. وما يمسك فلا مرسل له من بعده. لو ان الله عز وجل امسك الرزق عن اناس لو اجتمع اهل الارض على ان ينزلوه ما استطاعوا لو امسك الله عز وجل المطر او النبات او اي نوع من انواع الرزق عن اناس او عن بلد لو اجتمع اهل الارض ان يرزقوهم ما استطاعوا وما يمسك فلا مرسل له من بعده. هذه عقائد المؤمن التي لا تتغير بتغير الاسباب العجيب ان الانسان بضعفه يعبد من يملك القوة ويملك الرزق او في من يظن انه يملك القوة ويملك الرزق. ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبونهم كحب لماذا يحبونهم؟ لانهم يظنون ان بايديهم القوة او الامن والرزق. يظنون ذلك واهمين. فيخبرنا الله عز وجل ان هذه من اهم العقائد التي اذا زاغت تجعل الانسان يزيغ وينحرف عن الطريق لذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم عن تقلبات العقائد اليومية يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا. لماذا يبيع دينه بعرض من الدنيا؟ حينما يظن حينما تكون عقائد الناس تبعا لارزاقهم فاذا تغير مصدر الرزق تغير العقيدة. تغيرت العقيدة. حينما تكون عقائد الناس تبعا للقوة الظاهرية في الدنيا في من يظنه يملك القوة. تتغير عقائدهم في الاشخاص في الناس في الدول تتغير عقائدهم بحسب القوة بالرزق. من يملك القوة ومن يملك الرزق تجد الناس يعظمونه لكن المؤمن يوقن ان الامن والقوة والرزق بيده وحده فلا تتغير عقائده. يؤكد المؤمن على نفسه يوميا صباح ومساء لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير. هو له الملك سبحانه وتعالى وحده هو الذي يملك الامن ويملك الرزق. اطعمهم من جوع وامنهم من خوف. هي له وحده سبحانه وتعالى. فلا تتغير عقيدة المؤمن. ثابتة بتغير الاحوال والاسباب من حوله هو يوقن. يخبرنا ربنا سبحانه وتعالى ان الذي يعرض عن السؤال الاول والسؤال التاني هو مستمر في العناد بل لجوا في عتو ونفور امن هذا الذي يرزقكم ان امسك رزقه حينما يسأل هذا السؤال ولا يعود الانسان الى نفسه يعترف بقدرة الله او برزق الله يعرض الله عز وجل عنه ويقول بل حرف اضراب عما سبق بل هؤلاء الناس لجوا اللجاج العناد بعدما يتبين الحق تحدث مواقف تظهر فيها قدرة الله جلية واضحة ينزل عذاب لا يستطيع احد ان يدفعه امام الناس وبالرغم من ذلك هناك اناس يستمرون في العناد في المجادلة بالباطل بل لجوا في عتو يعتقدون انهم في قوة مستكبرين بل لجوا في عتو ونفور مستكبر لا يريد ان اسمع باثناء استكبار ونفور بل لجوا في عتو ونفور هذه مواصفات الانسان الذي لا يتوقف مع نفسه وقفات من الذي يملك لي الامن من الذي يملك لي الرزق؟ لابد للانسان ان يجدد هذه العقائد يوميا. كما اخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم ان هناك من يبدل عقيدته يوميا بسبب عرض من الدنيا فلابد على المؤمن ان يثبت هذه العقيدة يوميا عقيدة الامن وعقيدة الرزق. وان النبي صلى الله عليه وسلم يخبرنا كما اخبرنا ربنا سبحانه وتعالى لا املك لنفسي نفعا ولا النبي صلى الله عليه وسلم يقول لو كنت اعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء ولكنه لا يعلم الغيب صلى الله عليه وسلم. هو وحده سبحانه وتعالى. الذي يلجأ الانسان اليه الله خير حافظا سبحانه وتعالى. هو يملك الامن ويملك رزق. هذه العقيدة من اهم العقائد التي لابد ان يتربى عليها انسان هذه العقيدة كان يعلمها النبي صلى الله عليه وسلم للغلام يقول له يا غلام احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك تجده امامك واعلم ان الامة تخيل وقع كلمة الامة على غلام هو يسمع كلمة الامة العالم. لو اجتمعت تخيل وقع هذا على خيال الغلام. ويتخيل العالم اجمع ياتي اليه ليصيب بالضر واعلم ان الامة لو اجتمعت على ان يضروك بشيء لن يضروك الا بشيء قد كتبه الله عليك وقع الكلمات على الغلام وهو في الفطرة لم تفسد الفطرة يعلمه هذه الكلمات حتى يستصحبها حينما يكبر نحتاج الى مراجعة هذه الكلمات هذه العقائد حتى لا تتغير مع تغير الاحوال دقات قلب الانسان تتغير على حسب وجود الاسباب وغيابها. احنا ما يمسك بالسبب يطمئن ورضوا بالحياة الدنيا واطمأنوا بها. فان اصابه خير اطمأن به غالب الناس لا يطمئن الا اذا امسك السبب بيده. اذا رآه بعينه ان اصابه خير اطمأن رضوا بالحياة الدنيا واطمئنوا بها. ومن الناس لا يطمئن الا بذكره الذين امنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله. يمسك بالسبب لكنه يطلب من الله ان يحفظ له هذا السبب. يعلم ان هذا السبب قد يأتي بعكس النتيجة. يعلم ان هذا السبب يفنى قد يذهب منه في لحظات المؤمن متعلق القلب بربه فقط يعلم ان الله قادر على تبديل الاحوال يستعيذ بالله من فجاءة نقمته وتحول عافيته خايف المؤمن لانه يعلم ان العافية هي من عند الله. فيستعيذ بالله ان تتحول العافية او ان يفاجأ بنقمة فيستعيذ بالله عز وجل من ذلك. ثم بعد هذين السؤالين يأتي السؤال الذي يجعلك ترى في مقارنة بين الرجلين او بين صنفين من الناس افمن يمشي مكبا على وجهه اهدى اما يمشي سويا على صراط مستقيم سؤال مقارنة الرجل الاول يمشي مكبا على وجهه رجل ثاني يمشي سويا على صراط مستقيم. يسألك ربنا سبحانه وتعالى من هو اهدى؟ من هو افضل؟ من الشخص الذي تريد ان تقتدي به. من الذي يريد ان تمشي على منواليه؟ هذا الرجل ام هذا الرجل؟ ونشرح المثلين باذن الله عز وجل بعد جلسة الاستراحة اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم. الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده محمد صلى الله عليه وسلم. يقول ربنا سبحانه وتعالى في سورة الملك افمن يمشي مكبا على وجهه اهدى امن يمشي سويا على صراط مستقيم. جاء هذا السؤال بعد السؤالين السابقين وبعد الايتين التي ذكرتهما يخبرنا ربنا سبحانه وتعالى ان الذي يعتقد ان الامن والرزق بيد غيره هو رجل يمشي مكبا على وجهه وان الذي يعتقد ان الامن والرزق بيده وحده هو الذي يمشي سويا على صراط مستقيم. الذي حدث له انحراف في عقيدته تجاه قضية في الامن والرزق هو رجل يمشي مكبا على وجهه والرجل الذي يوقن ويعتقد اعتقادا جازما ان الامن والرزق بيده وحده هو رجل يمشي سويا على صراط مستقيم فلو نتخيل هذا المشهد الذي اخبرنا الله به. المشهد الاول قال ربنا سبحانه وتعالى افمن يمشي مكبا على وجهه. ما معنى يمشي مكبا على وجهه؟ كيف يمشي الرجل مكبا على وجهه توقف العلماء عند هذا السؤال عند هذا التشبيه العجيب قال بعضهم هذا الرجل اما انه يمشي على رجليه حقيقة ولكنه مكب على وجهه او هو يمشي على وجهه بالفعل لا يمشي على قدميه. هو يمشي على وجهه بالفعل الذين قالوا هو يمشي على وجهه بالفعل قالوا هذا ما سيحدث له يوم القيامة والله قادر بعد ان جعلهم يمشون على اقدامهم في الدنيا. الله قادر على ان يجعلهم يمشون على وجوههم يوم القيامة لانه كان مكبا على وجهه في الدنيا فالجزاء من جنس العمل. ها هو يسير على وجهه ذليلا منكبا يوم القيامة اما الذين قالوا هو يسير على قدميه قالوا هذا رجل عنده تلات مشكلات عنده ثلاث مشكلات. مشكلة في رأسه انه مطأطأ الرأس. مشكلة في طريقه انه طريق واعر. مشكلة في بصره انه اعمى هذا الرجل الذي يمشي مكبا على وجه عنده تلات مشاكل. مطأطأ الرأس لا يرفع رأسه هو ينظر الى الارض لا يرفع رأسه من على الارض اعمى لا يبصر الطريق طريقه وعر. قالوا عن طأطأة رأسه لماذا يطأطأ رأسه يبحث عن من يدفع عنه في امنه وفي رزقه. ولكنه ينظر الى الارض لا ينظر الى السماء يبحث عن الهة ارضية عن رجل عن مخلوق مثله يدفع عنه فيظل ينظر الى الارض تخيل مشهد رجل يعيش في لحظات نزول القرآن. وهو بحوله ويعني من من حوله الهة كثيرة هو يتفكر من الذي يدفع عني؟ مناه ام اللات؟ ام العزى؟ ام الهة قبيلة فلان؟ ام الهة قبيلة كذا؟ هو يبحث الانسان بفطرته يخاف على حياته يخاف على امنه يخاف على رزقه. هذه الفطرة وضعها الله بداخلنا لنلجأ اليه بل وضعها الله بداخلنا وينزل البلاء ليستثير هذه الفطرة فنلجأ اليه. هذا من حكم البلاء تخيل الرجل يبحس في الارض عن من يدفع عنه يا ترى من يملك لي الامن لا ينظر الى السماء هو ينظر الى الارض هذا هو منتهى تفكيره. تبحث عن الهة كذا عن شخص فلان عن دولة فلان يبحث. يظل يبحث لا يرفع رأسه الى السماء ابدا الذي اعتقد ان هناك من يستطيع ان يدفع عنه او ان يرزقه غير الرحمن الذي يعتقد ان هناك مخلوق يستطيع ان يعطيه الامن او الرزق هذا هو مشهده. كمن يمشي مطأطئ الرأس مطأطأ الرأس الى الارض اما بالنسبة الى بصره فهو اعمى هو فقد الحقائق هو لم يعد يرى الاشياء على حقيقتها هو اصبح يرى في خيوط العنكبوت الامان هو اصبح يرى في الاشخاص انهم يملكون ما يملكه الله اصبح واهما مغرورا اصبح اعمى. فلذلك تخيل مشهد واحد موطي راسه تحت لا ينظر الا تحت قدميه. وهو اعمى. فبالتالي يسير كلما اراد ان يمشي سقط على وجهه. هذا معنى يمشي كبا اي كلما اراد ان يمشي سقط على وجهه. فيقوم فيمشي خطوة فيسقط على وجهه فيقوم فيمشي خطوة فيسقط على وجهه. هذا معنى يمشي مكبا لا يكمل خطوات الا ويسقط مكبا على وجهه لماذا يسقط على وجهي؟ قلنا لثلاثة اسباب. مطأطأ الرأس تحت قدميه لا يبصر الطريق. اعمى القضية الثالثة قالوا طريقه وعر الذي يسير في غير طريق الله يسير طريق مليء بالحفر بالمشاكل بالعقارب بالحياة فلا يستطيع ان من السيرة والعجيب في الاية من اعجاز الاية ان الله عز وجل قال افمن يمشي مكبا على وجهه اهدأ من يمشي سويا على صراط مستقيم. فقال العلماء مكبا على وجهه مقارنة امام سويا اما كلمة على صراط مستقيم ليس لها مقابل. لم يقل الله عز وجل افمن يمشي مكبا على وجهه على طريق وعر اهدى من يمشي سويا على صراط مستقيم لم لم يصف الله عز وجل لنا الطريق. لم يذكر الله عز وجل لنا الطريق. لانه لا يستحق ان يسمى بطريق اصلا اي طريق بعيدا عن طريق الله عز وجل لا يستحق ان يذكر ولا ان يلتفت اليه. فالسبيل هو سبيله. والهدى هو هداه. والطريق طريقه فلا يلتفت الى غيره سبحانه وتعالى. فمن يمشي مكبا على وجهه طريق وعر مليء بالحفر. والمصاعب تاكل مطأطأ الرأس لا ينظر الى اعلى لا ينظر الى السماء اامنتم من في السماء اامنتم من في السماء وينظر الى الارض ثم هو اعمى حتى اذا رأى شيئا رآه على غير حقيقته. فاقد للبصيرة. تخيل هذا المشهد وبالرغم من ذلك انظر الى اللجاج انظر الى المعاندة انظر الى المخاصمة افمن يمشي بصيغة المضارع؟ يصر على المشي بالرغم من كل العذاب النفسي الذي يلاقيه المعرض عن الله بالرغم من كل الاذى يصر ان يسير في عكس طريقه. يصر ان يكون شاذا في الكون يصر ان يسير في طريق وعر في اتجاه مخالف مصمم يمشي يقع على وجهه لا يستطيع ان يسير خطوات لكنه يؤمل ساجد الطريق ساصل الى مرحلة لا احتاج فيها الى الله يظنوا بوهمه ساصل. يعتقد بوهمه وبغروره انه سيصل الى مرحلة التي وصفها الله عز وجل لنا انما مثل الحياة الدنيا كماء انزلناه من السماء فاختلط به نبات الارض مما يأكل الناس والانعام. حتى اذا اخذت الارض زخرفها وازينت وظن اهلها انهم قادرون عليها. الانسان بيظن في مرحلة انه قادر على كل شيء. وظن اهلها انهم قادرون عليها اتاها امرنا ليلا او نهارا فجعلناها حصيدا كان لم تغن بالامس. كذلك نفصل الايات لقوم يتفكرون والله يدعو الى دار السلام. الذي لا يفكر الا في هذه الدار الناقصة التي لا يستمر زخرفها زخرفها ولا تستمر زينتها الا قليلا الذي يرضى بهذه الدار المعيبة الناقصة اختار ان يعيش حياة ناقصة. حياة المكب على وجهه. الله يدعوكم الى دار السلام من كل افة دار الجنة هو السلام سبحانه وتعالى ويدعونا الى داره. يدعون الى دار السلام والله يدعو الى دار السلام قال بعدها قال بعدها ربنا سبحانه وتعالى للذين احسنوا الحسنى وزيادة رؤية وجه الملك سبحانه وتعالى. هذا الذي نظر مكبا الى الارض مكبا على وجهه لا يحظى بهذا الشرف لا ينظر الى وجهه الذي اختار زخرف الدنيا وزينتها لا يحظى بهذا الشرف للذين احسنوا الحسنى والزيادة. لذة النظر الى وجهه الكريم فتخيل بعد كل هذه المعاناة مكبا على وجهي وطريق واعر ويختار ان يستمر افمن يمشي مكبا على وجهه اهدأ من يمشي سويا. منتصب القامة ينظر الى الامام. مبصر للطريق يرفع رأسه اذا اراد شيئا يرفع رأسه الى الله. وطريقه طريق مستقيم. لا انحراف فيه ولا وعورة ولا خطورة ايهما تريد ان تسلك؟ المشهد الاول المشهد الذي اعتقد ان الامن والرزق بيد غيره سبحانه وتعالى. والمشهد الثاني مشهد من اعتقد ان الامن والرزق بيده وحده سبحانه وتعالى. لذلك المؤمن ويختم بذلك المؤمن اذا كان هذا وصف للكافر. اما المؤمن اذا اذنب ذنبا او اذا شعر ببعد عن الله يشعر بخوف ووجل يشعر بشعور ذلك الرجل الذي يسير في طريق واعر في طريق مفزع لا يستطيع ان يتقدم خطوة فيلجأ مباشرة بالتوبة الى الله. والتوبة في هذه اللحظة هي بر الامان هي العودة الى الطمأنينة هي العودة الى المعية هي العودة الى الصحبة ولهم منا يصحبون. التوبة في هذه اللحظات هي دع الى الامن هي التخلص من الهلع. العودة الى الله سبحانه وتعالى. فالتوبة في هذه اللحظات هي الرجوع الى سويا على صراط مستقيم. الرجوع الى الامان يبحث المؤمن عن هذه المعية. واذا شعر بفقد لها فزع ويهلع ويلجأ الى الله ويفزع الى الصلاة ويطلب منه الا يطرده ابدا. ولا تكلني الى نفسي طرفة عين يوقن المؤمن انه لو ترك في الطريق لهلك انه لو تركه الله عز وجل طرفة عين لهلك فاذا شعر بمجرد البعد فزع الى الله وقال يا رب لا تتركني ردني اليك يا رب لا استطيع ان اعيش بعيدا عنك. هذا طريق وعر. اخره الهلاك والخسارة والندم فيلجأ الى الله سبحانه وتعالى. المؤمن لا ينتظر ان يصل الى هذه المرحلة مرحلة الذي يمشي ويصر على المشي يمشي مكبا بل يتوقف المؤمن بمجرد انحراف يتوقف ويقول يا رب اريد ان اعود. فالتوبة هي العودة التوبة هي العودة عايز يرجع للطريق الاساسي. يريد ان يعود الى فطرته. لا يستطيع ان يكمل في هذا الطريق الواعر المرعب المفزع يعود الى الله عز وجل. احبتي في الله اسأل الله عز وجل ان يجعلني واياكم من الذين يسيرون سويا على صراط مستقيم. اللهم استعملنا ولا استبدلنا. اللهم استعملنا ولا تستبدلنا. اللهم انا نعوذ بك من الفتن ما ظهر منها وما بطن. اللهم انا نسألك لذة النظر الى وجهك الكريم والشوق الى لقائك في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة. اللهم ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار. اقول قولي هذا استغفر الله لي ولكم. سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا انت استغفرك واتوب اليك واقم الصلاة