الا بالتي هي احسن. حتى يبلغ اشده شد بعضهم يقول هو مفرد بمعنى القوة وبعضهم يقول جمع لا واحدة له من لفظه والمقصود به ما يكون بمجموع امرين هنا في هذا الموضع الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ثم بعد ذلك لما نهى عن قتل الاولاد الذي يكون بسبب خشية الفقر الذي يوقع في الفاحشة نهى عن قتل النفوس. ولا تقتلوا النفس التي حرم الله الا بالحق ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف في القتل انه كان منصورا لا تقتلوا النفس التي حرم الله الا بالحق يقول الضحاك هذا اول ما نزل من القرآن في شأن القتل هذه السورة مكية لا تقتل النفس النفس يقال انه قيل لها ذلك نفس لما جعل الله فيها من النفاسة لا تقتلوا النفس التي حرم الله الا بالحق التي حرم قتلها. الا بالحق بالحق الباء للمصاحبة قتلا مصاحبا للحق في حديث ابن مسعود المتفق عليه لا يحل دم امرئ مسلم يشهد ان لا اله الا الله واني رسول الله الا باحدى ثلاث وذكر النفس بالنفس طيب الزاني والتارك لدينه المفارق للجماعة. ويدخل فيه ايضا كل ما امر الشارع بقتله كما جاء بالساحر وكذلك ايضا من عمل عمل قوم لوط اعزكم الله وقد صح فيه الحديث انه يقتل وما الى ذلك ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف في القتل انه كان منصورا هذا الذي يقتل وهو مظلوم يقول فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف في القتل. القصاص جاء في نصوص اخرى ما يخرج القتل خطأ وما كان لمؤمن ان يقتل مؤمنا الا خطأ. ومن قتل مؤمنا خطأ فتحرير رقبة مؤمنة ودية مسلمة الى اهله الا يصدقوا ومن قتل مظلوما لم يحدد الالة التي قتل فيها فدل على ان ما يقتل عادة يدخل في ذلك. يعني سواء كان بمحدد او بمثقل. من قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا لوليه ولي الدم. سلطانا يعني ان شاء استقاد وان شاء الدية وان شاء عفا عنه. كما يقول كبير مفسرين ابو جعفر ابن جرير رحمه الله وبعضهم يقول ان السلطان المراد به هنا القتل قالوا القرينة التي تدل عليه انه قال فلا يسرف في القتل لانه اختاره بعد ان ذكر السلطان مما يدل على ان السلطان ان هنا هو ذلك القتل المنهي عن الاسراف فيه قال ويدل عليه ايضا كتب عليكم القصاص في القتلى الى قوله ولكم في القصاص حياة واصل السلطان جعلنا لوليه سلطانا. السلطان هو الحجة. فلما ثبت هذا الولي ثبت القتيل بحجة ظاهرة سماه سلطانا. فصار له سلطة على القاتل كما يقول ابن كثير رحمه الله. حيث صار بالخيار فيه ان شاء قتله قودا وان شاء عفا عنه على الدية وان شاء عفا مجانا اجعلنا لوليه سلطانا تسلطا عليه. على هذا القاتل فلا يسرف في القتل قرأ الجمهور يسرف يعني الولي في قراءة اخرى لابن عامر وحمزة فلا تسرف يعني فسر بالقاتل. لا تسرف ايها القاتل فانك ستقف في يوم حيث يقتص منك. ستقوم في مقام القصاص وذهب بعض اهل العلم كابن جرير رحمه الله الى ان المخاطب بذلك هو النبي صلى الله عليه وسلم وللامة من بعده فلا تسرف في القتل يعني يا من تقتص وكيف يكون الاسراف في القتل كن الاسراف في القتل بقتل غير القاتل كما كانت العرب يفعلون ذلك في الجاهلية. يعني يعتقدون ان هذا المقتول لا يكافئه القاتل وانما يكافئه شيخ العشيرة او القبيلة او رئيس القوم او لا يكافئه الا الفارس الفلاني من القبيلة. او الشريف الفلاني من القبيلة ولا ذنب له. فيقتلونه به. او انه لا يكافئه الا عشرة او مئة او الف من هذه القبيلة فيقتلون هؤلاء ظلما وعدوانا فهذا كله محرم. ومن صور الاسراف في القتل التمثيل بالقاتل. يتشفى فيفعل ذلك به. هكذا كانوا يفعلون في جاهليتهم. يقول الشميزر الحارثي فلسنا كما كنتم تصيبون سلة فنقبل ضيما او نحكم قاضيا ولكن حكم السيف فينا مسلط فنرضى اذا ما اصبح السيف راضيا. احنا لا نقبل تحاكم وانما حتى يرضى السيف هذه شريعة الغاب شريعة الجاهلية. والمهلهل يقول في الاخذ ثأر اخيه كليب كل قتيل في كليب غرة حتى يعم القتل ال مرة وكانت كبشة بنت معدي كرب اذا مسلمة تقول في اخيها عبد الله لما قتل تقول فمقتل جبرا بابريئ لم يكن له جبر هذا هو القاتل. اسمه جبر. تقول بامرئ لم يكن له بواء ولكن لا تكايل بالدم. تقول ما هو بكفؤ له ولا نظير له. لكن لم يكن له بواء ولكن لا تكايل بالدم يعني رضخت بحكم الشرع ولا تقول القاتل ما هو بكفؤ له والمقصود ان الله تبارك وتعالى قال فلا يسرف في القتل. القراءة الاخرى فلا تسرف في القتل لا تسرف ايها القاتل او لا تسرف ايها المقتص في القتل وهذا المعنى الثاني انه موجه للامة كما يقول ابن جرير رحمه الله يدل عليه قراءة لابي غير متواترة فلا تسرفوا في القتل ان ولي القتيل كان منصورا ولي القتيل انه كان منصورا الضمير يرجع الى ولي الدم ينصر على القاتل. وهذا اختاره ابن جرير رحمه الله وبعضهم يقول هذا يرجع الى المقتول من قتل مظلوما؟ يعني انه سينصر في النهاية على قاتله وبعضهم يقول يرجع الى دم المقتول وعلى كل حال الذي يقتاد في النهاية هو الولي هو الذي سينصر عليه ولهذا قال ابن كثير رحمه الله ان الولي منصور على القاتل شرعا وغالبا وقدرا ثم بعد ذلك نهى عن العدوان على مال اليتيم هؤلاء الضعفاء في المجتمع الذين يحتاجون الى اليد الحانية والى الحفظ لحقوقهم واموالهم والاحسان اليهم حيث انهم في حال من الضعف لا يستطيعون معها الدفاع عن انفسهم ولا حماية اموالهم فجاء التحذير الاكيد والوعيد الشديد في حق من اجترأ على اموالهم واعتدى عليها ولا تقربوا مال اليتيم الا بالتي هي احسن حتى يبلغ اشده واوفى طوب العهد ان العهد كان مسئولا لما نهى عن اتلاف النفوس اتبعه بالنهي عن اتلاف الاموال وكان احق هذه الاموال بالحفظ والنهي عن الاتلاف مال اليتيم لشدة طمع ومع ظعفاء النفوس فيه لانه ضعيف فقد يبادرون الى اخذه وانتهاكه قبل ان يكبر وهنا يقول الله عز وجل ولا تقربوا مال اليتيم وقضى الا تقرضوا مال اليتيم باكل هنا لم يذكر الاكل ذكر الاكل في مواضع ان الذين يأكلون اموال اليتامى ظلما انما يأكلون في بطونهم نارا. ذكر الاكل لانه غالب وجوه الانتفاع والا لو انه ضيع مال اليتيم باي طريق فلا فرق فهنا قضى الا تقربوا مال اليتيم باكل اسرافا وبدارا ان يكبروا ولكن اقربوه بالفعلة التي هي احسن والخلة التي هي اجمل. الا بالتي هي احسن. يعني بالخصلة التي هي احسن وذلك ان تتصرفوا فيه بالتثمير والاصلاح والحيطة له فيدخل في ذلك يعني ان يقربه بالتي هي احسن الاتجار باموال اليتامى لكن بالطرق والتجارات المأمونة يعني قليلة المخاطر ولو كانت الارباح قليلة ويدخل ايضا في ذلك التصرف لهم بالمصلحة من النفقة عليهم. ويدخل في ذلك ما اذا كان ولي اليتيم محتاجا فقيرا فله ان يأكل بالمعروف الا بالتي هي احسن. لكن ولا تأكلوها اسرافا وبدارا ان يكبروا ومن كان غنيا فليستعفف ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف قال يسألونك عن اليتامى قل اصلاح لهم خير. وان تخالطوهم يعني في المأكل والمشرب فاخوانكم. والله يعلم المفسد من المصلح احتاط المال اليتيم ومن يريد اتلافه ولهذا المسألة ليست سهلة. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في صحيح مسلم لابي ذر رضي الله تعالى عنه. يا ابا ذر اني اراك ضعيفا واني احب لك ما احب لنفسي لتأمرن على اثنين ولا تولين ما لا يتيم قد كان العرب في الجاهلية يستحلون اموال اليتامى لظعفهم عن التفطن لمن يأكل اموالهم ولقلة النصير الذي يقف معهم وينصرهم على من ظلمهم حتى يبلغ اشده البلوغ فلا يتمى بعد البلوغ والامر الثاني هنا حسن التصرف في المال فانه لا يعطى له المال حتى يبلغ ويتصف بالوصف الاخر وهو حسن التدبير والتصرف في المال. ولهذا قال الله عز وجل وابتلوا اليتامى اعتبروهم اعطه شيئا من ما له قليلا وانظر كيف يتصرف مرة بعد مرة تلو اليتامى حتى اذا بلغوا النكاح هذا الوصف الاول بلوغ الاشد اذا بلغوا النكاح الانسان يبلغ اذا ظهرت عليه علامة من علامات البلوغ كالاحتلام ونحو ذلك او اكتمل له خمس عشرة سنة كملها. ولو لم يظهر عليه شيء من علامات البلوغ حتى يبلغ اشده داروا اليتامى حتى اذا بلغوا النكاح بقي الامر الاخر فان انستم منهم رشدا يعني انستم منهم رشدا حسن التصرف في المال فهنا حتى يبلغ اشده يحسن التصرف في المال. فهذا المقصود ببلوغ الاشد في هذا الموضع. وان اختلف العلماء في بلوغ الاشد من حيث هو. ثم قال واوفوا بالعهد ان العهد كان مسئولا فيدخل في العهد العهد مع الله اولا واوفوا بعهد الله اذا عاهدتم وبعهد الله اوفوا من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه الذين يوفون بعهد الله ولا ينقضون الميثاق يدخل في هذا وهو من عهد الله النذر لله علي ان افعل كذا. كثير من الناس النذر لا يطلب وهو مكروه. لكن اذا نذر ينبغي عليه ان يفي يجب عليه ان يفي. يوفون بالنذر على قراءة سيئه يعني كل ما ذكر وهنا كل ذلك كان سيئة اذا هذا يرجع الى المنهيات يكون انقطع الكلام عند قوله واحسن تأويلا ثم قال ولا تقفوا ما ليس لك به علم ولا تمشي ويخافون يوما كان شره مستطيرا وهنا اذا نذر الانسان عليه ان يوفي كثير من الناس ينذر ثم بعد ذلك يسأل عن المخرج ويدخل فيه التوبة فهي عهد مع الله يدخل فيه الايمان فهو عهد مع الله يدخل فيه سائر العهود ومنهم من عاهد الله لان اتانا من فضله هذا الانسان اللي يقول ان رزقني الله مال لله علي عهد اني اعطي واتصدق وافعل العهد مع الله عز وجل بعض الناس يقول عهد علي ان افعل كذا وكذا فيدخل في العهد ان العهد كان مسؤولا العهد مع الناس عهود مواثيق اتفاقيات عقود. يا ايها الذين امنوا اوفوا بالعقود. ومن اعظم هذه العقود والعهود العهود التي تعطى لرسول الله صلى الله عليه وسلم كالبيعة الايمان النصر العهد الذي يعطى للزوجة بهذا الميثاق الغليظ الذي هو عقد النكاح واخذنا منكم ميثاقا غليظا كيف يظلمها؟ كيف يصادر حقوقها؟ كيف يأخذ اموالها؟ كيف يأخذ رواتبها؟ كيف يضغط عليها؟ كيف يبتزها اخذت عليه هذا الميثاق الغليظ كيف يهددها كيف ضغوط صبحها ويمسيها؟ انا ما اقدر استمر انا ما اقدر اعيش بهذه الطريقة انا ما اقدر. كل هذا من اجل ان تعطيه المال او ان تنفق هي عليه وعلى بيته. ما يمكن هذا ولا يحل له ولا يحل مال مسلم الا بطيب نفس منه هذا يأكل سحت يأكل حرام يأكل اموال الناس ظلما الرجل هو الذي يجب عليه ان ينفق ولو كانت امرأته تملك المليارات قوامة ما تقوم الا على هذا الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما انفقوا من اموالهم قمامة تقوم على قدمين على ساقين على رجلين تفضيل الوهبي والكسب والامر الثاني الانفاق ينفق هو السيد كانت المرأة هي التي تنفق ما الذي يبقى من قوامة الرجل كيف يرضى الرجل بهذا لنفسه فهذا عهد ميثاق الشروط التي اخذت عليه في العقد يجب عليه ان يوفي بها ما يهز رأسه كما يفعل بعضهم ثم بعدين اذا عقد عليها لوى يدها من ورائها وبدأ يمارس الضغوط انا ما استطيع اصبر انا ما استطيع استمر بهذه الطريقة اختاري لنفسك كيف وافقت؟ ووضعت لها الشمس بيد والقمر بيد اينما كنت خاطبا ويقول لك الشرط كذا والشرط كذا تقول نعم موافق ثم بعدين تأتي تلوي ذراعها هذا لا يحل فهنا اوفوا بالعهد. ان العهد كان مسؤولا. وذكر المسؤولية هنا يدل على المحاسبة ويقال انت مسؤول ان تتعرض لمسائلة معناها حاسب انتبه لن تذهب الامور سبهللة لان هكذا ثم قال واوفوا الكيل اذا كلتم وزنوا بالقسطاس المستقيم. ذلك خير واحسن تأويلا. لاحظ ذكر الكيل والوزن اللي تقوم عليها معايج الناس المكاييل والموازين الاقتصاد الاقوات الارزاق معايش الناس تقوم على هذا فاذا دخلها الخلل وفسدت فيها الذمم عند ذلك لا يثق احد باحد في مبايعة ولا معاملة ويبقى التهديد للناس في اقواتهم يلمس الحاجات الاساسية الخبز الذي يأكلونه فغالب انواع التعاملات والمعاطات انما هو الكيل والميزان اوفوا الكيل اذا كلتم وزنوا بالقسطاس. القسطاس هو الميزان. ويقال للعدل وهما متلازمان. فالميزان الة العدل زنوا بالقسطاس المستقيم فهنا لا يحق لاحد ان يتلاعب بهذه الموازين. ويل للمطففين الذين اذا اكتالوا على الناس يستوفون. واذا كالوهم او وزنوهم يخسرون. الا يظن اولئك انهم مبعوثون ليوم عظيم يوم يقوم الناس لرب العالمين كيف هذا ثم ان هذا التطفيف يدل على دناءة في النفس وذهاب للمروءة كما انه يدل على ترحل الخوف من الله وقلة مراقبته وما يعلم ان الله يعلم هذا التطفيف حينما يستغفل الاخرين بان ينقص في الموازين والمكاييل او يضع ما يثقلها دون ان يشعر الناس به من رصاص وغيره في اسافلها او غير ذلك فيبدو للناس ان الميزان على حال من الاستقامة الله يعلم هذا الانسان اللي يبيع للناس هذه الاطعمة او نحو ذلك ثم اذا ذهبوا الى بيوتهم وجدوا ان هذه العبوات منفوشة باوراق وغير ذلك وان ما تحويه هو شيء يسير قليل هذا التطفيف في صور واشياء كثيرة جدا انظروا الان الى ابسط الاشياء. هذه المناديل التي ترونها. هي بالوزن وبالعد. يقول احد العاملين باحدى الشركات قمنا بجر واختبار لجميع انواع هذه المناديل العلب يقول فوجدناها لا تبلغ المئة لان مكتوب عليها مئة الا شركة واحدة الباقي ليست كذلك يعني الغش حتى في هذا هم يعرفون من سيعد الغش حتى في هذا ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت ايدي الناس. كثير من الناس لا يمكن ان يترك وسيلة يغش الناس فيها الا فعلها يقول واوفوا الكيل اذا كلتم وزينوا بالقسطاس المستقيم. هذا الانسان الذي يظن انه يكسب ويربح حينما يستطيع ان يخدع هذا وذاك في حبات يطففها الناس في النهاية لن يثقوا به. هذا نظره قصير يعني هو ينظر انه الان كيف يأخذ من هذا ويقتطع حق هذا لكن هل سيرجعون اليه الناس حينما يكتشفون ان هذا الانسان يتعامل معهم بلون من الاستغفال لا يرجعون اليه ثانية لكن الناس يبحثون عن من يتعامل معهم بالصدق. واليوم الانسان يذهب الى السوق في اي مجال من المجالات يتحير. يتحير تمور تذهب وتجد الختم الاسبوع الماظي ولكن الواقع ان الثمرة قد تكون من العام الماضي ولكنها كبست في المصنع الاسبوع الماضي وتباع بنصف السعر فيأخذها هذا البائع المتجول ويبيعها على انها ثمرة هذه السنة بسعر ثمر هذه السنة وتشتري وانت مغتبط عليها ختم الاسبوع الماضي من المصنع. تاريخ والواقع ان الثمرة من العام الماظي الدواء قد يأخذه بطرق من هنا وهناك بتخزين لا تنطبق عليه المواصفات باسعار زهيدة ويبيعه للاخرين بنفس السعر ويحصل ارباح كثيرة والناس يأخذون ما يتضررون به وهم يرجون الشفاء من ورائه ظهر الفساد في البر والبحر اما تأتي تنظر الى انواع الصناعات الالات الادوات تجد ان التلاعب والغش قد دخلها بصور لا تخطر على بال كانها من املاء الشياطين كيف علمتهم الشياطين هذه الانواع الخفية من الغش حيث لا يصل اليها انسان اشياء ما تخطر على البال من يتوقع التمر يعرظ على ليزر فيبدو في لون في حال من الصفرة والشقرة يتلألأ لدى الناظرين واذا ذهبت به الى بيتك وبقي اسبوع عاد الى السواد من يتوقع هذا فاوفوا الكيل اذا كلتم وزنوا بالقسطاس المستقيم علمهم الله عز وجل كيف يتعاملون يقول ذلك خير في الدنيا وفي الاخرة هذا الذي يثق به الناس يبقى الناس يثقون في معايشهم في معاملاتهم في بضاعاتهم في اموالهم في غذائهم يأكلونا ما يضرهم خير واحسن تأويلا احسن عاقبة المآل القريب والبعيد السوق هذي البضاعة قيمتها كذا هذا حق امس وهذا حق اليوم قيمته كذا وهذا قبل ثلاثة ايام قيمته كذا هذي الصناعة الفلانية بلا مواربة قيمتها كذا وهذي الصناعة الفلانية قيمتها كذا خذ ما شئت وانت مرتاح اما خداع وغش وتزويق فيدخل الانسان وهو في غاية الحيرة لا يعرف كيف يكتشف انواع الغش والتدليس اذا اراد ان يشتري اثاث او اراد ان يشتري مواد بناء او اراد ان يشتري او اراد ان يتعامل مع عمال او مقاولين او غير ذلك تبقى حياة الناس على استقامة. زنوا بالقسطاس قرأه ابن كثير وابو عمر ونافع وابن عامر وعاصم. في رواية ابي بكر القسطاس. قرأه حمزة والكسائي حفص عن عاصم القسطاس وهما لغتان والمعنى واحد. ذلك خير واحسن تأويلا لماذا؟ لان التطفيف يكسب صاحبه الكراهية والذم عند الناس وغضب الله عز وجل السحت في المال مع احتقار نفسه في نفسه سقوط مروءته اختلال الامانة انتزاع الثقة بين الناس في معايشهم لكن الايفاء يكسبه ميل الناس اليه رضا الناس عنه رضا الله رضاه عن نفسه البركة في المال ليست القضية بكثرة مكاسب بعض الناس لربما لا يتجاوز راتبه بضعة الاف قليلة وبنى بيت وزوج اولاده وفي حال مرضية وليس عليه ديون واخر يعمل هو وزوجته تعمل. ومن هنا ومن هنا وما يحصل شيء الا انتعشه ومع ذلك هو في ديون ولا يأتي نصف الشهر وعنده شيء لماذا المسألة ليست كثرة او قلة انما هي البركة بعد هذه التوجيهات علمنا منهجا في التعاطي مع الاخبار وفي ما يتصل بالاعمال والاعتقادات وما نستقبل وما يستقر في نفوسنا ولا تقف ما ليس لك به علم ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسئولا لا تقف يعني لا تتبع. فالقفو من الاتباع يمشي في قفاه يعني خلفه ما ليس لك به علم ما تفيد العموم كل شيء ليس لك به علم الغيبة تقال بالقفا فهي داخلة فيه النميمة. ولهذا فسر بهذا وهو تفسير بالمثال ويدخل فيه ايضا اتباع العقائد الفاسدة والمذاهب المضلة يدخل في تصديق الشائعات والاخبار الكاذبة واليوم صار لهذه الاخبار سوق رائجة عبر هذه الوسائل والوسائط تأتيه رسائل لا يعرف مصدره هذه الرسائل ثم بعد ذلك يبادر الى النشر اعادة ارسال فهذا لا يحل ولا يجوز ليس لاحد ان يعتقد الا بعلم ولا يفعل شيئا الا بعلم ولا يقبل ولا يصدق خبرا الا بعلم ولا يروج شيئا الا بعلم ولا تقف ما ليس لك به علم. ويدخل في هذا قذف اعراض الناس طعن في الانساب اتباعا للظنون كذب شهادة الزور وهكذا ايضا سائر المزاولات كل ما اسندته ايضا الى سمعك او بصرك او عقلك فهو داخل فيه. ولهذا قال ان السمع هذا تعليل ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسئولا. ان السمع بدأ بالسمع لماذا؟ لان نفعه اعم واشمل الانسان قد يفقد حاسة البصر ولكنه ينعكس ذلك على قلبه زكاء وذكاء ليكون من اعلم الناس وهو فاقد البصر وانما الشأن بفقد البصيرة بصر القلب يأخذ الله من عيني نورهما ففي فؤادي وقلبي منهما نور عقلي ذكي وقلبي غير ذي دغل وفي فمي صارم كالسيف مشهور فالشأن ليس هو بذهاب البصر وانما عمى القلوب ان السمع ثم بعدين السمع انفع من البصر. السمع يسمع الانسان الاشياء التي لا ترى. يسمع اصوات الرياح يسمع الاشياء البعيدة التي لا تراها الابصار يسمع من جميع الجهات البصر لا يرى الا المتشخصات امامه السمع يسمع بالليل وبالنهار البصر لا يرى ولا يبصر الا في النهار. او اذا وجد ما يضيء له. فذكر السمع وذكر البصر. ثم ذكر الفؤاد وهو القلب قيل له ذلك لتفقده لكثرة تفقده لكثرة توقده بالخواطر والافكار تعتلج فيه لا يتوقف تجد إنسان على فراشه قد اغمض عينيه والافكار والخواطر تعتلج. يعيد شريط اليوم ما لقي وما شاهد وما قال وما قيل له فالسمع والبصر ميزابان يصبان في القلب مصدر التلقي مما يسمع وما يبصر. فهذه المسموعات والمبصرات تنطبع في القلب وتؤثر فيه سلبا او ايجابا الانسان حينما يطلق بصره ينظر الى الحرام لابد ان يجد اثر ذلك الانسان حينما يسمع اللغو والكلام القبيح او الشبهات لابد ان يعلق ذلك في قلبه كم رأينا من اناس يعانون من شبهات مزعجة مقلقة قد شككتهم في الثوابت والسبب انه ارخى سمعه لاهل الاهواء والضلالات بحجة الاستطلاع بحجة المجادلة لهؤلاء بحجة الترفيه وقظاء الوقت فيسمع من اصحاب البلايا والرزايا والشبه فيتزلزل ايمانه ان السمع والبصر والفؤاد لا تطلق بصاك ولا ترخي سمعك الى ما فيه النفع الذي يثمر يقينا وثباتا وعلما صحيحا واعتقادا سليما اما ان يكون القلب اعزكم الله مزبلة يلقى فيه عبر السمع والبصر كل مرذول من القول او من المشاهد والصور التي تفتك بايمانه ودينه وخلقه فهذا امر لا يمكن ان يرضى به عاقل لنفسه كل اولئك يعني السمع والبصر والفؤاد كان عنه. الضمير هنا يحتمل كان عنه يعني انها تسأل عن صاحبها لن تزول قدم عبد يوم القيامة حتى يسأل عن اربع انسان يحاسب على هذه النعم. هو يسأل عنها. كان عنه هو يسأل عن هذه الاشياء وهي ايضا تسأل عنه قولان صحيح ان لكل واحد منهما ما يشهد له. الله عز وجل يقول يوم تشهد عليهم السنتهم وايديهم وارجلهم بما كانوا يعملون. وقال اليوم نختم على افواههم وتكلمنا ايديهم وتشهد ارجلهم بما كانوا يكسبون وقال حتى اذا ما جاءوها شهد عليهم سمعهم وابصارهم وجلودهم بما كانوا يعملون فهنا السمع والبصر والفؤاد كل ذلك يشهد على صاحبه. كان عنه مسؤولا. هي تسأل عنه ماذا عمل بك بماذا استغلك سمع الحرام نظر الى الحرام اعتقد العقائد الباطلة الفاسدة هذا كله سيسأل عنه السمع والبصر والفؤاد يسأل عن صاحبه وكذلك هو يسأل عنها بماذا استغلها ويحاسب عليها ثم بعد ذلك قال الله تبارك وتعالى مؤدبا ومعلما لاهل الايمان كيف يمشون؟ حتى المشية علمهم كيف تكون. بل ذكر هذا في اول صفات عباد الرحمن وعباد الرحمن الذين يمشون على الارض هونا. فهذا الدين يعلم اصحابه الكمالات ثم قال كل ذلك كان سيئة عند ربك مكروها. ويحتمل ان يكون من قوله وقضى ربك باعتبار ان الامر بالشيء يستلزم النهي عن ضده وابن كثير رحمه الله ذهب الى ان ذلك يرجع الى انه من قوله ولا تقتلوا اولادكم خشية املاق بجميع انواعها من المشية الى اعلى الامور ما يتصل بالتوحيد والايمان والاعتقاد الصحيح ولا تمش في الارض مرحا انك لن تخرق الارض ولن تبلغ الجبال طولا لا تمشي في الارض مختالا مستكبرا فانك لن تقطع الارض باغتيالك ولن تبلغ الجبال طولا بفخرك وكبرك فهذا نهي عن الكبر والفخر والخيلاء وامر بالتواضع يقول النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيح بينما رجل يمشي في من كان قبلكم وعليه بردان يتبختر فيهما اذ خسف به الارض فهو الجلوا فيها الى يوم القيامة ولا تمشي في الارض مرحا. ذكر الارض هنا مع ان المشي لا يكون الا على الارض. او على ما هو معتمد عليها. ذكر ذلك تقريرا وتأكيد اذن مرحا مرح يقال لشدة الفرح يقال لهيئة المشية اذا كانت بكبر وخيلاء المرح يقال لتجاوز الانسان لقدره يقال للبطر والاشر ولا تمشي فوق الارض الا تواضعا. فكم تحتها قوم هم منك ارفع. وان كنت في عز وحرز ومنعة فكم مات من قوم هم من امنعه يقول له لا تمشي في الارض مرحا مختالا متبخترا اعرف قدرك انك لن تخرق الارض حينما تضرب على الارض بقدمك لن تنقب الارظ انت اضعف من هذا هذا معنى وهو صحيح المعنى الثاني لن تخرق الارض لن تقطع الارض بمشيتك بهذه الخطوات الضعيفة واذا اردت ان تعرف هذا انظر الى صورة من اعلى وانت في الطائرة. انظر الى المساكن والمدن والسيارات وهي تمشي بل انظر الى صورة الحرم من اعلى والناس فيه تجد الناس يدبون امثال الذر تنظر الى ضعفهم والى تضائل قاماتهم هذا الدبيب اضعف من ان يخرق به الانسان الارض او ان يرفع رأسه ليطاول الجبال حينما يتعاظم ويشمخ بانفه الانسان يعرف قدره. انظروا الى هذه الصورة دائما فهي تنبئ عن حقيقة الانسان صورة من اعلى تنظر الى الطائفين تنظر الى ماشيين في ساحات الحرم وهم في حال من الصغر احيانا تشك هذا انسان او ان هذا من الادراج التي للمصاحف او غير ذلك هذا رجل او امرأة تنظر الى الطائفين لا ترى الا نقطا صور الاقمار الصناعية صور الان متاحة هذي في قوقل ترى الكرة الارضية على حقيقتها كأنها ذرة بهذا الفضاء ثم تقربها فترى ابعاد القارات تقيسها برأس الاصبع لتقاربها هذي اللي يحتاج الانسان ان يسافر اشهرا حتى يصل ترى اذا قربت ترى طرفي البلاد من الخليج الى البحر الاحمر ما يبلغ سانتي متر هذه المسافة كم يدب الانسان فيها على الجمال وكم يمشي في السيارة سفر طويل انسان ضعيف ينبغي الا يتعاظم ولا يتكبر ولا يتبختر ولكن يعرف قدره الحقيقي لا يتجاوز طوره لا يتعدى طوره لا تمش في الارض مرحا انك لن تخرق الارض ولن تبلغ الجبال طولا ان تنقب الارض كما يقول القرطبي والشنقيطي او لن تقطع الارض بمشيتك هذه كما يقول ابن جرير والازهري والنحاس فخرق يقال للمزق جوب الشيء خرقت الارض اي جبتها واخترقت الارض اخترقت الارض الريح يعني جابتها المخترق هو الموضع الذي تجوبه الرياح وتخترقه كما يقول رؤبة وقاتل الاعماق خاوي المخترق يعني يقول انا قطعت مسافات وبيداء وصحراء شاسعة خاوية بعيدة المدى تقطعها الرياح تخترقها الرياح انك لن تخرق الارض لن تقطعها حينما تدب بهذه الخطوات الضئيلة الضعيفة بهذه القوائم الصغيرة التي هي كقوائم الذر شوف السيارات احيانا وانت في الطائرة على الخطوط السريعة مثل الذر تتقابل. ذر وسبحان الله وتنظر الى ما بعدهم في الطريق طلعة ونازلة تقول هذا ما وصل اليها ما يدري انه بعده طلعة وبعده منعطف وبعده فذرة لا زالت تمشي هنا في هذا المكان ذرة قد تكون هذه السيارة بالنسبة اليه هي هي ما بعدها اذا ركبها شعر بانه قد ركب الثريا ما علم انها ذرة تمشي في هذه الارض انك لن تخرق الارض ولن تبلغ الجبال طولا. يعني لن تطاول الجبال. كل ذلك كان سيئه عند ربك مكروها ذلك عائد الى جملة ما تقدم ذكره مما امر الله به ونهى عنه سيئه كان سيئه في قراءة عاصم وابن عامر وحمزة والكسائي كان سيئه كما نقرأ. مكروها يعني كان سيئه مكروه هذا خبر وفي قراءة ابن كثير ونافع وابي عمرو كل ذلك كان سيئة عند ربك مكروها يعني كل ما نهى الله ورسوله عنه سيئة وعلى هذا يكون ذلك يرجع الى المنهيات فقط وما بعده من المنهيات باعتبار ان هذا اول نهي ولكن قبله ولا تجعل يدك مغلولة الى عنقك وكل ذلك كان سيئه عند ربك مكروها يعني على هالقراءة الثانية كان سيئة يعني وكان مكروها نعم وكان مكروها بهذا الاعتبار تكون السيئة يعني الذنب كل ذلك كان سيئة يعني ذنبا ومعصية وقيل غير ذلك اخذ من هذا بعض اهل العلم كالقرطبي رحمه الله تحريم الرقص من قوله ولا تمشي في الارض مرحا باعتبار ان هذا الذي يرقص انه يتبختر في مشيته ويختال وقد لا يكون ذلك مما يؤخذ من هذا الموضع والله اعلم على كل حال هذه الوصايا ختمت بهذا قال ذلك مما اوحى اليك ربك من الحكمة ولا تجعل مع الله الها اخر فتلقى في جهنم ملوما مدحورا اشتملت هذه الوصايا التي اوحاها الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم على اكثر من عشرين وصية. احسبوا معي وقضى ربك الا تعبدوا الا امر بالعبادة والنهي عن الشرك. اثنان ثالث بالوالدين احسانا الرابع والخامس والسادس والسابع والثامن ولا تقل لهما اف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا. التاسع والعاشر والحادي عشر واتي ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل الثاني عشر ولا تبذر تبذيرا ثالث عشر ومما تعرضن عنه ابتغاء رحمة من ربك ترجوها فقل لهم قولا ميسورا الرابع عشر ولا تجعل يدك مغلولة الى عنقك ولا تبسطها كل البسط يعني اعتدل في نفقتك الخامس عشر ولا تقتلوا اولادكم خشية املاق السادس عشر ولا تقتلوا النفس التي حرم الله الا بالحق السابع عشر ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطان فلا يسرف في القتل كذلك الثامن عشر واوفوا بالعهد والتاسع عشر واوفوا الكيل والعشرون وزنوا بالقسطاس المستقيم والحادي والعشرون ولا تقفوا ما ليس لك به علم والثاني والعشرون ولا تمشي في الارض مرحا افتتح هذه الوصايا بالامر بالتوحيد قضى ربك الا تعبدوا الا اياه وختمها ايضا بالنهي عن الشرك. ولا تجعل مع الله الها اخر فتلقى في جهنم ملوما مدحورا وهكذا هذه التوجيهات اخبر الله تعالى انها من الحكمة والحكمة معرفة الحقائق على ما هي عليه دون غلط ولا اشتباه وتطلق على الكلام الدال عليها كما ان الحكمة الامر بمحاسن الاعمال ومكارم الاخلاق والنهي عن اضداد ذلك. فهذه المذكورات هنا هي من الحكمة التي اوحاها ربنا تبارك وتعالى لسيد الخلق عليه الصلاة والسلام لسيد المرسلين صلى الله عليه وسلم في اشرف كتاب ليأمر بها افضل الامم فهي من الحكمة التي من اوتيها فقد اوتي خيرا كثيرا الحكمة هي الاصابة في القول والعمل ايقاع الشيء في موقعه ووضعه في موضعه هذه الحكمة الحقيقية ليست اراء للبشر تخطئ وتصيب او تحليلات او توقعات او ما الى ذلك هذا الكلام الجزل الذي ينبغي ان يعض عليه بالنواجذ والهدايات الراشدة اسأل الله تبارك وتعالى ان يرزقنا واياكم الحكمة وان يجعلنا من الراشدين اللهم ارحم موتانا واشف مرضانا واجعل اخرتنا خيرا من دنيانا ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان. اللهم اجعل القرآن ربيع قلوبنا ونور صدورنا وذهاب احزاننا وجلاء همومنا. اللهم ذكرنا ومنه ما نسينا وعلمنا منه ما جهلنا وارزقنا تلاوته اناء الليل واطراف النهار على الوجه الذي يرضيك عنا والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه