اقف واياكم على تأملات في سورة العصر في قول الله تعالى والعصر ان الانسان لفي خسر الا الذين امنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر. قلنا العلم يمر بمراحل يبدأ ثم الحفظ ثم ثم الفهم ثم الاستشكال ثم الحفظ. ثم العمل ثم الصبر على ما يلاقي الانسان من الاقي في ثباته على ما علمه الله جل في علاه الله عز وجل يقسم بالعصر والعصر اما الدهر بكله وكلكله واما ذاك الوقت الذي يكون قبل المغرب. وهذا الوقت كما يقول بعض الائمة وقت معظم في الاديان كلها. ما جاء نبي ولا انزل الله كتاب الا وعظم وقت العصر وقال فيه النبي صلى الله عليه وسلم فيما اخرج الامام البخاري ثلاثة لا ينظر الله اليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب اليم. وذكر من بين الثلاثة فقال صلى الله عليه وسلم ورجل حلف بالله كاذبا بعد فالمعصية بعد العصر اعظم من المعصية في سائر الاوقات كما ان المعصية في مكة والمدينة اعظم عند الله عز وجل من سائر الاماكن وان كانت لا تتضاعف كما تتضاعف الحسنات وانما تعظم وفرق بين الامرين الله عز وجل يقسم فيقول والعصر على حقيقة مهمة جدا ينبغي للعاقل من المكلفين ان يتأملها شديدا وان ينتبه الى اسباب النجاة عند الله سبحانه. قال ان الانسان لفي خسر الانسان مفرد محلى بالالف واللام والمفرد المحلى بالالف واللام يفيد عند علماء الاصول العموم. والمعنى ان جميع الانسان جنس الانسان الوضيع الرفيع الذكر والانثى العالم الجاهل آآ العربي والعجمي الانسان جميع الانسان قال الله عز وجل ان الانسان قال ما قال في قل في خسر وهذه لا للتأكيد ان الانسان لفي خسر. فهذه الحقيقة مؤكد عليها والخسر ان يفوت العبد المبتغى الذي من اجله خلق له وهو ثمرة العبادة وهو الفوز برضا الله عز وجل في الدنيا الفوز بجنة الله في الاخرة فالانسان سيخسر رضا الله ويخسر جنة الله ان الانسان لفي خسر. قال الا الذين امنوا الانسان مفرد وجاء الاستثناء بالجمع وهذا يفيد ما قلته من ان الانسان عام وليس المربي شخص واحد وانما المربي الجميع. فلو لم يكن الانسان عاما لما جاز استثناء الجمع من فرد الا الذين امنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر. الملاحظ ان العلاقة بين هذه الاشياء الاربعة المذكورة بالواو امنوا وعملوا وتواصوا وتواصوا امنوا وعملوا ليس فقط العمل. قال الذين امنوا وعملوا الصالحات التواصل بالحق وتواصوا بالصبر شعار كثير من المسلمين من المصلين الذين امنوا وعملوا الصالحات او تواصوا. يعني لا يجمع الاربعة يعني يقصر في التواصي بالحق والتواصي بالصبر لن تنجو عند الله عز وجل ولن من الخسران قال الا الذين امنوا وعملوا الصالحات الامام العمل الصالح عند الله لا يفترقان في الدنيا يفترقان علمنا من الشرع ان هنالك انفكاك بين اجراء احكام الاسلام على بعض الاشخاص وهو في حقيقة امره ليس بمسلم كالنفاق. المنافقون في الدنيا كيف يعاملون وعملوا لي معاملة المسلمين وهم عند الله ليسوا كذلك فالاحكام في الدنيا لما يقال العمل شرق شرط صحة ولا شرط كمال هذا في الدنيا. نقول شرط آآ كمال في الدنيا لسنا لا نعرف مواطن الخلق ولا نعرف اعمال الناس. لكن عند الله عز وجل ما في ايمان بالعمل الصالح. عند الله عز وجل ما في ايمان دون عمل صالح اعني الذي ينجي صاحبه اعني بالايمان الذي ينجي صاحبه ابتداء. قال الا الذين امنوا وعملوا الصالحات العمل لابد ان يوصف بالصلاح والعمل الصالح لابد له من نية صالحة ولابد من اتباع النبي صلى الله عليه وسلم. فالعمل اذا وجد ولكن بنية فاسدة ليس صالحا العمل اذا وجد بنية صالحة لكن ليس على اتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم فهذا ايضا ليس عملا صالحا العمل الصالح لابد فيه من علم ولابد فيه من اخلاص. لابد فيه من العلم لابد فيه الاخلاص وهذا يلتقي مع ما ذكرناه في بدايات الدرس بداية اللقاءات هذه الدرس الماضي والذي قبله والذي قبله قال الا الذين امنوا وعملوا الصالحات قالوا تواصوا بالحق وتواصوا بالصبر تواصي تفاعل والتفاعل يكون بين الاثنين يعني ما في جهة توصي وجهة توصى. وانما تواصوا يسعد تواصلوا يعني هذا يوصي هذا مرة وهذا يوصي هذا مرة. فما عندنا جهة ما تقبل الخطأ فالعالم يحتاج لطلبته ان يدعو له وان يتواصل معه ونذكره والامير والكبير يحتاج الى رعيته لكي يدعو لكي يدعو له ويتواصل معه. وهكذا. ما يوجد انسان معصوم. الانبياء المعصومون فحسب اما كل الخلق حتى ينجو عند الله لابد من التواصي واذا تواصوا معنى التواصي التفاعل. التفاعل يكون ليس من طرف. وانما يكون من ايش من هذا يوصي هذا وهذا يوصي هذا ولذا اخواني لن ننجوا عند الله جل في علاه الا ان تواصينا بعد ايماننا والعمل الصالح الا ان تواصينا بالحق ولان الحق ثقيل قال الله تعالى على اثره وتواصوا بالصبر الانسان الكبير يحتاج والعالم قد يحتاج الجاهل وقد يحتاج للصغير ان يقول له اثبت كما قال ذاك الولد الرضيع لامه يا اماه فوت فانك لاق. فالانسان الكبير والعالم والعابد والمخلص يحتاج يحتاج الى من هو ادنى منه ويحتاج الى من هو اضعف منه ومن هو دونه درجات ان يقول له وهذا من باب التواصل واصبر انك على الحق. اصبر اصبر لا ننجو عند الله الا ان نتواصى بالحق ونتواصى بالصبر مع الامام الصالح تواصي بالحق والتواصي بالصبر في هذا الزمان تحت عنوان الحريات. وتحت عنوان عدم التدخل في الامور الشخصية والى اخره نغمات التي تسمع من هنا وهناك. هذه كلها الان اصبحت نسأل الله الرحمة. اصبحت معطلة في حياة الناس. لذا اخواني شعار كما ثبت عن اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم شعار المسلمين عند الافتراق كانوا اذا افترقوا ماذا قرأوا؟ والعصر ان الانسان ينفق وهذه سنة مهجورة من السنة كلما التقيت مع اخوانك فاردت ان تفارقهم تذكر نفسك وتذكرهم فتقرأ والعصر ان الانسان يخص الا الذين امنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر فانا شعاري في الدنيا انا طالب نجاة وانا شعاري في الدنيا اني اعمل على تحقيق النجاة واني اذكر واني اذكر اخواني باسباب النجاة عند الله عز وجل في هذه الحياة لذا قال الله عز وجل والعصر ان الانسان لفي خسر. فمتى الانسان كان هذا شعاره ولم ينجو عند الله الا ان كان هذا شعاره حينئذ يكون مباركا. كما قال عيسى السلام فيما ذكر الله عز وجل قال وجعلني مباركا اينما كنت واوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا من هو المبارك قال غير واحد المفسرين المبارك الذي لا يجلس في مجلس الا ويوصي بالحق والصبر. الا الذي يأمر وينهى هذا المباراة المبارك الانسان المبارك جلس لا يبحث عن عيوب الناس لكن يذكر بالحق ويذكر بالصبر. يذكر دائما بالحق ويذكر بالصبر توصل الصلاة وتصيب الزكاة يوصي بر الارحام وصلة الارحام ببر الوالدين. يوصي بالخيرات يحذر من المعاصي والمنكرات ويوصي الناس اصبر فوالله لو ان الناس تواصوا بالحق وتواصوا بالصبر والذي نفسي بيده لتغير مجرى التاريخ. ولتغير موقع هذه الامة وما رأينا الامة في موقع فيه الان لو ان افراد الامة محمد صلى الله عليه وسلم في كل لقاء يجلس ويحصل بينهم ثم يفترقون يذكر بعضهم بعضا بهذه السورة ويقرأون هذه السورة والله لتغير حال الناس وتغير حلنا موقع المسلمين اليوم. اليوم التواصل بالحق والتواصوا بالصبر موجود عند قليل من الناس وكثير من الناس هاجروا التواصي بالحق والتواصوا بالصبر مع انه ركن ركين واصل اصيل من من اسباب النجاة عند الله جل في علاه. هذه التواصي هو من اسباب النجاة عند الله سبحانه وتعالى. لا تستصغر نفسك لا تستصغر نفسك. اينما جلست تكلم. لو جلست مع مشايخ الاسلام فسمعت باطلا فاوصي لو جلست مع مشايخ الاسلام ورأيتهم على وجه التمام والكمال في الهمة والعلم والعمل والتواصي بالصبر فرأيتهم قد اوذوا اوصيهم بالصبر. يا فلان اصبر هذا نهج الانبياء. الذي انت فيه مما ينبزوك الناس ويرموك الناس يتكلم الناس عليك هذا نهج الانبياء. اصبر اصبر هذه الكلمات يحتاجها الكبير الكبير. والعالم والعابد يحتاج هم الصغير. والعهد يحتاجها الجاي لان الله قال وتواصوا وتواصوا فيها كما قلنا هذا من هذا وهذا مع هذا وهذا امر ليس خاصا بالعلماء وليس خاصا بالعباد. كل من رأيته على باطل تواصوا انت واياها بالحق. كل من فعل منكرا او آآ غفل عن واجب تواصوا انتم اياه. كل من اوذي في سبيل الله وان رأيته بطلا شجاعا قويا ذا همة تواصى معه بالصبر قل له اصبر اصبر واستحضر هذه السورة لذا كان الامام الشافعي رحمه الله تعالى يقول لو ان الله ما انزل الا هذه الصورة لكفتهم لو الله جل في علاه سبحانه ما انزل من القرآن الا سورة والعصر لكفته لانها الشعار الذي يجمع بين احاد الامة وافراد الامة. فكل افراد الامة مطلوب منهم ايمان ومطلوب منهم عمل صالح وكلهم مطلوب منهم تواصل الحق وتواصل الصبر. الحق ثقيل ولان الحق فقيل يحتاج لصبر الانسان لا يبقى ثابتا على الحق الا ان حبس نفسه والصبر حبس النفس واسماه واعلاه ان يصبر الانسان على طاعات الطاعات ان يصبر الانسان على فعل الطاعة. اسأل الله عز وجل ان يوفقنا واياكم اسأل الله ان يوفقنا واياكم وان يجعلنا واياكم من المتواصين بالحق والمتواصين بالصبر