السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله واصحابه ومن اهتدى بهداه ثم اما بعد نتكلم في هذا الدرس البسيط عن ايتين قرأناهما في صلاة التراويح نسأل الله القبول الاولى تحذير من الله عز وجل لامة النبي صلى الله عليه وسلم قال الله عز وجل واطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا ان الله مع الصابرين ان الله جل وعلا قد كتب في امة محمد قوة عجيبة قوة عجيبة لا يمكن امة من الامم ان تهزم هذه الامة لا في حربها العلمية ولا في حربها السلاحية ولا في اي نازلة تنزل بهذه الامة. فالامة قوية ولكن الله عز وجل فرض ان هذه الامة لا تكون الا اذا اجتمعت اذا كانت الامة مجتمعة في صف واحد وقوة واحدة ويدا واحدة على قلب رجل واحد فانه والله لو تكيد لها الدنيا بحذافيرها والله سوف تنتصر الامة ولا يمكن ابدا ان تنازل متى ننهزم وما الخوف علينا؟ ننهزم فيما اذا تفرق صفنا وتشتت شملنا وكثرت احزابنا. وصار بعضنا يطعن في بعض ويلعن بعض بعضا ويسبي بعضنا بعضا ويكفر بعضنا بعضا حينئذ يجدنا العدو لقمة سهلة يبلعنا يبلعها مباشرة فاذا كنت تريد ان تكون الامة لا تزال في اوج قوتها فكن ساعيا في اتحاد كلمة الامة واياك ايها المسلم ان تكون سببا من اسباب تفرقها انظر بنظرة يسيرة الان في واقع العالم الاسلامي احزاب كثيرة هذا تبليغي وهذا جامي وهذا سلفي وهذا اخواني وكل واحد منهم لا يكيد العداء لليهود ولا للنصارى وانما همه ان يقتل اخاه وان يبعد اخاه عن الساحة وان يبعد اخاه عن الحكم وان يبعد اخاه عن عن محبة الناس فتجده يكيل وقوته ويستجمع كل ما اتاه الله عز وجل من قوة وقدرة حتى يسقط اخاه المسلم الذي يتفق معه في الشهادة فالى متى ايها الاخوان ونحن في تفرق وتمزق؟ والى متى ونحن في تشرذم ولذلك هذا اعظم شيء خافه علينا النبي صلى الله عليه وسلم يقول النبي صلى الله عليه وسلم كما في حديث ثوبان واني سألت ربي ثلاثا فاعطاني اثنتين ومنعني واحدة سألت ربي الا يهلك امتي بسنة بعامة فاعطانيها يعني ان هذه الامة قد امنت من عذاب الاستئصال. امة نوح استأصلوا في ليلة واحدة. امة لوط استؤصلوا في ليلة واحدة. الامم السابقة استأصلوا في ليلة واحدة كان امس امة واليوم ما في امة كان في امس مجموعة واليوم ما في مجموعة اما هذه الامة فقد عصمها الله عز وجل من عذاب الاستئصال فلا تموت عن بكرة ابيها في ليلة واحدة طيب والثانية؟ قال وسألت ربي الا يسلط على امتي عدوا من سوى انفسهم فيستبيح بيضتهم فاعطانيها اذا والله العظيم لو تجتمع روسيا وامريكا والصين واليابان وجميع دول الكفر على ان تستأصل شأفة هذه الامة ما قطيع هذا وعد من الله ما تستطيع ابدا تلك الدول ان تستأصل امة محمد عليه الصلاة والسلام في ليلة واحدة نعم يغزون منطقة يغزون بلدة نعم لكن ان ان ان يغزو الامة كلها ما يستطيعون ابدا لكن المشكلة في الثالثة قال وسألت ربي الا يجعل بأسهم بينهم فمنعنيها وقال لي يا محمد اني اذا قضيت قضاء فانه لا يرد واني اعطيتك لامتك الا اهلكهم بسنة بعامة. والا اسلط عليهم عدوا من سوى انفسهم حتى يكون بعضهم يقتل بعض ويسبي بعضهم بعضا هذا هو الذي نخافه. ولذلك هذا التحزب وهذا التشرذم وهذا التفرق يوصل الامة الى الفشل ولا تنازعوا فتفشل والفاء هنا فاء السببية من اعظم اسباب الفشل التنازع نعم قد نفشل في بناء البيوت في بناء الارصفة في تشجير الشوارع هذا فشل لا يأبه به. لكن الفشل الاعظم الذي تذهب الامة به هو التنازع في الدين والاختلاف في شريعة رب العالمين وتذهب وتذهب ريحكم واصبروا. ويقول الله عز وجل كل حزب بما لديهم فرحون. ويقول الله عز وجل ان الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء ولذلك دعوة مني في هذا من هذا المنبر هيا ايها الاخوة نرجع لحمة واحدة هيا ايها الاخوة نرجع يدا واحدة. ربنا واحد فلماذا نختلف ونفترق؟ نبينا صلى الله عليه وسلم واحد انت مالك نبي ولي نبي نبي ونبيك واحد كلنا فلماذا نفترق؟ لماذا نختلف؟ لماذا نتقاتل؟ لماذا نتحارب؟ ديننا واحد الدين اللي في قلبك تؤمن به هو الدين الذي في قلبي اؤمن به. فلماذا التفرق ولماذا الاختلاف؟ لماذا التشرذم؟ لماذا نتعارك انا واياك؟ ان كان ثمة تقوة عندي وعندك فلنجمع قوتي وقوتك على اعدائنا اعدائنا يقتلون فينا ونحن ونحن يقتل بعضنا بعضا اعداؤنا يجهزون ويعدون لنا ونحن لا نزال يقتل بعضنا بعضا. فالى متى ربنا واحد ديننا واحد عقيدتنا واحدة نبينا واحد طريقنا واحد منهجنا واحد فلماذا نفترق؟ فهيا نتفق. هيا نتفق ايها الاخوان. هيا يمد بعضنا يده الى يد الى يد الى يد اخيه طافحين متواجدين متحابين ليس بيننا لا اضغان ولا احقاد ولا حروب ولا مطاحنة يعين بعضنا بعضا على المعروف والبر التقوى يعذر بعضنا بعضا يحترم بعضنا بعضا اذا فتح الله عليك شيئا من الخير انفع المسلمين به. وانا اذا فتح الله علي شيئا من الخير انفع المسلمين به. فالطرق الدعوية طرق متوازية متآلفة ليست متصادمة متظادة فاذا كلنا يخدم الاسلام بما يستطيعه من غير خلاف ومن غير فرقة ومن غير شتائم ومن غير فرقة ومن غير تحزب ومن غير في الحقيقة والله هذا من اعظم ما يخيف ما يخيفنا على امتنا ان نفترق. هذا سلفي هذا اخواني هذا تبليغي يا اخي كلنا تحت راية الاسلام وكلنا تحت راية محمد صلى الله عليه وسلم كلنا تحت راية هذه الشريعة. كلنا جماعة واحدة وان هذه امتكم امة متفرقة امة واحدة فلنرجع الى ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم من تأليف القلوب ومن الحث على الاجتماع ومن التحذير من الفرقة ومن التحذير من التحزب والتشيع كل حزب بما لديهم فرح. نسأل الله عز وجل ان يؤلف بين قلوب المسلمين. نسأل الله في هذه الساعة المباركة ان يؤلف بين قلوب مسلمين والا يجعل بيننا لا حقدا ولا ضغينة وان يجعل قلوبنا على بعض قلوبا صافية متحابة متوادة الاية الثانية في قول الله عز وجل ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم ذلك بان الله لم يكن مغيرا مغيرا نعمة انعمها على قوم حتى يغيروا ما بانفسهم هذه قاعدة عامة ووعد رباني اذا اعطاك الله عز وجل نعمة فسوف يحفظها لك ما دمت قائما بحق الله عز وجل في هذه النعمة لكن متى ما تغير ما في نفسك من تسخير هذه النعمة لله عز وجل فاعلم ان الله سوف يسحب بساط النعمة من تحت قدميك ويسلبها عنك تبقى نعم الله اذا شكرت وحمدت واستغلت فيما يقرب الى الله والى طاعة الله. لكن متى ما ابعدها العبد عن ذلك الطريق فان الله سيسحبه. فاياك ان تكون انت بنفسك سببا ليسلب الله نعمته عنك اظرب لكم مثلين في كتاب الله عز وجل. المثال الاول رجل من بني اسرائيل يقال له بالعام بن باعورا. وهو الذي قرأت اياته في سورة الاعراف واتل عليهم نبأ الذي اتيناه اياتنا فانسلخ منها فاتبعه الشيطان فكان من الغاويين. هذا رجل يقول المفسرون فيه ان الله عز وجل اعطاه خاصية استجابة الدعاء. اعطاه نعمة. من يوم يرفع يديه ويدعو يستجاب مباشرة. اوليست هذه نعمة الدعاء نعمة عظيمة اتاه الله عز وجل هذه الاية العظيمة الباهرة لكنه كفر بها. انسلخ منها فانسلخ منها فاتبعه الشيطان فكان من الغاوي كيف انسلخ منها؟ يقول المفسرون ان ان بني اسرائيل جاءوا وقالوا يا بالعام ان موسى قد اذانا في الهتنا واذانا في ديننا وسب اباءنا الى اخره. قال وان الله قد جعل لك خاصية استجابة الدعاء. فادعو على موسى ان يخلصك الله منه فرفع يديه ودعا على موسى فانسلخ من هذه الاية العظيمة فاتبعه الشيطان فكان من الغاوين. ولو شئنا لرفعناه بها لكنه اخلد الى الارض واتبع هواه فمثله كمثل الكلب. ان تحمل عليه يلث او تتركه يلهث. وقيل في هذه الاية غير هذا لكن الجامع في قال المفسرين انه رجل اتاه الله نعمة سواء نعمة علمية او نعمة استجابة الدعاء على خلافهم. ثم هو كفر بهذه النعمة فصارت سببا لان يسحبها الله عز وجل منه الاية الثانية او او المثال الثاني قوم سبأ وهي مملكة باليمن من اعظم الممالك جمالا ولو قرأتم كتاب كتب في التفسير تتكلم عنها لوجدتم انهم يصفون جنة من جنات الله عز وجل في الارض اعطاها الله عز وجل المياه والاشجار والروضات الغناء. اعطاهم الله عز وجل شيئا عظيما. لقد كان لسبأ في مسكنهم اية جنتان عن يمين وشمال هلو من رزق ربكم واشكروا له. اعطاهم الله مفتاح المفتاح العظيم في بقاء النعم واشكروا بلدة طيبة ورب غفور لكن ماذا فعلوا؟ استمروا استقرت نعمهم الجواب لا. ماذا حصل؟ غيروا ما في انفسهم فغير الله عز وجل عليهم غيروا ما في انفسهم فغير الله عليهم فكفروا واعرظوا فسخط الله عز وجل عليهم وفجر عليهم السد ثم ثم اغرقت المياه جميع خضرتهم ومحاصيلهم واهلكهم الله وشردهم وطردهم في الارض لا يأوون على احد ولا يأوي عليهم احد. فاعرضوا فارسلنا عليهم سيل العرم. وبدلناهم بجنتيهم. جنتين ذوات اي اكل خمط واكل وشيء من سدر قليل. خمط يعني مخلوط. احيانا تروح للزرع في البرية. هذا حميض وهذا قرقاص لكن مع الشوك. يعني ليس يؤكل فلا بد ان تنقي بعضه من بعض هذا اكل خمط هذا غير صافي. اكل خمط واثر وشيء من سدر قليل. وهذه عبرة نحذر بها الملوك والحكام والامراء في الدول الاسلامية. وندعوهم جميعا الى ان يتأملوا في هذه الاية فان الله قد اغدق عليهم من النعم والخيرات. وفتح عليهم بركات من السماء واخرج لهم بركات الارظ. لكن سوف تذهب هذه النعم اذا لم يستقيموا على منهج الله وسوف تكون عليهم نقمة وخسارة ولعنة وعذابا وعقوبة في الدنيا قبل عذاب الاخرة وعقوبة الاخرة فيا ملوك الدول ويا امراء الدول ويا وزراء الدول ويا علماء الدول ويا شعوب الدول اتقوا الله في هذه النعم التي ترفلون فيها، فانها لا تبقى الا بالشكر والحمد والثناء وتسخيرها في طاعة الله، عز وجل. لكن متى ما ااخرجتموها حربا على الله وسخرتموها تنفيرا عن دين الله واستغللتموها فيما يغضب الله عز وجل فاعلموا ان الذي اعطى قادر على ان يأخذ الذي اعطى قادر على ان يأخذ. فاعظم ما حفظت به نعم الله شكرها وحمدها وثناء الله والثناء بها على الله عز وجل فنسأل الله ان يجعلني واياكم من الشاكرين. يقول الله عز وجل واضرب لهم مثلا قرية كانت امنة مطمئنة شف كيف القرآن تأمل معي واضرب لهم مثلا قرية كانت امنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل وعد الله عز وجل ان تبقى النعم اذا شكرت يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بانعم الله فاذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون. سنة ربانية ما يمكن ان تتغير. ما يبقي الله نعمته عندك وانت كافر بها الا اذا كان من باب الاستدراج وله الحكمة في ذلك البالغة. اسأل الله عز وجل ان يحفظنا وان يحفظ ولاتنا وعلمائنا ووزرائنا المسلمين جميعا من كفر النعم ونسأله ان يجعلنا من الحامدين لها ومن المثنين بها عليه. والله اعلى واعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد