برنامج التفسير

ولكن اختلفوا | تفسير الأية 253 من سورة البقرة | الشيخ محمد حسان

محمد حسان

احبتي في الله ان العلوم وان تباينت اصولها وشرقت وغربت فصولها وتعددت وتنوعت ابوابها واحكامها فانا لا اقلل من قدرها وشأنها الا ان اعلاها قدرا واغلاها مهرا. واقومها قيلا واوضحها سبيلا. واصحها دليلا - 00:00:00ضَ

علم التفسير فهو شمس ضحاها وبدر دجاها ولم لا وشرف كل علم بشرف موضوعه وموضوع علم التفسير كلام ربنا الملك القدير. الذي هو منبع كل حكمة. ومعدن كل فضيلة واصل الاصول وطريق الوصول الى السعادة والنجاة في الدنيا والاخرة - 00:00:29ضَ

بصحبة الحبيب الرسول صلى الله عليه وسلم ونحن الليلة وهي الليلة الموافقة للثامن عشر من شهر الله المحرم الموافقة للسادس من سبتمبر لعام الفين وعشرين على موعد مع اللقاء الواحد والثلاثين بعد المائتين من لقاءات تفسيرنا لسورة البقرة - 00:01:02ضَ

ولا زلنا مع الاية الثالثة والخمسين بعد المئتين من ايات السورة الكريمة المباركة مع قول الله تبارك وتعالى تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات - 00:01:38ضَ

واتينا عيسى ابن مريم البينات وايدناه بروح القدس ولو شاء الله مقتتل الذين من بعدهم من بعد ما جاءتهم البينات ولكن اختلفوا فمنهم من امن ومنهم من كفر ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد. انتهينا - 00:02:01ضَ

من تفسير قول الحق تبارك وتعالى تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض وقلت التفضيل حكم نزل به كتاب الملك الجليل. لكن له ضوابطه وشروطه التي ذكرتها في اللقاء الماضي مين هم من كلم الله - 00:02:28ضَ

وهم ادم وموسى ومحمد صلوات الله عليهم اجمعين ورفع بعضهم درجات اختلف اهل العلم من سادتنا من اهل التفسير في المراد بقوله جل وعلا ورفع بعضهم درجات قيل هم اولو العزم - 00:02:54ضَ

وهم نوح وابراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلوات الله عليهم اجمعين وقيل بل المراد بقوله تعالى ورفع بعضهم درجات المراد نبينا محمد صلى الله عليه وسلم لما خصه الله جل وعلا به من المآثر والمناقب والخصائص - 00:03:20ضَ

وقد بينت شيئا من ذلك بفضل الله جل وعلا وقيل بل المراد نبي الله ادريس لقوله تعالى واذكر في الكتاب ادريس انه كان صديقا نبيا ورفعناه مكانا عليا وقال بعض اهل التفسير - 00:03:46ضَ

هو المراد بقوله جل وعلا ورفع بعضهم درجات وقيل بل المراد ابراهيم على نبينا عليه الصلاة والسلام لان الله جل وعلا قد اختص ابراهيم بمقام الخلة قال جل وعلا واتخذ الله ابراهيم خليلا - 00:04:12ضَ

وقالوا مقام الخلة هو اعلى مقامات القرب من الله جل وعلا مقام الخلة فريق من اهل الفضل والعلم قالوا هو اعلى المقامات فهو اعلى من مقام المحبة ولذا قال ورفع بعضهم درجات - 00:04:40ضَ

اي ابراهيم على نبينا عليه الصلاة والسلام ومن اهل العلم من قال بل مقام المحبة اعلى من مقام الخلة واستدلوا لذلك ببعض الادلة القرآنية اللطيفة التي قل من ينتبه اليها - 00:05:02ضَ

مثلا قالوا قال الله لخليله ابراهيم وكذلك نري ابراهيم ملكوت السماوات والارض وليكون من الموقنين. وقال لحبيبه محمد صلى الله عليه وسلم ثم دنا فتدلى فكان قاب قوسين او ادنى - 00:05:24ضَ

وقال ابراهيم الخليل على نبينا عليه الصلاة والسلام ولا تخزني يوم يبعثون وقال لحبيبه يوم لا يخزي الله النبي والذين امنوا معه وقال الخليل ابراهيم حسبي الله ونعم الوكيل وقال الله لحبيبه - 00:05:47ضَ

يا ايها النبي حسبك الله وقال الخليل ابراهيم والذي اطمع ان يغفر لي خطيئتي يوم الدين. وقال الله لحبيبه انا فتحنا لك فتحا مبينا. ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر. ويتم نعمته عليك - 00:06:10ضَ

فيهديك صراطا مستقيما وينصرك الله نصرا عزيزا فمن اهل العلم من يرى ان مقام المحبة اعلى من مقام الخلة لكن شيخي ابن القيم رحمه الله تعالى قال لا بل مقام الخلة - 00:06:34ضَ

اعلى من مقام المحبة فالمحبة عامة مقام عام اما الخلة فمقام خاص فالله يحب الصابرين ويحب المؤمنين ويحب المتقين ويحب المتصدقين ويحب اهل الطاعات في الجملة اما الخلة فهي مقام خاص - 00:06:58ضَ

قال ولن يتفضل الله جل وعلا بمقام الخلة الا على الخليلين الحبيبين الكريمين القريبين الا وهما ابراهيم ومحمد صلى الله عليهما وعلى جميع اخوانهما من النبيين والمرسلين قال الله تعالى - 00:07:26ضَ

واتخذ الله ابراهيم خليلا. وقال نبينا صلى الله عليه وسلم كما في صحيح مسلم وغيره ان الله قد اتخذني خليلا كما اتخذ ابراهيم خليلا. اذا مقام الخلة مقام خاص وهذا المقام للخليلين الكريمين - 00:07:53ضَ

ابراهيم محمد صلى الله عليهما وعلى جميع اخوانهما من النبيين والمرسلين والخلة معناها يا اخواني واخواتي ان يتخلل حب المحبوب قلب المحب بحيث لا يبقى في قلب المحب مكان لسوى المحبوب - 00:08:17ضَ

هل تدبرت هذا التعريف لمعنى الخلة الخلة معناها ان يتخلل حب المحبوب جل جلاله فهو الذي يحب لذاته هو المحبوب الاول والاعظم والاجل والاكرم الذي يحب لذاته ثم لما يتفضل به علينا من نعم لا تعد ولا تحصى - 00:08:45ضَ

فهو صاحب الفضل وولي المن والعطاء فالخلة معناها ان يتخلل حب المحبوب قلب المحب بحيث لا يبقى في قلب المحب مكان لسوى المحبوب جل جلاله حتى قال شيخ ابن القيم - 00:09:15ضَ

رحمه الله تعالى ولهذا ابتلى الله الخليل ابراهيم بامره بذبح ولده اسماعيل لانه رزق باسماعيل بعد سن كبيرة بعدما جاوز الثمانين من عمره ولما بلغ اسماعيل معه السعي يعني صار يخرج معه ويدخل معه ويكلمه ويحاوره وهو سن يتعلق فيه قلب - 00:09:37ضَ

الاب الذي حرم من نعمة الولد بولده حين يرزق به على كبر وفي هذه الحالة لما تعلق قلب الخليل باسماعيل غار الله جل جلاله على قلب خليله فابى الا ان يختبره هذا الاختبار الصعب - 00:10:10ضَ

وان يبتليه هذا الابتلاء القاسي فامره بذبح ولده. وان شئت فقل بذبح كل علاقة في قلبه لغير المحبوب الاعظم والاول لغير الله جل وعلا. فلما نجح ابراهيم في الاختبار واخذ ولده المحبوب الى قلبه - 00:10:37ضَ

لينفذ فيه ما امر الا وهو امره بالذبح حينئذ نجاه الله تبارك وتعالى بهذا الذبح العظيم قال سبحانه وفديناه بذبح عظيم. ارأيتم قلبا ابويا يتقبل امرا يأباه؟ ارأيت ابنا يتلقى امرا بالذبح ويرضاه ويجيب الابن بلا فزع افعل ما تؤمر ابتاه - 00:11:03ضَ

وتهز الكون ضراعات ودعاء يقبله الله صدقت الرؤيا لا تحزن يا ابراهيم فديناه هنا انقطعت كل علائق التعلق بالولد في قلب الخليل. حين هم بالفعل بالذبح اي بذبح كل علاقة - 00:11:35ضَ

في القلب لغير محبوبه الاول سبحانه وتعالى وهنا كانت النجاة. الشاهد ان مقام الخلة مقام جليل عظيم خاص بالخليلين ابراهيم ومحمد صلى الله عليهما وعلى جميع اخوانهما من من النبيين والمرسلين. ورفع بعضهم درجات - 00:12:01ضَ

وبعد هذا الاجمالي لهذا التفضيل يأتي شيء من التفصيل فيقول الملك الجليل واتينا عيسى ابن مريم البينات وايدناهم بروح القدس والله الذي لا اله غيره انا لا اعلم لا اعلم - 00:12:30ضَ

كتابا ولا رسولا قد كرم وشرف ورفع قدر عيسى كالقرآن الكريم ومحمد عليه الصلاة والسلام والله لقد تكلم القرآن عن عيسى بجلالة وعظمة وهيبة وعن امه العذراء الطاهرة البتول مريم - 00:12:51ضَ

كلاما ورب الكعبة ترتجف له الافئدة. وتشرئب له الاعناق وتقشعر منه الابدان في مواضع كثيرة من القرآن الكريم وفي صور ذكر الله تبارك وتعالى قصة عيسى كاملة بالتفصيل. وان قدر الله البقاء واللقاء - 00:13:22ضَ

نفصلها في موضعها ان شاء رب الارض والسماء قال مفصلا لهذا التفضيل الذي اجمل في قوله تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض يذكر شيئا من التفصيل لهذا الاجمال في التفضيل فيقول الملك الجليل واتينا عيسى بن مريم البينات - 00:13:52ضَ

وايدناه بروح القدس اتاه الله البينات الواضحات وايده بالمعجزات الباهرات وايده بالادلة الواضحات القاطعات على صدق نبوته ورسالته. وانه مرسل من قبل الله جل وعلا نعم هو رسول من اولي العزم الخمسة - 00:14:19ضَ

رسول كريم من اولي العزم الخمسة الذي ايده الله جل وعلا. كما قال على سبيل المثال. قال تعالى في شأن عيسى ابن مريم على نبينا وعليه الصلاة والسلام ويعلمه الكتاب والحكمة - 00:14:45ضَ

والتوراة والانجيل ويعلمه الكتابة والحكمة والتوراة والانجيل ورسولا الى بني اسرائيل اني قد جئتكم باية من ربكم اني اخلق لكم من الطين كهيئة الطير. فانفخ فيه فيكون طيرا باذن الله. وابرئ الاكمة - 00:15:07ضَ

والاكمه هو من ولد اعمى. وابرئ الاكمه والابرص. واحيي الموتى باذن الله. وان بما تأكلون وما تدخرون في بيوتكم. ان في ذلك لاية لكم. ان كنتم مؤمنين. والحديث عن عيسى - 00:15:35ضَ

على نبينا عليه الصلاة والسلام حديث جليل طويل عظيم سيأتي في موضعه باذن الله تبارك تعالى. الشاهد ايها الافاضل ان الله جل وعلا قد ايد عيسى بالبينات بالمعجزات بالادلة الواضحات على صدق نبوته ورسالته - 00:15:58ضَ

كابراء الاكمه والابرص واحياء الموتى ويشكل طيرا من الطين وينفخ فيه فيطير ليكون طيرا كل هذا باذن الله وبامر الله سبحانه وتعالى ثم يؤيده بروح القدس وروح القدس هو جبريل - 00:16:22ضَ

عليه السلام فلقد سمى الله جبريل الروح الامين وسماه رح القدس كما قال تعالى نزل به الروح الامين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين. هكذا يقول الله لنبينا - 00:16:51ضَ

نزل به الروح الامين اي جبريل على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين وقال الله جل وعلا قل نزله رح القدس من ربك بالحق وقال جل وعلا قل من كان عدوا لجبريل فانه نزله على قلبك باذن الله. اذا روح القدس - 00:17:15ضَ

هو جبريل وهو الروح الامين وهو روح القدس بل ومن اهل التفسير. من قال قولا لطيفا مقبولا جدا قال وروح القدس ايضا يطلق على الوحي فالوحي اصل الطهر الوحي اصل الطهر - 00:17:45ضَ

وقد سمى الله الوحي روحا كما قال تعالى وكذلك اوحينا اليك روحا من امرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان. ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا - 00:18:09ضَ

وانك لتهدي الى صراط مستقيم. صراط الله الذي له ما في السماوات وما في الارض الا الى الله تصير الامور فلقد سمى الله الوحي روحا وبعد ان بين الحق تبارك وتعالى - 00:18:29ضَ

انه جل وعلا ارسل الرسل وفضل بعضهم على بعض ورفع بعضهم درجات وانزل عليهم الكتب لدلالة الخلق الى الحق بحق ولهداية البشرية الى الطريق المستقيم. والى سعادة الدنيا والاخرة من لدن نوح الى نبينا محمد صلوات الله عليهم اجمعين. فهم موكب كريم نوراني مبارك واحد - 00:18:50ضَ

يحملون منهجا واحدا ويرفعون راية واحدة الا وهي دلالة الخلق على الحق لافراده وحده بالعبادة. ولتزكية اخلاق الخلق. ولتهذيب ضمائرهم ولتزكية نفوسهم الى غير ذلك. وليقيموا حجة الحق على الخلق رسلا مبشرين ومنذرين - 00:19:24ضَ

لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل بين تبارك وتعالى مع انه جل وعلا قد ارسل الرسل وانزل معهم الكتب وايدهم بالايات البينات الواضحات والمعجزات الباهرات الدالات على صدق نبوتهم ورسالتهم - 00:19:51ضَ

الى الخلق الذين بعثوا فيهم بين جل جلاله ان اتباع الرسل قد اختلفوا قد اختلفوا من بعدهم اختلافا بينا كبيرا نشأ عن هذا الاختلاف الاقتتال فيما بينهم وصاروا مللا مختلفة - 00:20:15ضَ

متناحرة متقاتلة منهم من امن بالله جل وعلا وامن بهذا الرسول المرسل من قبل الله جل وعلا ومنهم من كفر كفر بالله وكفر بهذا الرسول المرسل اليه من قبل الله - 00:20:42ضَ

حسدا او بغيا او كبرا او عنادا او اعراضا او طمعا في دنيا زائلة الى غير من الاسباب التي بسببها اعرض كثير من الخلق عن الحق الذي بعث الله به انبيائه ورسله - 00:21:05ضَ

فقال سبحانه ولو شاء الله مقتتل الذين من بعدهم من بعد ما جاءتهم البينات ولكن اختلفوا فمنهم من امن ومنهم من كفر ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد - 00:21:29ضَ

لا اله الا الله اتباع الرسل اختلفوا وصاروا مللا مختلفة منهم من حقق الايمان بالله وبرسل الله ومنهم من كفر بالله وبرسل الله كما قال الصادق الامين افترقت اليهود على احدى وسبعين فرقة - 00:21:52ضَ

وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة وستفترق امتي على ثلاث وسبعين فرقة كلهم في النار وفي لفظ على ثلاث وسبعين ملة كلها في النار الا واحدة قالوا من هي يا رسول الله - 00:22:24ضَ

قال ما انا عليه واصحابي ما انا عليه واصحابي هذه هي الفرقة الناجية والملة الناجية من كان على ما كان عليه رسول الله ومن كان ما كان عليه اصحاب رسول الله - 00:22:47ضَ

صلى الله عليه وسلم. نسأل الله ان يجعلنا جميعا منهم بمنه وكرمه انه ولي ذلك والقادر عليه ولو شاء الله ما اقتتل الذين من بعدهم من بعد ما جاءتهم البينات - 00:23:11ضَ

ولكن اختلفوا فالبينات واضحة والحق ابلج لكن الاختلاف امر قدري الاختلاف امر قدري والاختلاف هو ضد الاتفاق. ضد الاتفاق وهو افتعال من الخلف افتعال من الخلف وهو ما يقع من افتراق بعد اجتماع - 00:23:32ضَ

وهو ما يقع من افتراق بعد اجتماع في اي امر من الامور هذا هو الاختلاف الاختلاف افتعال من الخلف وهو ما يقع من فرقة بعد اجتماع يقال في لغة العرب تخالف القوم - 00:24:07ضَ

او اختلف القوم اذا ذهب كل واحد منهم الى خلاف ما ذهب اليه الاخر. ولذلك معظم الفقهاء لا يفرقون في الاستعمال الفقهي بين لفظين الخلاف والاختلاف هذه معلومة مهمة قبل - 00:24:32ضَ

يدركها البعض بل وربما نثير بسببها خلافا معظم الفقهاء لا يفرقون بين لفظي الخلاف والاختلاف في الاستعمال فاصل الخلاف والاختلاف افتعال من الخلف وهو ضد الاتفاق وهو ان يذهب كل فريق - 00:25:00ضَ

او كل حزب او كل طرف او كل واحد الى خلاف ما ذهب اليه الاخر هذا الاختلاف او الخلاف امر قدره الله تبارك وتعالى هو امر قدري ومن اياته خلق السماوات والارض - 00:25:26ضَ

واختلاف السنتكم والوانكم واختلاف السنتكم والوانكم. ان في ذلك لايات للعالمين فالاختلاف الاختلاف موجود في الخلق من لحظة وجود الخليقة الاولى واتل عليهم نبأ ابني ادم بالحق اذ قربا قربانا - 00:25:47ضَ

فتقبل من احدهما ولم يتقبل من الاخر قال لاقتلنك. قال انما تقبل الله من المتقين اول سورة من صور الخلاف والاختلاف الذي نشأ عنه لا اقول نشأ عنه الاقتتال بل نشأ عنه القتل - 00:26:17ضَ

والاقتتال غير القتل فليس بالضرورة ان يكون كل اقتتال ينشأ عنه قتل ليس بالضرورة ان ينشأ عن كل اقتتال قتل الشاهد ان طبائع البشر خلي بالك من الجملة دي الشاهد ان طبائع البشر - 00:26:39ضَ

تختلف باختلاف عدد البشر هل يستطيع عاقل على وجه الارض ان يقول بان اولاده فقط في بيته قد اتفقوا في كل شيء شكلا ومضمونا والجواب كلا كلا كلا مستحيل فما ظنك - 00:27:04ضَ

باتساع دائرة البشر اولادك في بيتك لا يتفقون بل مختلفون في شكلهم وقلوبهم وعقولهم وتفكيرهم وفهمهم واستدلالهم بل وفي بصمة صوتهم بل وفي بصمة ايديهم بل وفي بصمة ارجلهم. بل وفي بصمة عيونهم - 00:27:36ضَ

اختلاف كامل لا يمكن ان ترى اثنين على ظهر الكوكب الارضي. من يوم ان خلق الرب العلي ادم الى ان يرث الارض ومن عليها لا يمكن ان ترى اثنين قد اتفقوا في كل شيء - 00:28:04ضَ

لا لا اذا كان الامر كذلك فلماذا لا نتعامل مع الخلاف بهذا الفهم لكن ارجو ان ننتبه الى ان الخلاف نوعان خلاف في اصل الملة وهو الخلاف المحرم المذموم المرذول - 00:28:22ضَ

المذكور في قول الله جل وعلا ولا يزالون مختلفين الا من رحم ربك. ولذلك خلقهم هذا الاختلاف الذي نهى عنه ربنا جل وعلا بل وحذر منه ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءتهم البينات - 00:28:46ضَ

وحذر منه رسول الله وحذر منه جميع انبياء الله ورسل الله. الاختلاف في اصل الملة الابتعاد عن الحق الذي بعث الله به جميع النبيين والمرسلين. هذا هو الخلاف المذموم المرذول - 00:29:10ضَ

المجرب المحرم الذي ينبغي ان نحذر منه وان نحذر منه الذي ينبغي بل يجب علينا ان نحذر منه وان نحذر منه اما الخلاف الاخر والخلاف السائغ المقبول الذي لا يمكن ان تنفك البشرية عنه على الاطلاق - 00:29:29ضَ

والخلاف في مسائل الفروع في مسائل الاجتهاد لا يمكن ابدا ان ترى العقول والقلوب على بصمة واحدة او طبعة واحدة. كلا بل سيختلف الخلق في فهمهم للدليل وسيختلف العلماء العلماء - 00:29:59ضَ

في فهمهم للادلة واستدلالهم بالادلة فقد ينسى عالم الدليل وقد لا يقف عالم على نسخ دليل وقد يختلف العلماء جميعا في فهم الدليل ولم لا وقد اختلف اصحاب نبينا الجليل - 00:30:31ضَ

في دليل نبوي صريح واضح لا يصلين احدكم العصر الا في بني قريظة واختلف الصحابة وهم اهل اللغة وفرسان البيان واساطين البلاغة اختلفوا الى فريقين فريق صلى العصر حين حان وقت العصر في الطريق - 00:30:54ضَ

وفريق اخر الصلاة حتى وصل الى بني قريظة وقد فات وقتها الشاهد هل انكر النبي على فريق من الفريقين فهمه؟ كلا هل امر النبي فريقا من الفريقين باعادة الصلاة كلا - 00:31:16ضَ

بل جمع النبي الفريقين معا وقاتل بهما بني قريظة. ارجو الله ان نستوعب هذا الدرس وان نفهمه قال شيخ الاسلام ابن تيمية طيب الله ثراه الاختلاف في مسائل الاحكام اكثر من ان ينضبط ولو كان كلما اختلف مسلمان في شيء من مسائل الاحكام تهاجر - 00:31:33ضَ

لم يبق بين المسلمين عصمة ولا اخوة لما تضيع الاخوة لمجرد انك اختلفت مع اخيك في مسألة من مسائل الاحكام. او مسألة من مسائل الفروع فكيف اذا كانت المسألة مسألة من مسائل السياسة - 00:32:02ضَ

السياسة او من مسائل الدنيا كيف تفرط بهذه السهولة في الاخوة في الله كيف تفرطوا في قوله واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا من اجل انك اختلفت مع اخيك في مسألة - 00:32:22ضَ

من المسائل لقد اختلف المسلمون الان داخل البيت الواحد وتمزقت الاسرة الواحدة بسبب العصبية البغيضة المنكرة المنتنة لدليل يختلف صاحب هذا الدليل مع اخيه في فهم الدليل ذاته وهذه من اسباب الاختلاف - 00:32:40ضَ

لا ينبغي ابدا ان ينكر على المخالف في مسائل الفروع لا يجوز ان ينكر على المخالف في مسائل الاجتهاد وتعجبني عبارة ابي حامد الغزالي رحمه الله اذ يقول لو سكت من لا يعلم لسقط الخلاف - 00:33:08ضَ

لو سكت من لا يعلم لسقط الخلاف مكمن الخطر ان الذي يشعل هذه النيران المتأججة بل وربما يجعلها قضية ولاء وبراء اولئك الذين لا يعرفون الادلة ولا يفقهون مراتب الادلة - 00:33:32ضَ

ولا يحققون مناطات الادلة ولا يفرقون بين المسائل هل هي من مسائل الاصول ام من مسائل الفروع؟ ام من مسائل الاجتهاد؟ الاجتهاد فيها سائغ ومسائل الاجتهاد باتفاق لا يجوز الانكار فيها على المخالف. ما دام المجتهد من اهل الاجتهاد ما دام المجتهد - 00:33:54ضَ

من اهل الاجتهاد يعرف كتاب الله. يعرف سنة رسول الله. يعرف الادلة. يعرف مراتب الادلة. يحقق مناطات الادلة. يفرق بين والمبين والعام والخاص والناسخ والمنسوخ والمحكم والمتشابه الى غير ذلك - 00:34:25ضَ

الاختلاف في مسائل الاحكام اكثر من ان ينضبط ولو كان كلما اختلف مسلم ان في شيء من مسائل الاحكام تهاجر لم يبق بين المسلمين عصمة ولا اخوة فالاختلاف نوعان خلاف او خلاف مرذول مجرم محرم مذموم. وهو الاختلاف في اصل الملة. اما الاختلاف السائغ المقبول فهو الاختلاف - 00:34:45ضَ

في مسائل الفروع وفي مسائل الاجتهاد وهذا قد وقع من اصحاب النبي وهم اهل لرحمة الله ولفضل الله جل علاه ولو شاء الله ما اقتتل الذين من بعدهم من بعد ما جاءتهم البينات ولكن اختلفوا - 00:35:15ضَ

فمنهم من امن ومنهم من كفر ولو شاء الله ما اقتتلوا هذا الاقتتال الناشئ عن الاختلاف ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد. باختصار شديد اقول اهل السنة لا يفرقون بين المشيئة والارادة - 00:35:34ضَ

والارادة عند اهل السنة والجماعة في كتاب الله نوعان. ارادة دينية شرعية وارادة كونية قدرية اما الارادة الدينية الشرعية فهي المذكورة او ما تضمنت ما يريده الله جل وعلا من المحبة والرضا - 00:35:57ضَ

ما يحبه الله جل وعلا ويرضاه وهي المذكورة مثلا في قول الله تعالى يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر. وهي المذكورة في قول الله تعالى الله ليبين لكم - 00:36:23ضَ

ويهديكم سنن الذين من قبلكم وهي المذكورة ايضا في قول الله تعالى في ذات الاية والله يريد ان يتوب عليكم. وهي المذكورة في قول الله تعالى ان يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيرا الى اخره. هذه الارادة الدينية الشرعية - 00:36:39ضَ

اما النوع الثاني فهو الارادة الكونية القدرية والنوع الاول من نوعي الارادة وهو الارادة الدينية الشرعية لا يقع الا اذا تعلق به النوع الثاني من الارادة الكونية القدرية فما شاء الله كان - 00:37:02ضَ

وما لم يشأ لم يكن وما اراده الله كان. وما لم يرده لم يكن ومع ذلك اثبت الله جل وعلا للخلق مشيئة واعطاهم حرية الاختيار قال تعالى وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر - 00:37:29ضَ

وقال جل وعلا مبينا ان الارادة الدينية الشرعية متعلقة بالارادة الكونية القدرية فقال وما تشاؤون الا ان يشاء الله انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون فما شاء الله كان - 00:37:53ضَ

وما لم يشأ لم يكن كما في قوله ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد. وقال جل وعلا فمن يرد الله ان يهديه يشرح صدره للاسلام. ومن يرد ان يضله يجعل صدره ضيقا حرجا. كانما يصعد - 00:38:15ضَ

سماء الشاهد ان اهل السنة والجماعة يفرقون بين الارادة الدينية الشرعية والارادة الكونية القدرية ويقولون بان الارادة الكونية القدرية تشمل جميع الكائنات وجميع المخلوقات والموجودات لا يخرج عنها مسلم ولا كافر. ولا طائع ولا عاصي. ولا - 00:38:35ضَ

نبي ولا رسول ولا اولئك الذين ارسل اليهم بل ولا يخرج عنها اهل الجنة ولا اهل النار. واهل السنة يفهمون كتاب كله ويفهمون كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم كله. ولا يضربون كتاب الله بعضه ببعض ولا يضربون سنة - 00:39:02ضَ

بعضها ببعض ولا يضربون السنة بالقرآن ولا القرآن بالسنة. بل يفهمون مراد الله ومراد رسول الله صلى الله عليه وسلم ويعلمون ان احكام الله في خلقه تجري وفق هاتين الارادتين الارادة الدينية الشرعية والارادة - 00:39:25ضَ

كونية القدرية فمن نظر الى الشرع ولم ينظر الى القدر او نظر الى القدر ولم ينظر الى الشرع كان اعور البصر اما من نظر الى دين الله كله فنظر الى الارادة الدينية الشرعية والارادة الكونية القدرية وفق لمراد رب البرية ولمراد سيد - 00:39:45ضَ

والموفق من وفقه الله بفضله والمخذول من خذل بعدله والموفق من وفقه الله بفضله والمخذول من خذل بعدله. ولله الامر من قبل ومن بعد. الا الخلق والامر تبارك الله رب العالمين. ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد - 00:40:09ضَ

اسأل الله جل وعلا ان يعلمنا كما علم داوود وان يفهمنا كما فهم سليمان وان يرزقنا العمل بالقرآن انه ولي ذلك والقادر عليه. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:40:40ضَ