الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. يقول فضيلة الشيخ وليد حفظكم الله وامد بعمركم على طاعته وجزاكم الله خيرا. يقول هناك حديث ارق مضجعي واخشى ان نكون ممن يقصده الرسول صلى الله عليه وسلم بهذا الحديث. والحديث بما معناه يقول يأتي يوم القيامة اناس من امتي اعمالهم هم كالجبال ثم ينسفها الله. فقال الصحابة من هم؟ فقال الرسول صلى الله عليه وسلم انهم امثالكم يصلون كما تصلون. ويصومون كما ويصلون بالليل كما تصلون ولكنهم اذا اختلوا بانفسهم يفعلون ما حرم الله. يقول وانني اظن ان هذا الحديث صحيح وهو ما جعلني اكثر قلقا ارجو منكم ان تنصحوني ماذا افعل تجاه ذنوبي في الماضي والحاضر الذي اقترفها بين الحين والاخر لضعف ايماني وللنفس والهوى والشيطان رغم اني مؤذن لاحد المساجد وهذا ما يجعلني قلقا اكثر فانا اخشى النفاق واخشى بان نكون ممن يقصدهم رسول الله صلى الله عليه وسلم اقترفوا المعاصي ثم اندم واتوب وافكر بترك المسجد والاذان لهذا السبب. فما توجيهكم حفظكم الله الحمد لله رب العالمين. وبعد. هذا حديث رواه الامام ابن ماجة في سنن من حديث ثوبان رضي الله تعالى عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم لاعلمن اقواما من امتي يأتون يوم القيامة بحسنات امثال جبال تهامة بيضا فيجعلها الله عز وجل هباء منثورا. قال ثوبان يا رسول الله صفهم لنا جلهم لنا الا نكون منهم ونحن لا نعلم. قال اما انهم اخوانكم ومن جلدتكم ويأخذون من الليل كما تأخذون. ولكنهم اقوام اذا خلوا بمحارم الله انتهكوها. وهو حديث صحيح وقد عد الامام ابن حجر الهيثمي رحمه الله تعالى في الزواجر اظهار زي الصالحين في الملأ وانتهاك المحارم ولو كانت صغائر في الخلوة فان هذا من جملة الكبائر كما عدها الامام ابن حجر رحمه الله تعالى ولكن لا ينبغي الوقوف على هذا النص لوحده مفردا عن النصوص الاخرى فان الفهم السليم في المسألة هو الذي يقتضي استجماع جميع ما ورد في هذه المسألة حتى يخرج الانسان بتصور كامل وذلك ان الانسان اذا كانت عنده بعض الذنوب في الخلوات فلابد وان يحذر منها فانها من جملة ما يحبط الله عز وجل به الاعمال فكم من طاعة حبطت بسبب ذنب في من ذنوب الخلوات. الا ان هذه الذنوب اذا كان الانسان يعقبها بالندم والتوبة الى الله عز وجل وكان في حال اقترافها يستشعر الحياء العظيم من الله عز وجل والخوف الشديد. ولكن غلبه شيطانه ونفسه الامارة وقع في شيء منها ثم بادرها بالتوبة. فان التوبة الى الله عز وجل اذا كانت صادقة فانها تمحو ما كان قبلها من الذنوب مهما كان ذلك الذنب كما قال الله عز وجل ان الله يغفر الذنوب جميعا. ويقول الله عز وجل ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر دون ذلك لمن يشاء فلا ينبغي للانسان ان يقنط من رحمة الله ولا ان ييأس من فضله ومن روحه تبارك وتعالى فالذنب في الخلوات وان كان عظيما الا ان المتقرر عند العلماء ان التوبة لا يتعاظمها شيء. فمتى ما وقعت ايها السائل في شيء من هذه الذنوب في الخلوات فاياك ان تعالج الخطأ بخطأ. بان تترك ما فتحه الله عليك من الخيرات من امامة المسجد او او الاذان بالمصلين فان هذه ابواب خيرات فتحها الله لك وما يدريك لعل هذا الخير الذي تفعله من دعاء الناس بالاذان ومن امامتهم في الصلاة ومن ومن الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ربما يكون مكفرا لذنوب الخلوات وانت لا تدري. فان الحسنة تهدي ما قابلها من السيئة فاياك ان تعالج ذنوب الخلوات بترك الخير الذي فتحه الله عز وجل لك. فهذا هو امل الشيطان ورغبة الشيطان ومراد الشيطان منك فانه يأتيك في صورة من يخوفك من هذه الذنوب تخويفا يوجب لك القنوط حتى ترى كغير صالحة لامامة الناس ولا منصب الاذان ولا لمنصب الامر بالمعروف والناهي عن المنكر. فينقلك من خطأ لذنوب الخلوات الى خطأ ذنوب اقفال ابواب الخيرات. فاذا عليك ان تبادر بالتوبة فعلاج ذنوب الخلوات ليس هو ان يترك الانسان ابواب الخيرات الذي التي فتحها الله له ويسرها له ودله عليها ووفقه لها وانما علاجها ان تتوب منها وان تقطع اسبابها وان تكمل مراقب وان تكمل مراتب مراقبة الله عز وجل هذا هو علاجها. فاذا تبت من هذه الذنوب التوبة الصادقة المستجمعة لشروطها فان الله عز وجل يغفر لك ويبدل سيئاتك حسنات. ويقبلك ثائبا نادما. عائدا في قوافل التائبين اليه. والله عز وجل لا يرد من اقبل عليه قلبا وقالبا بنية صادقة وندم وندم صحيح فاياك ان تقبل اطروحة الشيطان بان تترك ما فتحه الله لك من الخير. وانما عليك ان تبادر بالتوبة من هذه الذنوب. فاذا غلبتك نفسك مرة اخرى ووقعت فالعلاج هو ان تتوب مرة اخرى. واذا وقعت الثالثة فتب. وهكذا في الدراك وديدنه انك كلما وقعت في شيء من من ذنوب الخلوات او الجلوات ان تبادرها بالتوبة التي تمحو اثارها. باذن الله عز وجل فالتوبة حسنة عظيمة لا يقف امامها اي ذنب حتى ولو كان الشرك. كما قال الله عز وجل واقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل ان الحسنات يذهبن السيئات. ذلك ذكرى للذاكرين. فاذا علاج ما انت فيه هو التوبة الصادقة وليس العودة الى الذنب من ادلة كذب التوبة الاولى. بل التوبة الاولى لقد تكون صادقة ولكن لغلبة الطبع ترجع الى الذنب مرة اخرى فيحتاج الذنب الثاني الى توبة صادقة فانية. والرجوع الى الذنب في القولين لا يعتبر محبطا لحسنة التوبة الاولى. بل الذنب الاول قد استقل بتوبته ويبقى الذنب الثاني محتاجا الى توبة جديدة اياك واليأس والقنوط من رحمة الله وروحه وفضله. فربك غفور رحيم. واحسن ظنك بالله عز وجل تجد الله عند حسن ظنك والله اعلم