بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. وعلى اله وصحبه ومن والاه اصبحنا واصبح الملك لله والحمد لله لا اله الا هو واليه النشور اللهم انا اصبحنا منك في نعمة وعافية وستر فاتم علينا نعمتك وعافيتك وسترك في الدنيا والاخرة اللهم ما اصبح بنا من نعمة او باحد من خلقك فمنك وحدك لا شريك لك فلك الحمد ولك الشكر لك حمدك ما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك اللهم انا اصبحنا نشهدك ونشهد حملة عرشك وملائكتك وجميع خلقك انك انت الله لا اله الا انت وحدك لا شريك لك وان محمدا عبدك ورسولك اما بعد فهذه متابعة في سلسلة يسألونك عن الشريعة في حلقتها الثالثة والعشرين موضوع حلقة اليوم تحكيم الشريعة والتنكر للانتماء القومي كذلك يزعمون تطبيق الشريعة والتنكر للانتماء القومي ما هي هويتنا؟ نحن جزء من امة الاسلام الكبرى في باب الديانة وجزء من المجتمعات المعاصرة في باب المواطنة جزء من المجتمع الدولي في باب العلاقات الدولية والانسانية لا نرى تناقضا بين الانتماء الديني والقومي والوطني ما دام الانتماء القومي لا ينزع الى الاستعلاء والتعصب ما دام عقد المواطنة ليشتمل على تجريم للتدين او مصادرة للحق في ممارسة شعائر الدين او اقامة شرائعه ما دامت العلاقات الدولية قائمة على الحق والعدل لا تنزع الى بسط الهيمنة والنفوز ان تاريخنا يعرف سلمان الفارسي يعرف صهيب الرومي يعرف بلال الحبشي يعرف ماريا القبطية لم يكن هناك تناقض ما بين الانتماء القومي في باب النسب ولا بين الانتماء الديني في باب الديانة على التفصيل الذي سبق والاصل في كلمة اخوة عند اطلاقها انها تنصرف الى اخوة الدين. انما المؤمنون اخوة فاصلحوا بين اخويكم المسلم اخو المسلم لكن اخوة الدين لا تنفي اخوة النسب اخوة القبائل اخوة العشائر اخوة الاوطان لا تتنكر لما ينشأ عن ذلك من حقوق وتبعات نقرأ في القرآن والى عاد اخاه مفهودا والى ثمود اخاهم صالحا والى مدين اخاهم شعيبا ونقرأ في القرآن الكريم هذه الاخوة التي تحدث القرآن الكريم عنها بين الانبياء واقوامهم وعاد وفرعون واخوان النوط واصحاب الايكة وقوم تبع كل هذه المعاني مفهومة شرعا وآآ ان اخوة الدين لا تنفي هذه الانواع من الاخوات الاخرى لا تتنكر لما ينشأ عنها من حقوق او تبعات ما لم تفضي الى ابطال حق او احقاق باطل. ان للاخوة دوائر متداخلة وليست متقاطعة على قمتها اخوة الدين ولكل مستوى منها حقوق وعليه واجبات اذا اين الخلل ما عندنا اشكال ابدا في الشعور الفطري الجبلي الذي يربط الانسان ببلده ينبت الانسان بقومه يضبط الانسان بعشيرته. شعور جبلي غريزي. انصباب فطري غريزي يحمله الانسان تجاه المنطقة التي نشأ فيها منطق التي ولد فيها ومرابع الصبا وما يدرج عليه الانسان في حياته من مرابع الصبا والشباب ونحوه معاني جبلية غريزية لا تتنكر لها الشريعة. لا تقهرها في نفوس اصحابها. انما تهذبها وتقومها بل وتحقق ويعني وتقيم من الشرائع ما يحققها فليست هناك اي مجادلة في هذا القدر النبي صلى الله عليه وسلم عندما خرج من مكة مهاجرا لقد خرج محزونا مغموما لقد خرج محزونا مغموما وهو يقول انك لاحب بلاد الله الى الله واحب بلاد الله الي ولولا ان قومك اخرجوني منك ما خرجت الصحابة في بداية عهدهم بالهجرة في المدينة حنينهم الى مكة تحمله كتب التاريخ تحمله ابيات شعر عذبة جميلة الا ليت شعري هل ابيتن ليلة بواد وحولي اذ خر وجليل وهل ارد اذن يوما مياه مجنة وهل يبدو لي شامة وتفصيل؟ كل هذا مشاعر جبلية فطرية والشريعة جاءت مما يلبي هذه المشاعر ويحققها فجعلت الاقربين اولى بالمعروف. الزكوات توزع في محلتها جعلت الصدقة على هذه القرابة صدقة وصلة صدق على المسكين واحدة صدقة على ذي القرابة المحتاج اثنتان صدقة وصلة لا يوجد اي اشكال في كل هذه المفاهيم الجميلة المساكنة الاجتماعية تنشأ لحمة بين ابناء الوطن الواحد مهما اختلفت مشاربهم او تباينت عقائدهم. وتترتب عليها حقوق جبات متبادلة تجعل اصل حرمة الدماء والاموال والاعراض مشتركا بين الجميع في الانتماء الوطني والقومي عاطفة جبلية مشروعة ما لم تتحول الى حمية جاهلية الى عصبية بغيضة محبة اهل الدين لا تنفي ما تنشئه القرابة والصلاة الاجتماعية من محبة فطرية جبلية الله قال لنبيه انك لا تهدي من احببت والحديث هنا عن عمه ابي طالب وقد فرطت انفاسه على غير الاسلام. وعاش يعبد غير الله عز وجل. لكنه عاش محاميا عن النبي صلى الله عليه وسلم ومدافعا عنه فيحمل له النبي صلى الله عليه وسلم في قلبه محبة جبلية محبة فطرية لكل من احسن الى المسلمين مبذولا لكل من دعمهم وان كان على غير دينهم مقبولة ما لم تحمل على مشايعة مشايعة على باطل او انتقاصا من حق طب ازا كان هذا كله مقرر اين موضع نزاع. ان موضع النزاع في هذا المعنى الجاهلي البغيض الذي حول من الانتماءات القومية والانتماءات العرقية والانتماءات اللغوية الى معاقد ولاء وبراء اللي خلى يوم من الايام دعاة البعث يقولون امنت بالبعث ربا لا شريك له وبالعروبة دينا ما له ثاني اللي خلت بعضهم يقول في لحظة من اللحظات هبوني عيدا يجعل العرب امة وسيروا بجثماني على دين برهومي سلام على كفر يوحد بيننا واهلا وسهلا بعده بجهنم سلام على كفر يوحد بيننا واهلا وسهلا بعده بجهنم الذي جعل بعضهم يقول ان لكل عصر نبوة وان نبوة هذا العصر القومية العربية. هذا المعنى البغيض حتى لو كانت النسبة شريفة الانتساب الى المهاجرين شرف والانتساب الى الانصار شرف. والقرآن الكريم اوسع بالزكي هؤلاء واولئك اشاد بهؤلاء وبهؤلاء للفقراء المهاجرين الذين اخرجوا من ديارهم واموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله اولئك هم الصادقون والذين تبوأوا الدار والايمان من قبلهم يحبون من هاجر اليهم ولا يجدون في صدورهم مما اوتوا ويؤثرون على انفسهم ولو كان بهم خصاصة. ومن يوق شح نفسه فاولئك هم يفلحون الصادقون المفلحون شهادة رب العالمين لكل من المهاجرين والانصار. نسبة شريفة علية لكن عندما تحولت الى معقل ولاء وبراء عندما قال المهاجر يا للمهاجرين عندما قال الانصاري يا للانصار قال ذروها فانها منتنة منتنة منتنة الرائحة عفنة ذروها فانها منتنة. ابدعوى الجاهلية وانا بين اظهر زروها فانها منتنة ان هذا هو المعنى المحذور الذي لا ينبغي ان يهادنه المسلم لانه يضرب الولاء الاسلامي والانتماء للاسلام. اما ان يعمل الناس اه لصالح بلادهم لصالح شعوبهم لصالح دولهم ان يحيي شعبه بالاسلام وبالقيم النبيلة الرفيعة ويعمل كل فريق من جانبه ليلتقي الجميع في رحبة الاسلام الواسعة في نهايته المطاف كل هذا لا ينبغي ان يختلف فيه ولا ان عليه لقد كانت الدعوات القومية هي هذه الطعنة التي صوبت الى قلب هذه الامة في ليلة ليلة حالكة الظلام كان اجتماعه على الاسلام كان تحاكمها الى الشريعة. كانت تزلها مزلة الدين الواحد والامة الواحدة عندما اثيرت فيها هذه النعرات تأثر العرب لعروبتهم وحمي الاتراك لتركيتهم واصبحت القوافل المستعمر لا تنزل بلدا من البلاد الا وتصطحب معها بعثة للتنقيب عن الاثار في هذا البلد لعلها تبحث عن تاريخ يعتز به اهلها ويقدمون الانتساب اليه والانتماء اليه على الانتساب الى الاسلام والانتماء الى الاسلام احيوا الفرعونية في مكان الفينيقية في مكان. الاشورية في مكان. الطورانية في مكان ليتناحر هؤلاء جميعا ليتشرذم هؤلاء جميعا ليكون معول الهدم الذي وجه الى جسد هذه الامة ليكون ذلك الخنجر المسموم الذي وجه الى قلبها بايدي خصومها وهم ينظرون اليها وهيتضاحكون ويتغامزون استشرق غربي كان يقول ان الفاشية والقومية والعلمانية والاشتراكية والرأسمالية كلها اوروبية الاصل مهما اقلمها اتباعها في الشرق الاوسط والبسوها ثيابا عربية وان الصوت الاسلامي هو ذلك الصوت الوحيد الذي ينبع من تراب هذه المنطقة والذي يعبر عن مشاعر كتلها الجماهيرية المسحوقة ولئن كان هذا الصوت لم يكتب له النصر حتى الان الا انه لم يقل بعد