بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه اصبحنا واصبح الملك لله والحمد لله لا اله الا هو واليه النشور اللهم انا اصبحنا منك في نعمة وعافية وستر فاتم علينا نعمتك وعافيتك وسترك في الدنيا والاخرة اللهم ما اصبح بنا من نعمة او باحد من خلقك فمنك وحدك لا شريك لك فلك الحمد ولك الشكر لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك اللهم انا اصبحنا نشهدك ونشهد حملة عرشك وملائكتك وجميع خلقك انك انت الله. لا اله الا انت وحدك لا شريك لك وان محمدا عبده ورسوله. اما بعد فهذه متابعة في سلسلة يسألونك عن الشريعة في حلقتها الثامنة موضوع هذه الحلقة تغييب الوعي تغييب الوعي هذه تهمة يقذف بها خصوم الشريعة في وجه انصارها يقولون لهم انكم تمارسون اكبر عملية تغييب للوعي واسعة النطاق عندما تزعمون للناس ان تطبيق الشريعة وتحكيمها سوف يؤدي بطريقة الية الى تبخر وتلاشي كل ما تعانيه مجتمعاتنا من مشكلات الازمة والبطالة والضيق والفقر والتخلف والتبعية والرجعية ثم تزعمون ان هذا سوف يؤدي الى صلاح فوري للمجتمع قادة ومقودين حكومة ورعية وحل فوري لجميع مشاكله وان قوى السماء سوف تتدخل من اجل حل كل مشاكلنا دون بزل جهد يزكر بل توظفون كل ما يمر من من احداس من اجل هذا التغيير ان جاءت كورونا تقولون عقوبة من الله لان الناس لم لم يطبقوا الشريعة ولم يحكموها يا ترى يعني هل ستقولون ان العافية التي التي تنعم وترفل فيها مجتمعات اخرى لانها كانت تحكم الشريعة مثلا ثم يستمر هذا المسلسل تقولون ان انعدام السرقة في بعض البلاد البترولية بسبب تحكيم الشريعة واقامة الحدود وتتغافلون اشياء اخرى كارتفاع مستوى المعيشة مسلا لاني السرقة توجد في المجتمعات الفقيرة المجتمعات المستوى معيشة مرتفع في العادة تقل فيها الصدقات يأكله صاحبه فليقل او ليكثر وان من تخوض في مال الله بغير حق فله النار يوم القيامة. لقد بلغ من دقة فقهاء الشريعة ان اختلفوا في مدى جواز صلاة النافلة للعامل اثناء قيامه بعمله ثم يقولون في النهاية انتم تمارسون اكبر عملية تغييب لوعي الامة عندما تطلقون هذه المزاعم وترددون مقولات شديدة رجعية شديدة التخلف لا تمت للمنطق العلمي السديد بصلة ذلك قولهم بافواههم. والله يقول الحق وهو يهدي السبيل اولا من ذا الذي قال ان تطبيق الشريعة سوف يحل جميع مشاكلنا وازماتنا بطريقة الية او بمعجزة غيبية دون بذل جهد يذكر ان هذا من التناقض الفاحش ومن الكذب المفضوح والبينة على من ادعى تطبيق الشريعة يتضمن فيما يتضمن الدعوة الى العمل الجاد المتواصل سهر الدائب على رعاية مصالح الامة. اتخاذ اقصى ما يمكن اتخاذه من الاسباب والوسائل واعتباره هذا من الفرائض الدينية التي تأثم الامة كلها بتركه انهم يقرؤون في كتاب الله عز وجل قوله تعالى واعدوا لهم ما استطعتم من قوة لا تنام الامة وتنبطح وتنتزر فقط نزول الملائكة من السماء لكي تحارب بدلا منها يذكرون جيدا قول النبي صلى الله عليه وسلم للاعرابي اعقلها وتوكل حديس جميل رواه الطبراني عن كعب ابن عجرة بينها نحن جلوس مع رسول الله صلى الله عليه وسلم اذ مر رجل فيه نشاط وقوة فقالوا يا رسول الله لو كان هذا في سبيل الله. يا ريت هذه القوة والطاقة كانت في سبيل الله. فقال النبي صلى الله عليه وسلم ان خرج يسعى على ولده صغارا فهو في سبيل الله وان كان خرج يسعى على ابوين شيخين كبيرين فهو في سبيل الله. وان كان خرج يسع على نفسه يعفها فهو في سبيل الله وان كان خرج يسعى رياء ومفاخرة فهو في سبيل الشيطان في قاموسنا وفي مواريثنا الفقهية قول عبدالله بن مسعود اني لاكره ان اجد الرجل فارغا لا في امر دينه ولا في امر اخرته اني لاكره ان اجد الرجل فارغا لا في امر دينه ولا في امر اخرته. فكيف يمكن القول او الزعم بان تحكيم الشريعة سيحل الامور بطريقة الية دونما جهد ولا عناء فقط الذي يقوله هؤلاء ان تحكيم الشريعة سيصحبه توفيق الله عز وجل وتأييده للمجتمع الذي يهتدي بهديه وينتهي الى امره ونهيه. وان من هدي الله تعالى وامره الكدح بذل الجهد وليس السلبية والتواكل وهذا المنطق سديد في العقل والنقل معا. اما من النقل فقول الله جل جلاله. فاما يأتينكم مني هدى فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى ومن اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة اعمى قال ربي لما حشرتني اعمى وقد كنت بصيرا؟ قال كذلك. اتلك اياتنا فنسيتها؟ وكذلك اليوم تنسى في القرآن يقول الله جل جلاله ايضا ولو ان اهل القرى امنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والارض ولكن كذبوا فاخذناهم بما كانوا يكسبون وفي سقت المائدة ولو انهم اقاموا التوراة والانجيل وما انزل اليهم من ربهم لاكلوا من فوقهم ومن تحت ارجلهم منهم امة مقتصدة وكثير منهم ساء ما يعملون. سورة النحر من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم اجرهم باحسن ما كانوا يعملون والحياة الطيبة في الدنيا والجزيء الحسن يوم القيامة في حديس مسلم ان الله لا يظلم المؤمن حسنة يعطى بها في الدنيا ويثاب عليها في في الاخرة. اما الكافر في طعم بحسناته في الدنيا حتى اذا افضى الى الاخرة لم تكن له حسنة يعطى بها خيرا. في المقابل يقول الله جل جلاله وكأين من قرية عتت عن امر ربها ورسله. فحاسبناها حسابا شديدا وعذبناها عذاب النكرا فذاقت وبال امرها وكان عاقبة امرها خسرا سورة النحل فيما سمعناه اليوم في قرآن الفجر وضرب الله مثلا قرية كانت امنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان. فكفرت بانعم الله فاذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون ومن ناحية اخرى فان تحكيم الشريعة بما ينتجه من اشاعة الطهر والخلق في المجتمع وما يغرسه في النفوس من مراقبة الله في السر والعلن. وما يحث عليه من بذل الجهد والاتقان في العمل لا شك ان هذا كله يخلق تلاحما بين الحاكم والرعية تعاونا على البر والتقوى وتناهيا على الاثم والعدوان. اضرب مثال لطيف يجسد هذه الحقيقة لقد تأصل في قواعد الشريعة في باب العمل ان الاجر مقابل العمل وان كل جزء من الاجر مقابل بجزء من العمل وان الجزء من الاجر الذي لا يقابل بجزء من اجزاء العمل فانما هو سحت ومنهم من ذهب الى جوازها على ان يقتطع من راتبه ما يقابل الوقت الذي انفقه في اداء هذه النافلة لان صلاة النافلة نافلة وحق العمل هذا فريضة لان كل جزء من الاجر مقابل بجزء من العمل. تخيل معي مجتمعا تربى ابناؤه على هذه ايه القيم؟ كيف تكون انتاجية العامل في اليوم؟ وما مدى الصيانة التي تتحقق للمال العام وللوظيفة العامة في ظل هذه المفاهيم قارن بين هذه الصورة وبين ما يجري عليه العمل في واقعنا المعاصر. كيف تحولت المرافق العامة والاجهزة الادارية في كثير من مجتمعاتنا المعاصرة الى اماكن لقراءة الصحف وتناول المشروبات وتعطيل مصالح الناس تطبيق الشريعة لا يتيح لنا القضاء على ازماتنا بطريقة الية كما يزعم الزاعمون لما يضع اقدامنا على بداية الطريق الصحيح الخروج من المأزقة ويضع في ايدينا امضى الاسلحة لمواجهتها ثم يبقى الامر بعد هذا بمدى الجدية في المضي قدما في هذا الطريق. ومدى الهمة التي تتوفر لاستخدام هذه الاسلحة آآ لمطاردة التخلف والفقر والتبعية. الربط بينما يصيبنا من بلاء وبين ذنوبنا ومعاصينا ليس تغييبا للوعي. هذا كلام الله جل جلاله وما اصابكم من مصيبة فبما كسبت ايديكم ويعفو عن كثير الله جل وعلا قال لاصحاب نبيه يوم احد اولما اصابتكم مصيبة قد اصابتم مثليها؟ قلتم انى هذا قل هو ومن عند انفسكم ان الله على كل شيء قدير وحسبنا ما جرى للمسلمين يوم احد ولم يشفع لهم ان رسول الله بينهم وان القرآن يتنزل فيه. هذا التناول الايماني للمواقف والازمات والشرح الايماني لها لا يتعارض قطعا في حس المسلم السوي مع ضرورة الكشف عن الاسباب المادية التي تنجم عنها هذه الكوارث والسعي الى تلافيها واعداد العدة لمواجهتها باقصى ما يمكن اتخاذه من آآ الاساليب والوسائل بل ان القعود عن هذا جريمة تستوجب لصاحبها مزيدا من الكوارث والابتلاءات اه احيانا يقولون انتم تقولون ان ما اصاب امتنا من هزائم من الغرب الصليبي او من الصهاينة او عليه او كذا تقول هذه يعني عقوبة لاننا فرطنا وضيعنا الشريعة وضيعنا الدين. اتريدون ان تقنعونا ان انتصار الطرف المقابل كان لتحكيم الشريعة يتحكم الغرب او الصليبيون او اصبعين الشريعة فانتصروا. ونحن عطلنا شريعة فانهزمنا يعني هكذا عندما يكون العبث بالعقول والافكار ما زعم احد من الناس ذلك بل نقول ان هؤلاء كانوا صوتا في يد القدر يجلد الله به جل جلاله المخالفين لدينه والآبقين على شريعته المسلمون عندما كسروا يوم احد بسبب معصيتهم لنبيهم. لا يعني هذا ان قريشا والكفرة كانوا ارضى لله من الصحابة. لأ انما كان الطرف الاخر كانوا صوتا يجلد به القدر يجلد به الله عز وجل او يبتلي به او يصيب به من خالف عن امره او خالف عن امر نبيه صلى الله عليه واله وسلم تكفيرا وتطهيرا اما الطرف الاخر فان الله جل وعلا يملي له حتى اذا اخذه لم يفلت وكأين من قرية عتت عن امر ربها ورسله فحاسبناها حسابا شديدا وعذبناها عذابا نكرا فذاقت وبال امرها وكان عاقبة امرها خسرا الامة قد تبتلى بسوء بظلمها او ببغيها بحاكم باغي. بحاكم زالم يجلدها ظهرا وبطنا لكن هذا لا يعني ان هذا الحاكم موضع موضع رضا الرب جل جلاله فقد ينتقم الله من الظالم بظالم ثم ينتقم من كليهما. ثم ينتقم من كليهم الوفرة والرخاء الذي تعيشه المجتمعات التي عتت عن امر ربها ورسله هذا ليس دليلا على مرضات الله عنها فان فتنة الرخاء والعافية والابتلاء بالنعماء والسراء لا يقل عن الابتلاء بالضراء والضنك في المعيشة فهذا نوع من البلاء وذلك نوع اخر اذا رأيت الله ينعم على عبد وهو مقيم على معصيته فاعلم بانه مستدرج والذين كذبوا باياتنا سنستدرجهم من حيث لا يعلمون واملي لهم ان كيدي متين فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم ابواب كل شيء حتى اذا فرحوا بما اوتوا اخذناهم بغتة فاذا هم مبلسون فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين هل ننسى موقف عمر عندما بكى لرؤية النبي صلى الله عليه وسلم وقد اثرت الحصير التي ينام عليها في جنبه الشريف. ثم تذكر ما عليه طواغيت الفرس والروم. من الوفرة والنعيم والتقلب على الديباج والحرير النبي صلى الله عليه وسلم غضب وقال افي شك انت يا ابن الخطاب امتهوكون فيها يا ابن الخطاب اولئك قوم عجلت لهم طيباتهم في حياتهم الدنيا القول باني انعدام السرقة بسبب الوفرة في المعيشة مش بسبب اقامة الحدود كلام تاريخيا غير دقيق لاني لما اقيمت الحدود وانعدمت السرقة كان هذا في وقته لا ظهر فيه بترول ولا زهر فيه وفرة في الحياة ولا ولا كزا. وكان بعض هذه المجتمعات يعيش على الصدقات. من المجتمعات مجاورة فليس صحيحا هذا الربط بصورة مطلقة آآ وحائط الزوري ان تلمسه ينهدم سوف سوف تظل هذه الشبهات التي يجلبون فيها بخيلهم ورجلهم والشريعة ودعاتها وعلى السعي الى تحكيمها سوف تظل اوهى من بيوت العنكبوت وان الله يحق الحق بكلماته ولو كره المجرمون اللهم اهدنا لما اختلف فيه من الحق باذنك اللهم ردنا اليك ردا جميلا اللهم اغفر لقومي فانهم لا يعلمون اللهم صلي وسلم وبارك على عبدك ونبيك محمد وعلى اله وصحبه وسلم سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك