بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه اصبحنا واصبح الملك لله والحمد لله لا اله الا هو واليه النشور اللهم انا اصبحنا منك في نعمة وعافية وستر فاتم علينا نعمتك وعافيتك وسترك في الدنيا والاخرة اللهم ما اصبح بنا من نعمة او باحد من خلقك فمنك وحدك لا شريك لك فلك الحمد ولك الشكر لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك اللهم انا اصبحنا نشهدك ونشهد حملة عرشك وملائكتك وجميع خلقك انك انت الله. لا اله الا انت وحدك لا شريك لك وان محمدا عبدك ورسولك اما بعد فهذه متابعة في سلسلة يسألونك عن الشريعة في حلقتها الثانية عشرة لا يزال هاجس الدولة الدينية يؤرخ خصوم الشريعة لا يزالون يلاحقون دعاتها ويمطرونهم بوابل من الاسئلة والشبهات وشبهة اليوم حول قضية الحاكمية وما زعمه القوم من انها مدخل الى الارهاب الفكري ماذا يقول هؤلاء؟ يقولون ان فكرة الحاكمية التي يتمحور حولها التيار الديني واصبحت اهم منطلقاته الا تعني هذه الفكرة انه لا يكون الحكم الا لله ولا يمارس الا باسمه وحده الامر الذي ينتهي الى دولة دينية الى طغيان يمارس باسم الدين الى كهنوت يفرض صايته باسم الشريعة على عامة المواطنين وكما قلنا دائما لكل سؤال جواب ولكل شبهة الرد اولا نبدأ بتحبير المقصود بكلمة الحاكمية لانها ليس مما اشيع كثيرا في كتب التراث لكن لا يعني هذا انه ليس لها اصل في مواريثنا العقدية بل في نصوص الوحي الاعلى قرآنا وسنة صحيحة اذا كان قد اسيء استخدام هذا المصطلح من قبل بعض دعاة الغلو فان هذا لا يعني بطلانه في ذاته فدعونا اولا نحرر المقصود بهذا المصطلح المقصود بكلمة الحاكمية تفرد الله جل جلاله بالحق في الحكم هذا صريح قول الله تعالى ان الحكم الا لله امر الا تعبدوا الا اياه ذلك الدين القيم تفرد الله جل جلاله بالحق في التشريع المطلق لا حلال الا ما احله لا حرام الا ما حرمه لوجب الا ما اوجبه لا دين الا ما شرعه ليس لاحد من البشر ان ينازع الله في هذا الحق فمن فعل ذلك منهم وادعى الحق في التحليل والتحريم الديني بغير سلطان من الله فقد جعل نفسه الها من دون الله. ومن اطاعه على ذلك. وهو يعلم انه يفعل ذلك فقد عبده ومن دون الله عز وجل فالمقصود بهذه الكلمة افراد الله سبحانه بالحكم والتشريع فهو وحده الحكم العدل اللطيف الخبير. الحاكمية بهذا المفهوم من اصول دين ومقتضيات كلمة التوحيد ومن توحيد الالوهية الذي تنزلت به الكتب كلها وارسيت به الرسل كلها وهو قضية ثابتة بالكتاب والسنة والاجماع الشيخ الشنقيطي رحمه الله صاحب كتاب اضواء البيان في تفسير القرآن بالقرآن يقول عند قوله تعالى وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه الى الله اي ما دلت عليه هذه الاية الكريمة من ان ما اختلف فيه الناس من الناس من الاحكام فحكمه الى الله وحده لا الى غيره جاء موضحا في اياته كثيرة فالاشراك بالله في حكمه كالاشراك به في عبادته لقد قال تعالى ولا يشرك في حكمه احدا وفي قراءة ابن عامر من السبعة ولا تشرك في حكمه احدا وقال في الاشراك به في عبادته ولا يشرك بعبادة ربه احدا فالامران سواء كما ترى ايضاحه ان يا الله وبذلك تعلم ان الحلال ما احله الله وان الحرام ما الحرمه الله وان الدين هو ما شرعه الله. فكل تشريع من غيره باطل. والعمل به بدل تشريع الله عند من يعتقد انه مثله او خير منه كفر بواح. لا نزاع فيه. وقد دل القرآن في ايات كثيرة على انه لا حكم لغير الله وان اتباع تشريع غيره كفر به فمن الايات الدالة على ان الحكم لله وحده. قوله تعالى ان الحكم الا لله امر الا تعبدوا الا لي لاياه. ان الحكم الا لله يقص الحق وهو خير الفاصلين كل شيء هالك الا وجهه له الحكم واليه ترجعون الايات المماثلة لهذا المعنى والمقررة لهذه الحقيقة الايمانية والبديهية العقدية كثيرة جدا مستفيضة جدا في تضاعيف هذا الكتاب المبارك. انما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون وقال تعالى وان اطعتموهم انكم لمشركون اي ان اطعتموه في اعتقاد اباحة الميتة جاء القوم يشغبون على تحريم الميتة يقولون كيف تحرمون ما قتله الله بيده وهو الميتة وتستحلون ما قتلتموه بايديكم وهو الذبيحة يريدون ان يشغبوا على تحميم الميتة وان يحملوا المسلمين على اعتقاد حلها. فقال تعالى وان الشياطين ليوحون الى اوليائهم ليجادلوكم وان اطعتموهم انكم لمشركون فتوحيد الحاكمية اما في توحيد الربوبية او في توحيد الالوهية او فيهما معا. لان الله جل وعلا قرر هذا ان الحكم الا لله. وما اختلفتم فيه من شيء حكمه الى الله فالحكم لله العلي الكبير. الحاكمية من جهة تحاكم الناس هذا فعل العبد وفعل العبد داخل في توحيد الالهية وهذا احد المعالم الاساسية في قضية التوحيد اذا تأصل في محكمات الشريعة ان الحجة القاطعة والحكم الاعلى هو الشرع له. الشرع وحده وان الطاعة المطلقة حق خالص لله جل جلاله وان طاعة غيره مقيدة بان تكون في طاعة الله حتى من من يعني من الحقائق المهمة التي تجلي هذا المعنى. ان الاجماع لابد له من مستند من الادلة الشرعية معنى دقيق ولطيف وجميل الامة عندنا في ديننا لا تملك ان تنشئ الاحكام انما تقطع الشغب في دلالتها الامة عند الفرنجة وفي الثقافة العلمانية وفي المجتمعات الغربية تنشأ الاحكام انشاء المجالس التشريعية تنشئ الاحكام الشزوز الجنسي كان حراما بالامس اصبح اليوم حلالا المروانة كانت حراما بالامس. اصبحت اليوم حلالا. هي التي تنشئ الاحكام انشاء الامة عندنا لا تملك هذا الحق لا تجمع الا على دليل شرعي طب اذا كانت المرجعية للدليل فما قيمة الاجماع وما علاقته بالدلالة يقطع الشغب في دلالة هذا الدليل يحمل الامة فيه على فهم موحد وعلى حكم موحد فالامة عندنا لا تملك حق التشريع بغير سلطان من الله. الشورى عندنا في ديننا لا تكون الا فداة العفو وموارد الاجتهاد يعني الاحكام ما قطعت فيه النفوس بالحل فهو حلال وما قطع فيه الحرمة يعني فهو حرام وما تركته عفوا. منطقة العفو التشريعي هذه المنطقة التي تركض فيها قيود المجتهدين ويزهر فيها سلطان الامة وسلطان الشورى. ايضا علماء اصول الفقه جميعا اتفقوا على ان في تعريف الحكم الشرعي وده مبحس كبير في مباحث علم اصول الفقه الحكم الشرعي هو خطاب الشارع المتعلق بافعال المكلفين اقتضاء او تخييرا او وضعا الاقتضاء يعني الطلب الطلب قد يكون طلب فعل او طلب ترك وكل منهما قد يكون جازما او غير جازم. فكلمة الاقتضاء دي انتظمت اربعة احكام. الايجاب والندب والتحريم والكراهة او تخييرا انتظمت حكم الاباحة يبقى الاحكام الشرعية التكليفية الخمسة الايجاب الندب والتحريم والكراهية. الاباحة هذا مردها الى خطاب الشارع. خطاب الشارع المتعلق بافعال المكلفين على سبيل الاقتضاء او التخيير او الوضع الحاكم في الفقه الاسلامي هو الله جل جلاله لان شريعة الاسلام شريعة الهية مش شريعة وضعية اتفق عليها الناس واعطوها المرجعية باتفاقهم منزلة من عند الله سبحانه وتعالى وليست من صنع البشر فالحاكمية التي تنفي عن البشر حق التشريع بغير سلطان من الله لا يمكن ان تكون مدخلا الى الدولة الدينية بالمفهوم الغربي الى السيوقراطية بالمفهوم الغربي التي فيها الحاكم بالحق في تلقي الشريعة من الله ويكون له الحق في الاثرة بالتشريع وله على الناس الطاعة لا بمقتضى البيعة بل بل بمقتضى الايمان. من اين نشأة الشبهة كما قلنا ونحاول ان نؤكد وان نجلي هذا المعنى مرارا. من الخلط بين مصدر السلطة السياسية ومصدر النظام القانوني السلطة السياسية مصدرها الامة. النظام القانوني مصدره الشرع. اذا فصلت بينهما استقرت يعني الامور وآآ آآ عاد كل امر الى نصابه السلطة في الاسلام مصدرها الامة النزام القانوني مصدره الشرع. هذا المصدر الرباني للنظام القانوني لا يضفي اي قداسة على النظام السياسي ولا يعني بالضرورة ان السلطة تستمد شرعيتها من الحق الالهي. بل على النقيض من هذا يمثل ضمانة دون طغيان السلطة السياسية. لان هذا النظام القانوني يخاطب الحاكم كما يخاطب المحكومين. يخضع له الجميع حكاما ورعية على السواء لا سبيل الى تغييره او العبث به باصطناع اغلبية مأجورة اذ تتبنى اهواء الولاة داخل المجالس التشريعية كما هو الحال في كثير من الانظمة الوضعية طيب مع وضوح هذه الحقائق ومع كونها جرية كجلاء الشمس في رابعة النهار الا ان تساؤل القوم لا يزال يقولون ان هذا الطرح حتى مع التسليم به بما تقول سيجعل من كل قرارات الحاكم شريعة ملزمة سينقل مناقشة امور الناس من دائرة الصواب والخطأ الى دائرة الحل والحرمة سينقل المخالف من دايرة المعارضة المشروعة كما هو الحال في الانزمة العلمانية المعاصرة الى دائرة البغي والخروج عن الطاعة وربما الردة والخروج عن الدين في زل الدولة الاسلامية فاي ارهاب يعدل هذا الارهاب واي مصادرة للحريات تعدل هذه المصادرة برضه لكل سؤال جواب رفقا الحل والحرمة لا يكون الا حيث يكون الدليل القاطع ولا تقولوا لما تصفوا السنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب ان الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون اما ما عدا ذلك من مسائل الحكم والسياسة الشرعية. الاصل فيها انها من موارد الاجتهاد وانه لا يثرب فيها على المخالف الا اذا تحولت مخالفته الى مناهضة مسلحة للدولة تهدد امنها وتزعزع استقرارها فلا تثريب على المسلم ولا ملامة في ظل دولة الاسلام ان يتبنى اجتهادا مخالفا لاجتهاد الدولة وان يعلن هذا على الملأ وان يحشد الادلة لاثباته. ما دامت المسألة من موارد الاجتهاد وما دام عنده اهلية النزر بمقتضى ضوابط الاجتهاد المعتبرة شرعا لكن المحظور والمحظور ان يشق بهذا الاجتهاد عصى الطاعة. او ان يخرج به عن الجماعة. هذا القدر هو اقصى ما تتيحه النظم العلمانية في احسن احوالها من حرية للمعارضين فانها تفرق بين المعارضة والارهاب. فتسمح بالاولى وتمنع من الثانية. منشأ الشبهة الخلط بين مواضع الادلة القاطعة التي لا يسعوا لاحد ان يخرج عليها لا حاكم ولا محكوم وبين موارد الاجتهاد. بين الشرع المحكم شرح المؤول الشرع المحكم واضع الادلة القاطعة لا يحل لاحد ان يخالف فيها كائنا من كان لا حاكما ولا محكوما ضابطها كل ما كان موضعا لدليل قاطع. من نص صحيح او اجماع صريح او بتعبير الشافعي رحمه الله كل ما اقام الله به الحجة في كتابه او على لسان نبيه منصوصا بينا الثاني هو الشرع المؤول اجتهادات الفقهاء موارد الاجتهاد. لا يضيق فيها على المخالف ولا يعتبر مخالفه بتأويل سائغ حاكما بغير ما انزل الله ضابطه كما يقول الشافعي كل ما كان يحتمل التأويل ويدرك قياسا اي ما عري عن الادلة القاطعة بل ازيد صاحبي هذا فاقول حتى في المخالفة في القواعد الكلية في الدين كما خالف اهل البدع المغلظة واهل فرق الضلالة الفرق الاتنين وسبعين الذين توعدوا بالنار على لسان النبي صلى الله عليه وسلم كالخوارج والمعتزلة والجهمية وانفاذه لا ينكل باحدهم لمجرد المخالفة الاصل مقابلة الشبهة بالحجة ودفع بدعهم بالحوار والمجادلة بالحسنى لا يتصدى لهم الحاكم الا اذا تحول موقفهم الى بغي وافساد في الارض وانتقل من دائرة الفقه الى دائرة الارهاب المسلح غايته غاية الامر لانه يهجر لبدعته. اذا كان في الهجر مصلحة راجحة لقد كان الخوارج من اشد الناس بدعة وتكفيرا للامة وخروجا على جماعتها ومع ذلك لم يبدأهم علي رضي الله عنه بقتال بل قال لهم لكم علينا ثلاث الا نمنعكم مساجد الله ان تذروا فيها اسم الله والا نمنعكم من الغنيمة والفيء ما دامت ايديكم معنا والا نبدأكم بقتال حتى تقطعوا السبيل وتسفكوا دم الحرام المساجد مفتوحة لكم جميعا وخنادق الجهاد لكي تجاهدوا معنا اعداء الدين مفتوحة امامكم جميعا ولا نبدأكم مقدار ابدا حتى تقطعوا السبيل وتسفكوا الدم الحرام رغم انهم كانوا يكفرون الامة ويبدعونها ويضللونها ويخوضون عن جماعتها وكزا وكزا وضع لهم هذه القاعدة فما نفذ اليهم بقتال حتى قطعوا السبيل وسفك الدم الحرام فهل يمكن في ظل هذه المعالم البينة والبديهيات الجلية الواضحة ان يقال ان تحكيم الشريعة او الحاكمية مدخل الى ارهاب فكري او مدخل الى دولة دينية او مدخل الى بغي باسم الدين او فرض وصاية باسم الدين او نشر كهنوت ديني على الناس الناس اعداء لما جهلوا بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه. ولما ياتهم تأويله فيا ليت قومي يعلمون يعني حسن الظن بالله عز وجل وحسن الظن بكتابه وبدينه وبشريعة نبيه صلى الله عليه وسلم يقتضي تمهل عند ورود هذه الشبهات فان الله يحب البصر النافذ عند ورود الشبهات والعقل الثاقب الراجح عند ورود الشهوات اسأل الله جل وعلا ان يردنا اليه ردا جميلا ان يحملنا واياكم في احمد الامور عنده واجملها عاقبة ان يرينا الحق حقا وان يرزقنا اتباعه ان يرينا الباطل باطلا وان يرزقنا اجتنابه اللهم امين. وصل اللهم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك